في اليوم العالمي لحقوق الإنسان| القضاء على فيروس سي.. قصة نجاح مصرية أشاد بها العالم
يدفعنا اليوم العالمي لحقوق الإنسان إلى إبراز القيادة العظيمة، التي أظهرتها مصر في مكافحة التهاب الكبد الوبائي فيروس سي، مما أدى إلى القضاء على ذلك الداء الوخيم بشهادة منظمة الصحة العالمية.
ويوافق اليوم الـ10 ديسمبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وذلك يدفعنا إلى تذكر تجربة مصر الرائدة في مكافحة التهاب الكبد الوبائي بشكل مجاني على اعتبار أن الرعاية الصحية أحد ركائز هذا الإطار.
مكافحة التهاب الكبد في مصر
وبالعودة إلى عام 2015، بلغ معدل الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي للفئة العمرية من 1–59 عامًا 1% ومعدل الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي 4.4%، كلما زاد السن ترتفع معدلات انتشار الفيروس، ففي العام 2008 في الفئة العمرية من 55 إلى 59 عام بلغت نسبة الانتشار 27.4%، وفي العام 2015 بلغت النسبة 22.3%، وقدر عدد المصابين بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي B حوالي 800,000 شخص، وقدر عدد المصابين بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي C حوالي 3.6 مليون شخص.
وفي غضون ذلك، تواصلت مصر مع الشركات العالمية المنتجة لدواء فيروس سي، للحصول على الدواء بسعر مخفض، وصل إلى 1% من ثمنه الأصلي أي يصل الدواء للمريض بـ 10 آلاف جنية بدلًا من مليون جنيه، ومن ثم تم التواصل مع شركات الأدوية المصرية، للبدء في إنتاج أدوية مصرية مماثلة لهذا الدواء الأجنبي لعلاج فيروس سي، وتم تنفيذ أدوية مصرية لها نفس الكفاءة والأمان، مما ساهم في خفض سعر دواء فيروس سي مرة أخرى من 10 آلاف جنيه إلى أقل من 1500 جنيه، وبالتالي أصبح علاج فيروس سي متاحًا، لجميع المصابين بفيروس سي الذي تم ترددهم على جميع المراكز التي تم إنشاؤها في جميع المحافظات المصرية.
وفي 2016، جرى علاج 600 ألف شخص بالأدوية المصرية المنتجة محليًا، ووصل عدد من تم علاجهم على مدار السنوات الماضية إلى 2 مليون شخص ممن يعلمون أن لديهم إصابة بالفيروس، ولكن من خلال الأبحاث تبين وجود حوالي 2 إلى 3 ملايين شخص مازالوا مصابين بالفيروس، ولا يعلمون بإصابتهم، وهي مشكلة لأن عدم علاجهم يؤدي إلى مضاعفات تصل إلى حالة متأخرة ويصعب علاجهم، كما أن عدم علمهم بإصابتهم بفيروس سي، يجعلهم أكبر مصدر لنقل فيروس سي للآخرين، ما يمثل عائقًا في الوصول إلى المعدلات العالمية للقضاء على فيروس سي التي تحددها منظمة الصحة العالمية، وفق ما أوردته الهيئة العامة للإستعلامات.
وجهت تلك المشكلة بفحص نصف مليون مواطن يوميًا في جميع الأماكن، في الفترة ما بين أكتوبر 2018، وحتى أبريل 2019، وفي حال ثبوت الإصابة يتم تحويل المريض للوحدة المعالجة الأقرب لسكنه بميعاد محدد، لتلقى العلاج لمدة 3 أشهر وتصل نسبه الشفاء إلى 95% من هذه الأدوية الحديثة، وجميع الفحوصات تتم بالمجان.
وفي هذه الفترة، جرى فحص 60 مليون شخص مصري، بجوار إدخال نتائجهم على المنظومة الصحية، وبذلك أصبحت تتوافر معلومات عن كل شخص أكثر من 18 سنة، هل مصابون بمرض مزمن أخر أو بفيروس سي أم لا، وتحديد أن المصابين منهم تم علاجهم مباشرة.
وبفضل ذلك، انخفضت نسبة انتشار فيروس سي بنسبة أقل من 5%، بعدما كانت تصل إلى 22%، وبذلك تم الوصول للمعدل المطلوب التي كانت تستهدفه منظمة الصحة العالمية في 2030، ولكنه تحقق سريعًا في 2020.
وفي أكتوبر 2023، أصبحت مصر أول دولة تبلغ "المستوى الذهبي" على مسار القضاء على التهاب الكبد C، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، مما يعني أن مصر قد أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التي تؤهلها للقضاء على الوباء.