غزة تُباد.. استمرار المجازر الإسرائيلية ضد الأهالي وعشرات الجرحى يواجهون خطر الموت
استمرت المجازر الإسرائيلية ضد أهالي قطاع غزة، في ذات الوقت الذي تتافقم فيه الأزمات الإنسانية والصحية، حيث بات الوضع في كل يوم أسوء من سابقه، جراء نقص الاحتياجات الأساسية، وذلك في إطار حرب الإبادة الجماعية الممارسة منذ أكثر من 14 شهرًا على التوالي.
وفي الوقت الذي يحتفي فيه العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان الموافق الـ10 ديسمبر سنويًا، يعيش الفلسطينيون بقطاع غزة منذ 14 شهرًا إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا دون أن يلتفت إليهم أحد ممن يتغنون بحقوق الإنسان، بحسب ما يذكره الدفاع المدني بغزة.
وزعزع حجم المعاناة التي شهدتها قطاع غزة، خلال العام الماضي، إيمان العديد من الناس بحقوق الإنسان، التي نحتفل بيومها العالمي، هذا ما تقوله "الأونروا".
غزة تُباد
في اليوم الـ431 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر، وصل منها للمستشفيات 28 شهيدًا، إلى جانب 54 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبهؤلاء ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 44.786 شهيدًا، فضلًا عن 106.188 مصابًا، وذلك بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وأفادت صحة غزة، بأن هناك 60 جريحًا في المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة يواجهون خطر الموت بسبب نقص المواد الغذائية والمياه، مؤكدة على أن الوضع الإنساني داخل المستشفى أصبح بالغ الخطورة، حيث يفتقر الجرحى إلى الاحتياجات الأساسية، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي تفرضها قوات الاحتلال.
وناشدت جميع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري، لتقديم المساعدات الضرورية، لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى الذين يعتمدون على الدعم الخارجي للبقاء على قيد الحياة.
وأوضحت أن هذه الأزمة تأتي في وقت يعاني فيه شمال قطاع غزة من أوضاع مأساوية، مما يتطلب تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة والوقوف عند مسؤولياته
وفي خضم ذلك، حذر الدفاع المدني الفلسطيني، من أنه على مقربة من إعلان تحييد الخدمات الإنسانية والخروج عن الخدمة في كافة محافظات قطاع غزة، وهذا يعني أن نحو 2 مليون و400 ألف مواطن في القطاع سيفتقدون إلى التدخلات الإنسانية.
وأرجع "الدفاع المدني" ذلك إلى سياسة الاحتلال الإسرائيلي، التي تمنع وصول الوقود للدفاع المدني كما تمنع إدخال قطع إصلاح مركباته بعد أن دمر مخزون من الأجهزة والمعدات بخسائر تقدر ماليًا بنحو مليون و300 ألف دولار أمريكي.
وفي الوقت ذاته، أوضح أن ذلك يؤدي إلى تفاقم وتعميق حالة العجز وتشعب العقبات أمام أداء الواجب الإنساني كما أضعف عمليات الاستجابة.
بدورها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن حجم المعاناة بقطاع غزة زعزع إيمان الكثيرين بحقوق الإنسان، مشددة في الوقت نفسه على أن ما يحرم منه القطاع جراء الإبادة الإسرائيلية "حقوق وليس امتيازات".
وتؤكد منظمة "أطباء بلا حدود" أنه لا مكان آمن بغزة، ولا أحد بمنأى عن الخطر في حين تتواصل الإبادة الإسرائيلية في عموم القطاع.
التطورات الميدانية
ميدانيًا، بثت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، مشاهد لاستهدافها أربع دبابات وجرافة إسرائيلية ضمن كمينين شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وكشفت القسام، أن هذه المشاهد لاستهداف آليات إسرائيلية ضمن كمينين عسكريين في محاور القتال بحي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب القطاع.
وكان الكمين الأول في الـ6 ديسمبر الجاري، واستهدف خلاله مقاتلو القسام 3 دبابات ميركافا بقذائف "الياسين 105"، أما الكمين الثاني فكان في الـ28 نوفمبر الماضي، واستهدف جرافة عسكرية من طراز "D9" ودبابة ميركافا بقذائف "الياسين 105".
وبالأمس، أقر جيش الاحتلال بمقتل 3 عسكريين وإصابة 12 آخرين خلال معارك في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.
وبذلك يرتفع عدد قتلاه منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، إلى 813 عسكريًا، بينهم 381 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في الـ27 أكتوبر 2023، بحسب المعطيات الرسمية.
ووفقًا لمراقبين، تتكتم إسرائيل عن الخسائر البشرية التي تنزل بها جراء حربها على قطاع غزة، خوفًا من ردود الفعل التي قد تنشأ جراء نشر المعطيات الحقيقية.