أكدت دولة الكويت والولايات المتحدة على تسوية القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين، من خلال دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على طول حدود عام 1967، مع تبادل الأراضي المتفق عليه بين الطرفين، وفقا للمعايير المعترف بها دوليا، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن المعتقلين والرهائن، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودعم كافة الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق هذه الأهداف.
وقالت الخارجية الكويتية- في بيان، اليوم الجمعة، إن ذلك جاء خلال انعقاد الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي بين دولة الكويت والولايات المتحدة الأمريكية، والذي انعقد افتراضيا واستمر على مدار الأيام الثلاثة الماضية- إن الجانبين أشادا بالمناقشات الفنية بشأن مشروعات التنمية المشتركة في اليمن وشبكة مستشفيات القدس الشرقية، كما أن الحوار أكد التفاهم بين وزيري خارجية البلدين لتعزيز الشراكة التاريخية والإستراتيجية والعميقة بينهما، والتي تستند على المصالح المشتركة في الاستقرار الإقليمي والأمن والازدهار.
كما تضمن الحوار سبل تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن السيبراني والتجارة والاستثمار والتحديات الصحية وتغير المناخ وتسهيل السفر والشراكات التعليمية والثقافية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة والذكاء الاصطناعي، وأن الولايات المتحدة أكدت التزامها بأمن دولة الكويت.
ودعا الجانبان إلى استكشاف مجالات إضافية للتعاون وإضفاء الطابع الرسمي على التعاون، من خلال اتفاقيات وترتيبات جديدة لإضافتها إلى المجموعة الواسعة من الاتفاقيات وأطر العمل القائمة بين البلدين.
كما ناقشت دولة الكويت والولايات المتحدة الأولويات الدولية والإقليمية المشتركة، خاصة رئاسة دولة الكويت للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، والتعاون الإنمائي الثنائي من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وأعربت دولة الكويت عن تقديرها العميق للجهود الأميركية التي أدت إلى وقف الأعمال العدائية في لبنان، كما أعربت عن أملها في أن تمهد هذه الجهود الطريق لوقف إطلاق النار في غزة والسلام في المنطقة.
وشدد البلدان على أهمية التزام العراق بسيادة دولة الكويت وسلامة أراضيها واحترام الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 833 بشأن ترسيم الحدود بين دولة الكويت والعراق، ودعا بغداد إلى استكمال ترسيم الحدود البحرية بين دولة الكويت والعراق بالكامل بعد النقطة الحدودية 162، وفقا لقواعد القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (1982)، وحثا حكومة العراق على ضمان بقاء اتفاقية دولة الكويت والعراق لعام 2012 لتنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله سارية المفعول.
وأعربا عن دعمهما لما تضمنه قرار مجلس الأمن رقم 2732 للعام 2024 بتكليف الأمين العام للأمم المتحدة بتسهيل التقدم نحو حل جميع القضايا العالقة بين دولة الكويت والعراق، بما في ذلك إعادة جميع الكويتيين ورعايا الدول الثالثة أو رفاتهم وإعادة الممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني، وشددا على الدور المهم الذي تقوم به الأمم المتحدة حالياً ومستقبلاً في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1284، وضمان التقدم المستمر في حل هذه القضايا تحت إشراف مجلس الأمن.
وفيما يتعلق بإيران.. شدد البلدان على أهمية خفض التصعيد في المنطقة، داعيا إيران لوقف نشرها لأسلحة لجهات فاعلة من غير الدول، والالتزام بمبادئ حسن الجوار وتسوية النزاعات عبر الحوار والطرق السلمية، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
كما دعا إيران للإبقاء على تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي، ووقف التوسعات النووية التي تفتقر إلى مبرر مدني موثوق.
وأعرب الجانبان عن تقديرهما لشراكتهما الدفاعية الثنائية، بما في ذلك استضافة دولة الكويت للقوات الأميركية، وأشادا بعقد أعمال الجولة الخامسة عشرة للجنة العسكرية الكويتية- الأمريكية المشتركة، التي استضافتها دولة الكويت، معربين عن التطلع للاستمرار في عقد اجتماعات هذه اللجنة بصفة دورية، بما يسهم في إحداث تقارب أكبر بين البلدين على الصعيد الدفاعي.
وأكد الحوار الجهود الجارية لتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب وتعزيز حقوق الإنسان، كما ناقش البلدان الاستثمارات المتبادلة في الطاقة المتجددة والأمن الصحي والتخفيف من آثار تغير المناخ، ويتطلع البلدان إلى الجولة السابعة من الحوار الاستراتيجي في عام 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية.