قالت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد إننا نسعى دائمًا لدعم جميع الجهود والمشروعات التي تعمل على تحقيق رؤية مصر نحو الاستدامة، والذي يلعب فيه القطاع الخاص دورًا مهمًا.

جاء ذلك خلال افتتاح وزيرة البيئة، اليوم /الأحد/، لأول خط إنتاج من نوعه في مصر لإعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة الذي تم إنشاؤه بالتعاون بين شركة "تتراباك"، الرائدة في حلول تصنيع وتعبئة المواد الغذائية، وشركة "يونيبورد" إحدى أكبر شركات إنتاج الورق المقوي، وذلك بالمنطقة الصناعية في بمدينة السادات.

ووجهت فؤاد الشكر والتقدير للشركة على الجهود المبذولة من جانب القطاع الخاص لدعم التنمية الصناعية في مصر، مشيرة إلى أن افتتاح هذا الخط يدعم الرسالة الرئيسية التي قامت عليها للمنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات "جمع أكتر، تدور أكتر، دفن أقل".

وأضافت أن هذا الخط يعمل أيضًا على تجنب التأثير السلبي للمخلفات التي لم يتم تدويرها إذا لم يتم التخلص منها بشكل آمن باعتبار أن قطاع المخلفات يعد ثاني قطاع بعد الطاقة "الكهرباء، النقل والبترول" مسؤول عن انبعاثات تغير المناخ.

وتابعت أن المشروع يدعم الشراكة بين القطاع الخاص والحكومة والتي عملت وزارة البيئة على تعزيزه منذ البدء في وضع قانون المخلفات، مؤكدة أن هذا المشروع يعد خطوة مهمة لتحقيق الأهداف الأساسية لتحسين البيئة، كما أنه يؤكد القيمة الاقتصادية لعملية تدوير المنتجات المستخدمة، خاصة إذا تم تنفيذه بطريقة مبتكرة.

وأوضحت أن المشروع تم باستثمار مشترك بلغ 2.5 مليون يورو، حيث تم إنشاؤه على مساحة 1000 م2 وبطاقة إنتاجية تصل لسعة 8000 طن سنويًا من إعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة، كما أنه وفق الخطة المقررة من المتوقع الوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى لخط الإنتاج في نحو 5 سنوات، مع توقعات بتجاوز هذه الأهداف بحلول 2028.

وأشارت إلى أن شركة "يونيبورد" نجحت في تخطي الهدف الأولي المُتمثل في جمع 500 طن من العبوات الكرتونية المستخدمة في السنة الأولى من التشغيل، حيث تمكنت من جمع 1300 طن قبل إطلاق خط إعادة التدوير.

ولفتت إلى أنه فيما يخص تطبيق المسئولية الممتدة للمنتج، فإن صدور القرار الخاص بها كجزء أساسي من قانون تنظيم إدارة المخلفات يتطلب مسبقًا تهيئة المناخ لتطبيقه على المستوى الوطني، ولذا تم دراسة كافة الجوانب المتعلقة بتحديد المنتجات ذات الأولوية لتطبيق القرار عليها، والتكلفة العادلة.

وقالت إنه تم أيضًا تحديد الأدوار والمسئوليات في التنفيذ من خلال خلق الكيان المعني بالتنفيذ، وكيفية دمج هذا في منظومة إدارة المخلفات، وإشراك أصحاب المصلحة من خلال الاجتماع بهم في أكثر من ورشة عمل، ليتم صدور القرار بتوافق بين مختلف الأطراف؛ إيمانًا بضرورة اتخاذ كل خطوة في منظومة إدارة المخلفات من أرض صلبة تضمن فاعلية تطبيقها.

وأضافت وزيرة البيئة أن افتتاح خط الإنتاج الجديد يأتي كتطبيق عملي لالتزام شركتي "تتراباك" و"يونيبورد" بتطبيق معايير الاستدامة، والمساهمة في تحسين وضع البيئة العام في مصر، حيث يساعد خط الإنتاج في تقليل كميات المخلفات التي لا يتم تدويرها؛ بما يؤدي لانخفاض الانبعاثات الكربونية.

وأوضحت أن النتائج الإيجابية للمشروع سوف تتضاعف باستمرار التعاون مع الأطراف الرئيسية المعنية بما في ذلك القطاع العام وشركات إدارة المخلفات، والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى التعاون المستمر مع ممثلي الصناعة والهيئات الرسمية في تطوير وتنفيذ السياسات الفعالة لإدارة المخلفات وتحقيق أهداف الاستدامة البيئية.

وتابعت أنه ضمن جهود الإعداد لافتتاح خط الإنتاج، قامت شركة "تتراباك" بإجراء بحث موسع بالتعاون مع مركز استشارات CID، كما قامت باستخدام تطبيق (DWAR) من شركة (Environ Adapt)؛ لتحسين عمليات التحليل الرقمية، والوصول لأفضل الأساليب الفعالة لعمل نظام جمع العبوات الكرتونية المستخدمة..مؤكدة تطلعها لتكرار هذه التجربة في العديد من المنشآت الصناعية الأخرى.

ومن جانبه، قال العضو المنتدب لشركة "تتراباك مصر" وائل خوري إن هذا المشروع يأتي بالتعاون مع "يونيبورد" لتقديم أول خط إنتاج لإعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة، وهو خطوة هامة لدعم البنية التحتية لإعادة التدوير في مصر.

وأضاف أن المشروع لا يمثل فقط التزام شركتنا الدائم بمعايير الاستدامة، لكنه في الوقت نفسه يدعم أهداف عملائنا في تحقيق هذه المعايير، مؤكدًا أن الأهم من ذلك كله، أن العائد سوف ينعكس بطريقة إيجابية علي المجتمع المصري بأكمله.

وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "يونيبورد" شريف المعلم إن الشركة ملتزمة بتحقيق الاستدامة، لافتا إلى أن هذا الأمر هو الذي شجع شركة "ينيبورد" على التعاون مع شركة "تتراباك" بهذا المشروع الذي يتماشي مع أهدافنا في الاستدامة.

وأضاف "أننا كشركة رائدة في إنتاج الورق المقوي في الشرق الأوسط، نقوم بإنتاج أكثر من 150 ألف طن من الورق سنويًا، مما يلبي أكثر من 70% من احتياجات السوق المحلية من الكرتون، وتتمثل مهمتنا الأساسية في تلبية الطلب المتزايد علي الكرتون بأسلوب مستدام، حيث يعتبر أحد أكثر مواد التعبئة انتشارًا واستخدامًا.

يذكر أنه خلال المراحل التمهيدية قبل افتتاح خط الإنتاج، قامت الشركتان بإعداد بيئة العمل لضمان انسيابية عملية جمع العبوات الكرتونية المستخدمة وتحقيق مستهدفات الإنتاج، حيث تعاونت الشركتان على مدى 16 شهرًا في بناء شبكة شاملة من جامعي العبوات، وتنفيذ دراسات وتجارب لفهم أفضل لديناميكيات العملية، وتحديد الأسعار العادلة، وتنفيذ عدد من النشاطات لتحفيز عمليات الجمع.