وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى القاهرة اليوم في زيارة رسمية تستمر يومين للمرة الأولى عقب اندلاع ثورة 25 يناير، واستقبلها بمطار القاهرة، المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء.
ومن المقرر أن تجري ميركل مباحثات على كافة المستويات تبدأها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، و شيخ الأزهر أحمد الطيب، بالإضافة إلى لقاءات مع ممثلين ألمان عن القطاع الاقتصادي والتجاري.
وعلى الرغم من أن هذه هي المرة الثالثة التي تزور فيها ميركل مصر طوال فترات ولايتها، حيث زارتها من قبل عامي 2007 و2009، إلا أن العلاقات بين مصر وألمانيا ترتبط بعلاقات تاريخية قوية تباينت حسب عهد كل رئيس، لذا يرصد "الهلال اليوم" في التقرير التالي، ملامح العلاقات بين البلدين في عهد الرؤساء السابقين بداية من جمال وصولا إلى السيسي.
جمال عبد الناصر
اتسمت علاقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالتوتر مع الجانب الأوروبي، حيث أعلن في 1965 بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا، لإقامتها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إضافة إلى وقف العلاقات الاقتصادية تماما مع ألمانيا حتى وافته المنية.
محمد أنور السادات
تحسنت العلاقات بين مصر وألمانيا في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، خاصة بعد حرب 1973، حيث زار الرئيس ألمانيا والتقى بمستشار ألمانيا الاتحادية هليموت شميت، وأكد خلال زيارته على أن البلدين يرتبطان بعلاقة صداقة وطيدة.
كما أعلنت ألمانيا في عهد السادات عن عودة المعونة الألمانية لمصر بعد انقطاعها في عهد الرئيس عبد الناصر، كما توجه السادات بزيارة محطة نووية في ألمانيا، للتعاون مرة أخرى من خلال إنشاء محطات نووية في مصر وذلك عام 1977م.
محمد حسني مبارك
استمرت العلاقات المتميزة مع الجانب الألماني، بالأخص في عهد مبارك بعد علاقة الصداقة التي جمعت بينه وبين المستشار الألماني هيلموت كول، وذلك في منتصف التسعينات، من خلال مشروع ضخم "20 مدرسة" صناعية ألمانية في مصر، إضافة إلى إرسال البعثات التعليمية إلى ألمانيا.
وعلى الصعيد التجاري فقد حققت الصادرات المصرية لألمانيا زيادة ملحوظة خلال بداية الألفينات، حيث زادت بنسبة 28.1 %، بينما تراجعت الصادرات الألمانية إلى مصر بنسبة10.1 % لتصل إلى أكثر من مليار يورو، وهذا يعكس تراجع الفجوة في الميزان التجاري بين البلدين، فضلًا عن ازدها التعاون الثقافي بين البلدين.
محمد مرسي
على الرغم من أن زيارة الرئيس المخلوع محمد مرسي كانت لها انطباع جيد مسبقًا عند المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث كانت ألمانيا معترفة مُسبقا بشرعيته لرئاسة الجمهورية في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، إلا أن لقائه بميركل في برلين لم يوضح أو يُشير وقتها عن أي مساعدات اقتصادية وتجارية متبادلة، سوى اعتراف ضمن بشرعيته كرئيس آن ذاك.
كما كان لأسلوب الرئيس المعزول محمد مرسي رد فعل سلبي لخروجه عن الأعراف والتقاليد البروتوكولية للزيارات الرسمية الهامة، كنظراته للساعة خلال حديث مع المستشارة الألمانية ميركيل، وهو ما قوبل باستياء شديد منها وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الصحف المحلية والعالمية.
توترت العلاقات مرة آخرى بإعلان مرسى الدستورى فى نوفمبر 2012 أصاب السياسة الألمانية تجاه مصر بهزة عنيفة وأدى لانقسامها تجاه الرؤية للأحداث فى مصر، لكن قيادات جماعة الإخوان وعلى رأسهم سعد الكتاتني بدأوا بزيارات مكثفة لطمأنة الجانب الألماني عن أن مصر حليفهم في الشرق الأوسط. ثورة 30 يونيو، أظهرت الوجه الحقيقي للسياسة الخارجية الألمانية المبنية على المصالح، وتضاربها دفع لاستخدام لغة دبلوماسية غير قاطعة، خرجت تصريحات دبلوماسية غير فاصلة فى الشأن المصرى، وُصفت بعدم الوضوح والضبابية.
عبد الفتاح السيسي
مع بداية حكم الرئيس السيسي بعد ثورة 30 يونيو، كانت هناك حملات مكثفة من جانب الخارجية المصرية لمحاولة إيضاح الصورة لما يحدث من الانتقال الديمقراطي والالتزام بخارطة الطريق من رئيس للجمهورية بانتخابات ديمقراطية، ودستور متفق عليه شعبيا، بداية من وزير الخارجية السابق نبيل فهمي، والوزير الحالي سامح شكري.
ونجحت الخارجية المصرية في توضيح حقيقة نزاهة وشفافية ثورة 30 يونيو في عيون ألمانيا، وبدأت الزيارات المتبادلة بين البلدين، في كافة القطاعات إلى أن تكللت هذه الجهود، بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا في 3 يونيو 2015، لتتوج بزيارة المستشارة الألمانية إلى مصر اليوم.