صلاح السقا.. رائد مسرح العرائس وصاحب «الليلة الكبيرة»
يحتفي مهرجان «فنون الأداء» رائد فن تحريك العرائس بمصر،حيث ينظم المهرجان دورته الرابعة والتي انطلقت منذ ساعات، وتستمر حتى الجمعة المقبل 20 ديسمبر، باسمه فهو أحد أبرز مؤسسى ومقدمي مسارح العرائس في العالم العربي، قدم خرج العديد من العروض للعرائس التي جسدت ملامح الحياة الشعبية المصرية، ويعد أوبريت «الليلة الكبيرة» التي صور خلالها أجواء الموالد الشعبية بشخصياتها المتنوعة، واحدة من أبرز نجاحاته، إنه المخرج الكبير صلاح السقا.
البداية والانطلاقة
ولد صلاح السقا في 11 مارس 1932 بمركز أجا، محافظة الدقهلية، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس، عمل بالمحاماة لفترة قصيرة لا تزيد عن عام، وخلال ذلك التحق بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يد الأب الروحي لفناني العرائس في العالم .. الفنان العالمي والخبير «سيرجي أورازوف».
انضم «السقا» لفرقة مسرح شكوكو للعرائس خلال فترة دراساته الجامعة مع الفنانين حمدي أحمد ويوسف شعبان والسيد راضي وقدموا معا عدة مسرحيات أهمها: «السندباد البحري» تأليف فتحي قورة وألحان محمود الشريف، وعلي إسماعيل، وكان صلاح السقا مخرجًا، و«الكونت دي مونت شكوكو» 1961م، شكوكو في كوكب المريخ» 1962
وسافر«السقا» بعدها إلى رومانيا ليحصل من هناك على دبلوم الإخراج المسرحى وتخصص فن العرائس، ثم عاد إلى مصر ليحصل على ماجستير من معهد السينما قسم إخراج عام 1969.
مسرحيات لعقود ثلاث متتالية
وقدم «السقا» صلاح السقا أيضًا في رحلته الفنية عروض «حلم الوزير سعدون»، «حسن الصياد»، «الأطفال يدخلون البرلمان»، «خرج ولم يعد»، قدم «السقا» فى الستينيات بالقرن الماضي، أهم وأشهرمسرحيات العرائس أوبريت «الليلة الكبيرة» أيقونة مسرح العرائس في تاريخ الفن مصر وعالمنا العربي.
وأخرج «السقا» في السبعينيات القرن العشرين عروضًا أخرى منها: «مقالب صحصح وتابعه دندش»، من أشعار شاعر العامية عبدالرحمن الأبنودي، «أبو على» تأليف الشاعر سيد حجاب، و«عودة الشاطر حسن»، «عقلة الصباع»، «الديك العجيب»، تأليف إيهاب شاكر، وحوار الشاعر صلاح جاهين، و«حكاية سقا» من تأليف سمير عبد الباقي، أخرج رائعة المؤلف نور الدين يس «صحصح المصحصح» في موسم 1987، 1988م.
مناصب إدارية مهمة
نجح «السقا» في كل المناصب الإدارية التي تولاها ومنها مدير عام فرقة القاهرة لمسرح العرائس، لسنوات طويلة متتالية، ورأس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ويضا تولى رئاسة البيت الفني للمسرح لمدة ثلاثة أعوام تقريبا خلال الفترة من 1988: 1990م
إبداع فني خارج الحدود
ساهم «السقا» في تأسيس وإنشاء مسارح للعرائس في العديد من الدول العربية منها.. «سوريا، الكويت، قطر، وتونس، والعراق وغيرهم»، وقدم العديد من البحوث والدراسات حول «تاريخ فن العرائس» والتي أصبحت من المناهج المقررة على طلاب الأقسام المتخصصة بالمعاهد الفنية، وكليات التربية الفنية التي تدرس فن العرائس. وتحريكها.
وتزوج صلاح السقا من «نادية» ابنة الفنان عبده السروجي و أنجب فاطمة وأحمد السقا والذي أصبح نجما وممثلا معروفًا في الفن المصري والعربي له بصمته وأعماله الكثيرة بالدراما المصرية.
رحيل وأثر باق
رحل فنان العرائس المتفرد صلاح السقا عن عالمنا صباح السبت 25 سبتمبر 2010م متأثرًا بهبوط في القلب وقصور في وظائف الكلى، تاركا أثره الذي لن يزول في وجداننا وذاكرة الجمهور المصري والعربي.
«الليلة الكبيرة».. الفن الخالد
أوبريت غنائي هو أشهر ما أنتج وقدم مسرح العرائس في مصر، ويقدم للجمهور ملامح ومظاهر المولد الشعبي من خلال شخصياتنا بالشارع المصري وبطقس هذا المولد منهم «الأراجوز، بائع الحمص، المصوراتي، معلن السيرك، الفلاح، المنشد بائع البخت، القهوجي، المعلم، العمدة، الراقصة، مدرب الأسود، الأطفال».
مبدعو «الليلة الكبيرة»
«الليلة الكبيرة» من كلمات صلاح جاهين، ألحان شيخ الملحنين سيد مكاوي، عرائس دكتور ناجي شاكر، ديكور: مصطفى كامل والإخراج المسرحي صلاح السقا وإخرجها للتليفزيون محمود بيومي.
فنانو ومطربوالأوبريت نخبة من أصوات مصر في زمن الفن الجميل والخالد: «سيد مكاوي، شفيق جلال، عبده السروجي، محمد رشدي، حورية حسن، إسماعيل شبانة، شافية أحمد، ومشاركة بصوت وأداء الشاعر صلاح جاهين».
عُرض أوبريت «الليلة الكبيرة» للمرة الأولى في 1 مايو من عام 1961،التصوير من تنفيذ «الوحدة الثامنة ألوان» بالتلفزيون المصري في مطلع الثمانينات بالقرن الماضي.
أيقونة فنية من هوية مصر
عاش أوبريت «الليلة الكبيرة» معنا منذ تقديمها كعلامة مميزة في هوية مصرنا الغالية الفنية والثقافية، حتى أيامنا وما زالت يقدم للجمهور بتحريك أجيال متعاقبة من فناني مسرح العرائس بالبيت الفني للمسرح بوزارة الثقافة، العديد من الحفلات والفعاليات الثقافية والفنية، كما يقدم الأوبريت بأغانيه وطقسه من قبل العديد من الفرق الأخرى المستقلة بمعالجات منها بالرقص الحديث ومن خلال مدارس المسرح الحديثة.