رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى وفاته| «شيشرون».. الجسر الذي وصلنا عبره إلى الفلسفة اليونانية

7-12-2024 | 12:56


شيشرون

بيمن خليل

يصادف اليوم ذكرى وفاة شيشرون، الفيلسوف والكاتب والخطيب الروماني، الذي يعتبر إنتاجه نموذجًا مرجعيًا للتعبير اللاتيني الكلاسيكي، أثارت شخصيته الجدل والتقويمات المتضاربة، خاصة في الجانب السياسي من حياته، حيث وصفه البعض كمثقف مضيع في وسط سيئ أو ثري صاعد في روما، وآخرون كمتملق لبومبي وقيصر، يعتبره البعض، مثل المؤرخ بيير كريمال، الجسر الذي وصلنا عبره جانب من الفلسفة اليونانية.

ماركوس توليوس سيسرو، المعروف بـ "شيشرون"، وُلد في 3 يناير 106 ق.م. كان طالبًا شديد النباهة وفقًا للمؤرخ بلوتارش، مما جذب انتباه روما بأكملها، سنحت له الفرصة لدراسة القانون الروماني تحت إشراف كوينتس موسياس سكافولا، أكبر محامي روما في ذلك الوقت.

ينتمي شيشرون إلى أسرة من طبقة الفرسان وتأثر بآراء أفلاطون وأرسطو، حاول اتباع أفلاطون في تخيله للمدينة الفاضلة بنظام الملكية الجمعية العامة، ولكنه لم يضع تصميمًا لهذه المدينة، كان يميل نحو آراء أرسطو التي ترى أن المجتمع يرجع إلى غريزة الإنسان الاجتماعية، وعرف المجتمع بأنه جمع من الناس اتحدت مصالحهم ووافقوا على العيش تحت قانون اجتماعي واحد. اعتنق فكرة أن حرفة الزراعة هي أسمى الحرف وأكثرها ربحًا، وأدان نظام الربا ووصفه بالنظام الظالم.

على الرغم من براعته كخطيب ومحامي ناجح، اعتبر شيشرون حياته السياسية أهم إنجازاته، أعظم إسهاماته في الفكر السياسي كان شرحه وتحليله لنظرية الرواقيين في القانون الطبيعي، التي انتقلت إلى الغرب وأصبحت مرجعًا أساسيًا حتى القرن التاسع عشر.

يقول شيشرون إن هناك قانونًا طبيعيًا عامًا ينبثق من حكم العناية الإلهية والطبيعة العقلية والاجتماعية للبشر، هذا القانون لا يتغير وهو ملزم لجميع الناس والأمم، وأي تشريع مخالف لا يستحق أن يسمى قانونًا.

خلال عمله كقنصل، تميز شيشرون في السياسة ووقف ضد ديكتاتورية جايوس يوليوس قيصر، مؤيدًا الحكم الجمهوري، بعد وفاة قيصر، أصبح عدوًا لماركوس أنتونيوس وهاجمه بسلسلة من الخطب.

بعد مقتل قيصر، تحالفت الشخصيات الرئيسية في روما، فدعم شيشرون أولًا مارك أنتوني ثم أوكتفيان، لكنه أصبح ضحية لاتفاق ثلاثي بين أنتوني وأوكتفيان وليبروس، وفي 7 ديسمبر 43 ق.م، قُبض عليه وقتل، حيث قُطعت رأسه ويده وعرض في روما أمام العامة.