كارثة إنسانية في ديروط.. ميكروباص يغرق في الترعة الإبراهيمية القصة الكاملة
شهدت مدينة ديروط بمحافظة أسيوط مأساة إنسانية مساء الأحد، بعدما سقطت سيارة ميكروباص تقل 11 راكبًا في الترعة الإبراهيمية. المشهد المروع الذي وصفه شهود العيان بأنه "لحظات توقفت فيها الأنفاس"، أثار صدمة واسعة بين الأهالي، الذين هرعوا لمحاولة إنقاذ الضحايا دون جدوى. بينما تسابق فرق الإنقاذ الزمن في عمليات البحث التي استمرت على مدار الساعات الماضية.
التفاصيل الكاملة للحادث
بدأت الواقعة حين كانت السيارة رقم "6252 ي ص ج" متوقفة بموقف سيارات الأجرة في ديروط، استعدادًا للانطلاق إلى مدينة أسيوط. في الوقت الذي كان السائق يقف خارج السيارة يبحث عن ركاب إضافيين، بدأت السيارة فجأة بالتحرك إلى الخلف لتنزلق في الترعة الإبراهيمية المجاورة.
داخل السيارة، كانت سيدة تُدعى "شريهان عثمان صديقي" جالسة مع ابنتيها، وحين شعرت بانزلاق السيارة، سارعت بإلقاء الطفلتين من النافذة، لينجوا بأعجوبة، لكنها لم تتمكن من إنقاذ نفسها.
جهود الإنقاذ والمشهد المأساوي
تجمعت حشود من الأهالي على ضفاف الترعة في محاولة لإنقاذ الركاب، لكن عمق المياه وسرعة التيار حالت دون ذلك. وصلت فرق الحماية المدنية والإنقاذ النهري إلى الموقع بعد دقائق من البلاغ، وتمكنت من انتشال جثة واحدة فقط في البداية، إلى جانب استخراج السيارة من قاع الترعة، فيما اختفى بقية الركاب.
تحركات الأجهزة الأمنية
انتقل اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، إلى موقع الحادث لمتابعة جهود الإنقاذ.
تم الدفع بـ25 غواصًا إضافيًا لتوسيع عمليات البحث، وشملت الجهود بحر يوسف والترع المتفرعة من الترعة الإبراهيمية.
تحفظت الأجهزة الأمنية على السائق، وتم إحالة الواقعة إلى النيابة العامة التي بدأت تحقيقاتها بفحص كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الحادث.
قرارات المحافظ وتعويضات الضحايا
أعلن اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، عن صرف تعويضات مالية لأسر الضحايا والمصابين، تشمل:
50 ألف جنيه لرب الأسرة المتوفى.
25 ألف جنيه في حالة وفاة أحد أفراد الأسرة.
5 آلاف جنيه للمصابين.
كما كلف المحافظ جميع الأجهزة التنفيذية بالتواجد في موقع الحادث لتقديم الدعم اللازم، وأصدر توجيهات بتسهيل إجراءات دفن الضحايا وصرف التعويضات العاجلة.
مشاهد مؤلمة وردود أفعال الأهالي
في موقع الحادث، جلست والدة الضحية "شريهان عثمان" على ضفاف الترعة، تبكي بحرقة وتردد: "اطلعي يا بنتي لولادك"، في مشهد جسّد عمق المأساة الإنسانية.
تعالت صرخات الأهالي المطالبين بسرعة إنقاذ ذويهم، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تبذل قصارى جهدها للبحث عن بقية الضحايا.
خاتمة
حادثة ميكروباص ديروط ستظل محفورة في ذاكرة الأهالي، إذ لم تقتصر على فقدان الأرواح، بل أثارت تساؤلات حول إجراءات السلامة وتدابير الوقاية في المواقف العامة. وبينما تواصل فرق الإنقاذ جهودها، يبقى الألم يخيم على مدينة ديروط التي تنتظر انتهاء هذا الكابوس المأساوي.