"قومي المرأة": إعلان نتائج مسح الأعراف الاجتماعية حول ختان الإناث بـ22 محافظة العام المقبل
قالت رئيس المجلس القومي للمرأة المستشارة أمل عمار إنه من المقرر العام المقبل إطلاق نتائج المسح الوطني لقياس الأعراف والمعايير الاجتماعية حول ختان الإناث، والذي يستهدف 26 ألف أسرة معيشية بـ22 محافظة.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس المجلس في فعاليات إطلاق مؤتمرات "بالطو أبيض ضد ختان الاناث"، تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ورئيس الصحة والسكان.
وأضافت أن هذا المسح ينفذه المجلس بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وبالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
وأوضحت أنه جار العمل حاليًا على الانتهاء من مرحلة تجميع البيانات من الميدان على أيد باحثين تم تدريبهم بصورة مكثفة؛ للتعامل مع هذا الموضوع، وبحلول العام القادم سنكون على موعد مع إطلاق نتائج المسح النهائية.
وأكدت اهتمام الدولة بملف القضاء على العنف ضد المرأة بشكل عام والقضاء على جريمة ختان الإناث بشكل خاص، منوهًا بأن المسئولية الأخلاقية والإنسانية التي تقع على عاتق طاقم الأطباء وهيئة التمريض لمكافحة هذه الجريمة والقضاء عليها، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للضحايا هي من أهم المسئوليات لتحقيق القضاء على هذه الجريمة.
واستعرضت جهود اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلسين القومي للمرأة والقومي للطفولة والمومة التي تم تشكيلها عام 2019، وتعد أول لجنة تنسيقية توحد جهودها على مدار 5 سنوات للقضاء على هذه الجريمة.
وتابعت رئيس مجلس القومي للمرأة أن التعاون بين جميع أعضاء اللجنة أسفر عن ملايين الاتصالات التوعوية بقرى ونجوع المحافظات من خلال تنظيم قوافل طبية وتثقيفية وحملات إعلامية توعوية، واستقبال للشكاوى، ورفع كفاءة البناء المؤسسي وحملات طرق الأبواب تحت شعار "احميها من الختان".
وأعربت عن فخرها بأن جهود اللجنة قد أسفرت عن تشديد عقوبة ختان الإناث ومنع مرتكبيها من ممارسة المهنة مدة لا تزيد على 5 سنوات وغلق المنشأة وفقًا لنص المادة 242 مكرر، ومقررًا لقانون العقوبات المعدل بالقانون رقم 10 لسنة 2021.
وأضافت أن جهود اللجنة أسفرت كذلك، من خلال التنسيق الكامل على المستوي الوطني، عن انخفاض النسبة لـ14% في 2021 مقابل 21% عام 2014، وهو ما أظهرته نتائج المسح الثقافي للأسرة المصرية عام 2021.
وأشارت إلى ما بذلته اللجنة من جهود كبيرة للقضاء على ظاهرة التطبيب من خلال بناء القدرات وتنظيم ورش العمل؛ لتوعية جيش مصر الأبيض من الطبيبات والأطباء بالجريمة، ومنها إطلاق حملات إعلامية توعوية متعددة لنشر الوعي بالجريمة وأضرارها الصحية والنفسية والاجتماعية على المحطات الإذاعية الأكثر انتشارًا، والتي حقققت ملايين المتابعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت أمل عمار، نجاح مصر على المستوى الدولي بالتنسيق مع بوركينا فاسو في إصدار بيان مشترك حاز على تأييد غير مسبوق من 136 دولة للمطالبة بالقضاء على ختان الإناث حول العالم، وذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وصندوق الأمم المتحدة للطفولة وفي إطار المشاركة الفعالة لبعثة مصر لدى الأمم المتحدة في جنيف بفعاليات الدورة الـ47 لمجلس حقوق الإنسان.
ونوهت بأن عام 2022 شهد إطلاق خطة عمل وطنية للقضاء على ختان الإناث (2022 - 2026) متضمنة أولويات محددة تمكن الجهات الفاعلة من تحقيق التقدم المنشود في القضاء على تطبيب ختان الإناث، وتغيير موقف المصريين من الختان، وتوفير خدمات الرعاية ودعم الضحايا، فضلًا عن توفير البيانات للمتابعة والتقييم، وتطوير الإطار المؤسسي للجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث من الجهات والهيئات والوزارات ومنظمات المجتمع المدني ليتفق مع الأطر العالمية.
ولفتت إلى أن عام 2023 شهد إطلاق مبادرة تحت عنوان "سفراء ضد الختان"، وتم تشكيل لجنة تيسيرية تضم نخبة من القادة الدينيين من الأزهر والأوقاف والكنيسة المصرية بطوائفها الثلاث والمتخصصين الاجتماعيين والصحيين المعنيين بقضية ختان الإناث، وتهدف لجمع الأدلة والأسانيد الشرعية واجتهاد الفقهاء ورصد الاتجاهات الإيجابية في الفتاوى الشرعية والردود الدينية على الأسئلة الشائعة عن الختان، فضلًا عن صياغة مادة علمية حول الرأي الطبي عن مخاطر الختان على الصحة البدنية والنفسية وصياغة مادة قانونية تستعرض مجالات وأسباب تجريم الختان للخروج بدليل تدريبي شامل.
وأوضحت أنه لتعزيز الأطر المؤسسية وخطاب ديني مستنير للقضاء على ختان الإناث، نسقت اللجنة لعقد ورش عمل بالتوازي بمحافظات المبادرات الرئاسية (حياة كريمة) استهدفت حوالي 2000 القادة الدينين من الأوقاف والكنيسة؛ للتعرف هذا التطور المعرفي للقيادات الدينية في قضية ختان الإناث بعد عامين من العمل مع المجلس.
واضافت أن اللجنة أطلقت العام الماضي الدورة الثالثة لجائزة الرواد "عزيزة حسين وماري أسعد ونبيل صموئيل" علاوة على إطلاق الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية في صعيد مصر بدعم من السفارة النرويجية، وهي الحاضنة الأولى من نوعها في صعيد مصر تهدف الى دعم الشباب للوصول إلى حلول وأفكار لمشروعات لمكافحة ختان الإناث من خلال ريادة الأعمال الاجتماعية.
وألقت الضوء على دور وزارة الصحة في مكافحة هذه الظاهرة، حيث صدر كتابًا دوريًا للتأكيد على تبني الوزارة للجانب الطبي في مكافحة جريمة الختان، ورفع وعي الأطباء بشأن تطبيب الختان بهذا الشأن يتضمن إلزام المستشفيات، وجميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة والاهلية بضرورة إبلاغ الشرطة عند استقبال حالات تعاني من مضاعفات ختان الإناث كالنزيف وغيرها وإلزام القطاعات المختلفة "الوقائية والعلاجية والرعاية الأساسية بوزارة الصحة" التي تنفذ برامج تدريبية وبرامج تثقيف صحي بإدراج نص القانون والآثار السلبية لختان الإناث في جميع مناهج هذه البرامج التي تستهدف جميع أفراد الفريق الصحي.
وتابعت رئيس المجلس القومي للمرأة إنه تم تقديم تدريبات خاصة لحديثي التخرج وطلبة كليات الطب (الامتياز) عن مناهضة ختان الإناث عند التحاقهم بعملهم بالوحدات الصحية، والتركيز على الجانب الطبي المبني على أدلة وليس رأي شخصي وفقًا لمعتقدات الطبيب.