مجلس الإمارات للإفتاء: مواجهة تحديات الأمن الفكري يتطلب وعيًا إفتائيًا بعصر الذكاء الاصطناعي
أكدت الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ماريا الهطالي، أن عصر التقنية والذكاء الاصطناعي يتطلَّب فهم طبيعة التساؤلات التي تطرحها الأجيال الجديدة، وعدم الاكتفاء بالتحليل السطحي لهذه التحديات، مشيرة إلى أن مواجهة تحديات الأمن الفكري تتطلب وعيًا إفتائيًّا رفيعًا في عصر التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي.
وقالت مايا الهطالي - خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية - إن دور الفتوى لها أهمية كبرى في تحقيق الأمن الفكري في المجتمعات، مشيرة إلى أن هذا العصر يشهد تحديات كبرى تتطلب منا جميعًا التصدي لها.
ولفتت إلى أن الأجيال الحالية تواجه مخاطر متعددة على رأسها تأثير العوالم المفتوحة ووسائل التواصل الاجتماعي التي أدت إلى ظواهر مثل "الإفتاء الافتراضي" و"السيولة الإفتائية" و"الصراع الإفتائي".
وأضافت "كادت الفتوى الشرعية مع وجود هذه الظواهر أن تفقد هويتها الوطنية، وصميم تقاليدها وواقعها الحقيقي، ووسطها الثقافي والاجتماعي، وتصبح أداةً ومعولًا لتهديم الأوطان والقيم والأخلاق؛ بعد أن كانت أداةً رئيسةً في البناء وتحقيق الأمن الفكري والعدل والاستقرار والسعادة في المجتمعات" وشددت على ضرورة بناء "الوعي الإفتائي" كضرورة ملحة، قائلة: "إنَّ بناء "الوعي الإفتائي وقيام الفتوى بدَورها في تحقيق الأمن الفكري ضرورة هذا العصر".
وفي إطار الحديث عن الأمن الفكري، أكدت أن هذا الأمن يقوم على خمس دعائم أساسية: العدالة، التعليم، الإعلام، الانتماء للوطن، ووعي المجتمع وقيمه الأخلاقية، حيث تعد الفتوى جزءًا أساسيًّا في تشكيل هذا الوعي وقالت: "لا شكَّ أنَّ الفتوى الشرعية هي جزءٌ رئيسيٌّ في تشكيل الوعي المجتمعي وصيانة قيمه وحماية أخلاقه، وضمان استقراره ورخائه".
واستعرضت تجربة دولة الإمارات الشقيقة في مجال الفتوى، مشيرة إلى دَور مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي برئاسة الشيخ عبد الله بن بيه، في مواجهة التحديات حيث أوضحت: "عندما قامت جماعة الإخوان المتطرفة بتهديد النسيج المجتمعي في عالمنا العربي والإسلامي، لم يتأخر المجلس في إصدار فتوى شرعية بتجريم هذه الجماعة واعتبارها منظمةً إرهابية". كما أكدت على أهمية الفتوى في تعزيز التعايش بين أبناء الوطن من خلال إجازة تهنئة غير المسلمين في أعيادهم، وتقديم إجابات علمية حول الأسئلة الناشئة بسبب جائحة كورونا.
وفي ختام كلمتها، دعت الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الحضور إلى التعاون من أجل وضع خطة شاملة للتصدي لتحديات الأمن الفكري، معبرةً عن أملها في الوصول إلى نتائج ملموسة من خلال الندوة، وقالت: "إنني لأرجو أن نتوصل من خلال هذه الندوة إلى نتائج ملموسة، وذلك من خلال حصر التحديات التي تهدد أمننا الفكري، ووضع خطة تعاونية نتشارك من خلالها في تقديم حلول واقعية".
وأعربت عن شكرها للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، ولدار الإفتاء المصرية، وللجهود المبذولة في تنظيم هذه الندوة.