شددت الممثلة الخاصة للأمين العام في جمهورية الكونغو الديمقراطية "بينتو كيتا"، على أهمية التنسيق والتعاون النشط والبناء بين بعثة حفظ السلام الأممية (مونوسكو) والحكومة الكونغولية، مؤكدة ضرورة أن تتمتع البعثة الأممية بحرية الحركة والمناورة من أجل حماية المدنيين بشكل أفضل.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قالت المسؤولة الأممية إن "خريطة العنف" في الكونغو الديمقراطية، تتوافق في كثير من الأحيان مع خريطة الموارد الطبيعية، وشجعت بلدان منطقة البحيرات العظمى على تنسيق جهودها لمكافحة الاستغلال غير المشروع، وتعزيز آليات التتبع لإضعاف الجماعات المسلحة.
وأكدت "بينتو كيتا"، في كلمتها أمام مجلس الأمن أن الوضع الأمني في إيتوري وشمال كيفو في الجزء الشرقي من الكونغو لا يزال مثيرا للقلق. وقالت إن حركة 23 مارس عززت احتلالها المدني والعسكري لشمال كيفو، في حين تظل القوات الديمقراطية المتحالفة هي الجماعة المسلحة الأكثر دموية، حيث قتلت مئات المدنيين في الأشهر الأخيرة.
وقالت "كيتا" إن بعثة حفظ السلام الأممية (مونوسكو) التي ترأسها تعمل في هذه البيئة المعقدة على تسهيل الحوار بين الجهات الفاعلة ذات الصلة، وتشجيع مشاركة النساء والشباب في عمليات السلام، واتخاذ "تدابير رادعة ضد الهجمات المحتملة"، بالإضافة إلى دعم القوات المسلحة الكونغولية في عمليات الحماية.
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ما يقرب من 6.4 مليون شخص ينزحون حاليا بسبب النزاعات المسلحة والمخاطر الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم البيئة الأمنية السائدة في الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى تحديات تغير المناخ المتزايدة بشكل مثير للقلق.
وذكرت المسؤولة الأممية "كيتا"، أن الأوبئة المتعددة أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني في الكونغو وعلى الرغم من هذا الوضع الهش، فإن "مستوى التمويل القياسي سمح للشركاء الإنسانيين بتقديم مساعدات منقذة للحياة لـ 5.8 مليون شخص بين يناير وأكتوبر 2024.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام إن الفترة التي تقدم تقريرها عنها إلى المجلس تميزت أيضا بالتوترات السياسية بسبب الدعوات إلى مراجعة الدستور، وشجعت أصحاب المصلحة المعنيين على العمل معا لتجنب المزيد من التوترات وضمان "بقاء البلاد على مسارها نحو الاستقرار".
وأشادت بالتقدم الأخير المحرز في عملية (لواندا)، ورحبت بالقمة المقبلة التي تنظمها أنجولا في 15 ديسمبر مع رئيسي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. وقالت لأعضاء المجلس إن هذه ستكون فرصة لإحراز تقدم كبير في استقرار شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة.
وفي حين يجب أن تتمتع جهود الوساطة الأنجولية بالدعم المستمر من قبل المجتمع الإقليمي والدولي، قالت "كيتا" إن العمليات المحلية والإقليمية والوطنية "يجب أن تكون متناغمة ومتكاملة مع بعضها البعض من أجل تعزيز السلام والاستقرار الدائمين".
وبينما يستعد مجلس الأمن لتحديد ولاية جديدة لبعثة حفظ السلام الأممية، جددت "كيتا" التزامها "بالانسحاب التدريجي والمسؤول للبعثة". وقالت إن الحكومة الكونغولية و"مونوسكو" تعملان بشكل مشترك على نهج للانسحاب "مصمم وفقا لديناميكيات الأمن الإقليمي واحتياجات المدنيين للحماية".
وشددت على أن توقيع إطار التعاون الإنمائي المستدام للأمم المتحدة الجديد للفترة 2025-2029 الأسبوع الماضي سيساهم أيضا في إعادة تشكيل الوجود الأممي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في سياق انسحاب بعثة مونوسكو، وشجعت الدول الأعضاء على تقديم دعمها الكامل لتنفيذه.