رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محمد الماغوط .. فارس المسرح الساخر

12-12-2024 | 14:33


الشاعر السوري الكبير محمد الماغوط

ياسر علي

اشتهر بكتاباته الساخرة، قدّم للمسرح السوري عددًا من المسرحيات التي أدت إلى تطور المسرح الكوميدي السياسي بشكل كبير، علاوة على براعته في كتابة قصيدة النثر، التي عًدّ واحدًا من روادها، إنه الشاعر السوري الكبير محمد الماغوط.

ولد الماغوط في مثل هذا اليوم الثاني عشر من ديسمبر من عام 1934م، ونظرًا لظروف أسرته المادية لم يواصل مشواره التعليمي، إلا أن الموهبة الأدبية طغت عليه وفرضت وجودها، فتوجه للعمل بالصحافة، فكان من المؤسسين لجريدة تشرين، ثم عمل رئيسًا لتحرير جريدة الشرطة، ولكنّ سيطه ذاع حينما كتب مسرحياته السياسية الساخرة، ليُقدّم مفهومًا جديدًا للمسرح السوري.

كانت بداية الماغوط الذي قصى بداية حياته بالعمل في الأرض والفِلاحة، حينما نشر قصيدته الأولى "غادة يافا"، في مجلة الآداب البيروتية، بدأت حياة الماغوط الأدبية بشكل عملي خلف قضبان السجن منذ العام 1955م، هناك تعرّف على الشاعر علي أحمد سعيد إسبر، المُلقّب بـ"أدونيس" الذي كان في الزنزانة المجاورة له.

سافر محمد الماغوط بعد فترة وجيزة من الحرية إلى "بيروت"، وهناك تعرف على الشاعر بدر شاكر السياب، ونشأت بينهما صادقة عميقة، كما تعرف في بيت أدونيس في بيروت على الشاعرة سنية صالح التي أصبحت زوجته فيما بعد، ومن المفارقات أن تعارفهما كان سببه التنافس على الفوز بجائزة جريدة النهار اللبنانية لأفضل قصيدة نثر.

في العام 1959م، صدرت المجموعة الشعرية الأولى للماغوط "حزن في ضوء القمر"، وفي العام ذاته عاد الماغوط من بيروت إلى دمشق، وفي العام التالي أصدر مجموعته الشعرية الثانية بعنوان "غرفة بملايين الجدران"، وفي السبعينيات ترأس الماغوط تحرير مجلة الشرطة، ونشر بها الكثر من المقالات النقدية تحت عنوان ثابت وهو "الورقة الأخيرة".

في الثمانينيات كانت جريدة الخليج الإماراتية على موعد مع الماغوط الذي سافر إلى إمارة الشارقة، وأسس مع يوسف عيدابي القسم الثقافي بالجريدة، قبل أن يلتحق بالعمل معهم الكاتب السوري نواف يونس.

من أشهر وأبرز أعمال الماغوط المسرحية، "ضيعة تشرين، شقائق النعمان، غربة، كاسك يا وطن، خارج السرب، العصفور الأحدب، المهرج"، ومن أعماله السينمائية فيلمي "الحدود، والتقرير"، كما قدّم بعض المسلسلات التلفزيونية منها، "حكايا الليل، وين الغلط، وادي المسك".

قُدّمت العديد من الأعمال النقدية حول مشوار الماغوط الأدبي، وأبرزها، "المقالة النقدية عند محمد الماغوط، تأليف أحمد عمار المير، وكتاب "محمد الماغوط سنونو الضجر، لخليل صويلح"، وكتاب "الرؤيا في شعر الماغوط"، تأليف راجي شاهين، وكتاب "الاغتراب في شعر محمد الماغوط، تأليف رمضان حينوني، وكتاب "محمد الماغوط وطن في وطن"، تأليف تأليف لؤي آدم.

حصل الماغوط على عدد من التكريمات والجوائز لعل أبرزها، "جائزة جريدة النهار اللبنانية لقصيدة النثر عن ديوانه الأول "حزن في ضوء القمر"، ووسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، وجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر عام 2005، وفي الثالث من إبريل من عام 2006 رحل الماغوط عن عالمنا بعد تعرض لجلطة في المخ، خلال تواجده في منزله في دمشق، ليترك لنا إرثًا أدبيًا وفنيًا كبيرًا أمتع - وما زال - أجيال كثيرة.