مساعي أمريكية أخيرة تدفع تجاه تهدئة في غزة.. ومصادر تزعم قرب التوصل لاتفاق
تذهب الأنباء إلى قرب التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة بدعم من الإدارة الأمريكية الحالية ممثلة في الرئيس جو بايدن، والقادمة ممثلة في الرئيس المنتخب دونالد ترامب في مسعى أخير قبل انتقال السلطة في الـ20 من يناير المقبل، ولكن يبقى أكثر ما يثير الغموض الشكل الذي ستخرج به الخطوط العريضة لهذه التهدئة، في ظل تعنت إسرائيلي بحت وقف كـ"حجر عثرة" أمام أي مسار سابق.
تحركات غير مسبوقة
وتؤكد الولايات المتحدة الأمريكية أنها تسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال هذا الشهر، حيث أن موقف حماس قد تغير بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، على حد زعمها.
وفي الوقت نفسه، أكدت "مصادر" أن هناك تحركات جارية على أكثر من صعيد بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إتمام صفقة تبادل ووقف إطلاق نار في قطاع غزة. الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ أكثر من 14 شهرًا.
وقالت المصادر لوسائل إعلام "أمريكية"، إن إدارتي الرئيسين الحالي جو بايدن والمنتخب دونالد ترامب تعملان بجد للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على قطاع غزة قبل تنصيب الأخير في الـ20 من يناير المقبل.
وكان "ترامب" قد توعد الشرق الأوسط بـ"الجحيم"، إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، متجاهلًا بذلك الحقائق التي تؤكد أن "الدولة العبرية" كان لها دور كبير في عرقة جهود الوسطاء على مدى نحو عام كامل.
وقبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي عقدت في الخامس من نوفمبر الماضي، أكد مصدرين مطلعين لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن ترامب أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه يريد أن تضع إسرائيل حدًا لحربها في غزة بحلول موعد تسلمه للسلطة.
وقال أحد المصدرين لـ"تايمز أوف إسرائيل"، آنذاك، إن ترامب قد يؤيد عمليات إسرائيلية "تكميلية" في قطاع غزة بعد أن تعلن إسرائيل رسميًا إنهاء الحرب.
وفي هذا الإطار، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، الخميس، إنه يعمل حاليًا على التوصل لاتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في غزة، مؤكدًا في السياق ذاته على أن اتفاق وقف إطلاق النار سيبدأ بإعادة الرهائن وزيادة المساعدات بشكل كبير إلى غزة.
وجاءت تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي بعد أن أجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مفاوضات صفقة التبادل، التي عمل على عرقلتها مرارًا حفاظًا على مصالحه السياسية.
وأكد "سوليفان" أن موقف حماس على طاولة المفاوضات تغير بعد وقف إطلاق النار في لبنان، زاعمًا أن "اغتيال إسرائيل قادة في حماس ساعد أيضًا في وضع محادثات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج"، وفق قوله.
وفي موزارة ذلك، أجرى رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" دافيد برنياع، الأربعاء، مباحثات مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بشأن التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، بحسب موقع "واللا" العبري.
ووفقًا لـ"واللا"، فإن زيارة برنياع إلى قطر تأتي ضمن الجهود المبذولة لتحقيق انفراجة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الـ20 يناير المقبل.
والثلاثاء، زار وفدًا إسرائيليًا رفيع المستوى القاهرة، وذلك في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في غزة، ودعم دخول المساعدات للقطاع، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة، طبقًا لقناة "القاهرة الإخبارية.
وأفاد إعلام عبري بأن الوفد الإسرائيلي وصل القاهرة الثلاثاء، ويضم رئيسي جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار، والأركان هرتسي هاليفي.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن زيارة "بار" و"هاليفي" إلى القاهرة ولقاءهما نظرائهما المصريين جاءت على خلفية تقديرات بإمكانية التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين في غضون أسبوع أو اثنين.
شكل الاتفاق
وقد قدمت "تل أبيب" لـ"حماس" الأسبوع الماضي اقتراحًا محدثًا للتوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح بعض من الأسرى الـ100 لدى حماس، وبدء وقف لإطلاق النار في غزة.
إلى ذلك، قال مسؤولان إسرائيليان لـ"والا"، إن تل أبيب قدمت لحماس، الأسبوع الماضي، مقترحًا محدثًا لاتفاق لإطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين الـ100 المتبقين الذين تحتجزهم وبدء وقف لإطلاق النار بغزة.
وذلك نفس ما قاله موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين، موضحًا أن إسرائيل قدمت لحماس الأسبوع الماضي اقتراحًا محدثًا للتوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح بعض من الأسرى الـ100 لدى حماس، وبدء وقف لإطلاق النار في غزة.
وأكد المسؤولون لـ"أكسيوس"، أن "حماس" أبدت استعدادًا أكبر للتحلي بالمرونة والبدء في تنفيذ اتفاق ولو جزئيًا، موضحين أن الاقتراح المحدث لا يختلف كثيرًا عما تم التفاوض عليه في أغسطس الماضي، وأن التركيز الآن منصب على تنفيذ المرحلة الأولى بشكل أساسي مع بعض التغييرات.
ويبقى التوصل لأي اتفاق بين الأطراف في قطاع غزة رهين الرغبة الإسرائيلية، وذلك في ضوء نتائج المفاوضات غير المباشرة التي عقدت على مدى عام كامل بواسطة مصرية قطرية، حيث جرى التأكيد مرارًا من قبلهم أن "تل أبيب" لا تمتلك رغبة سياسية صادقة لوقف عدوانها على القطاع المستمر منذ أكثر من 14 شهرًا.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.