هل لى بليلات تعيد ملامحى
عشرين عاماً
أويزيد إلى الوراء
لى بلدةٌ خبأتُها بين الحوارى
خلفَ جدران ِ الحديقةِ
ما بين شقوق ِ الأرض ِ ونزف ِ الأحجار
ودموع ِ امرأة ٍ أرملة ٍ تعساء
وشوارع ٍ هى بالغبار تكحلت
وتكبلت بغيومها السوداء
وعلى فراش ِ الموت ِ تُجْهض ماءَها
فتقام ُ أوراد ُ البكاء
هل لى بليلات تعيد ملامحى
عشرين عاماً أويزيد
إلى الوراء
ولى ّ الخيوط ُ ملونة
طوقت ُ ألف َ شجيرة ٍ
أستقبل ُ العام َ الجديد
كى يرفع َ الله ُ الحصار
كى يخرج َ السجناء ُ دون تسلق ٍ
لضلوعهم من كل أجناد الحديقة ِ
يعبرون على لحوم جُسُومهِم
وآسرة ُ المرضى يُغلفها الشقاء
**
هل لى بليلات تعيد ملامحى
عشرينَ عاماً أويزيد إلى الوراء
فيعود َ للدار الغريب
كى يعزف َ الألحان َ للوطن الحبيب
(بلادى بلادى بلادى )
فأراه ُ يفرط في الحنين
وأراه فى النهر المقدس سابحاً
نحو الأمل
وأراه يهتف باشتياق
يا قدسُ هيا
زملينى
دثرينى
حان يا قدس اللقاء
هل لي بليلات تعيد ملامحي
عشرين عاماً أو يزيد
إلى الوراء
فهناك َلى أرض ٌ يزينُها النخيل ُ
وسنبلات ُ الفقر ْ
تعطرُها أناشيد ُ الصبى
يناغى تحت شمسِ الله ِ
غيمته ُالشقية كى يستدر َ حنَانَها
فتكون للظمأى رواء
فالبحر ُ يخذلُنَا ويلقينا على الأرض
الموات
ونظل ُ نلتحف ُ العراء
هل لي بليلات تعيد ملامحي
عشرين عاماً أو يزيد
إلى الوراء
لي أغنيات ٌ ناعمات ٌ كنت ُ أنشدُها
إذا حلَّ المساء
كى ما أهدئ َ روع عشاق ٍ حزانا يلهثون َ
وراء َ شهوات ِ الصبايا الفاتنات
عودى تكسَّر َ لم تعد ألحانُه
تروى غليلى
تطفئ ُ الشهوات ِ بين جوانحى
يخبو أنينى
أواه ُمن وجع القصيدة ِ
تبعثُ الآهات ِ للدنيا العنيدة
فالماء ُ من شهدٍ نبع
وقميص ِ شوقى اليوم َ قدَّ
من الوجع
هل لي بأمنية ٍ تداعب ُ خاطرى
وتعيد عمراً قد تفلَّت َ من يدى
وتعيد ُ لي عقدان ِ من سرب الأسى
هل لى بليلات تعيد ملامحى
عشرين عاماً أو يزيد الى الوراء