جاين أوستن.. «رائدة الرواية الإنجليزية»
واحدة من أعظم الكُتّاب الإنجليزيين، وفي تصويت قامت به B.B.C احتلت جاين المرتبة السبعين بين أشهر مئة بريطاني على الإطلاق، وجسّدت الممثلة آنّ هاثاوي دورها في فيلم «Becoming Jane» المقتبس من حياتها في عام 2007 إنه رائدة الأدب الإنجليزي جاين أوستن.
وحازت مؤلفات جاين أوستن على شهرة واسعة، وخاصة بعد وفاتها فى بداية القرن التاسع عشر، وبالرغم من أن مؤلفاتها كانت تنشر فى حياتها دون اسمها، إلا أنه مع بدايات القرن العشرين أقر النقاد بأنها ساهمت في تطور الرواية الإنجليزية بعد «هنري فيلدينج، والمبدع المتفرد تشارلز ديكنز، وسامويل ريتشاردسون»، واتفق النقاد على أنها مزجت بين أسلوب الذاتية والسخرية لفيلدينج وأسلوب الواقعية والتهكم عند ريتشاردسون، وصنعت مؤلف يفوق كليهما.
الميلاد والنشاة
وُلِدت جاين أوستن في السادس عشر من ديسمبر لعام 1775م، في ستيفنتن في إنجلترا، والدها جورج أوستن، كان كاهنًا في الكنيسة الأنجليكية، و نشأت أوستن في كنف الأسرة المكونة من ستة أشقاء وشقيقة واحدة وهي كاساندرا التي كانت مقرّبة جدًا من جاين، فكانت هذه الأسرة مترابطة تحثّ أفرادها على التعلُّم والإبداع.
قام جورج بإرسال ابنتيه اإلى مدينة أوكسفورد ليتلقّا التعليم بمدرسة ساوثامبتون، إلا أن الفتاتين أُصيبتا بمرض التيفوئيد وكاد هذا المرض أن يودي بحياة جاين مما اضطر المدرسة أن تُعيد الفتاتين إلى أهليهم.
قام بعدها والدهما بإرسالهما إلى مدرسة داخلية، لكنّه لم يتمكن من تحمّل نفقات هذه المدرسة فاضطرت الفتاتين أن تعودا للمنزل وتكملان حياتهما مع الأسرة، حيث تابعت «جاين» تعليمها في منزلها من مكتبة والدها الذي كان يرشدها ويشجعها على القراءة.
الحياة الشخصية لـ جاين أوستن
حين كانت جاين أوستن في العشرين أحبّت شابًّا ايرلنديًا اسمه توم ليفروي ودامت بينهما علاقة لم تُكلّل بالنجاح، وظلت«جاين» بعدها عازبة حتى آخر حياتها.
شهرة بعد الرحيل
لم تُحقّق «أوستن» أوستن الشهرة إلا بعد وفاتها، وذلك حين أفصح أخوها هنري بأنّها كانت كاتبة، واعتبر الأدباء والنقّاد أعمال جاين أعمالًا فنية من الطراز العالي مما زاد من شهرتها وشعبيتها العالمية، وتمّ اقتباس العديد من الأفلام السينمائية من روائع جاين أوستن الأدبية ورواياتها الشهيرة مثل «Pride and Prejudice» و «Sense and Sensibility » و «Emma و Mansfield Park» ومسلسل «Clueless » المُقتبَس من رواية إيمّا».
أشهر أقوال جاين أوستن
ومن أشهر أقوال الأديبة جاين أوستن .. «فكِّر في الماضي على أنّه ذكرى تُعطيك البهجة»، «السعادة في الزواج هي محضُ صدفة»، «علينا أن نسامح الشخص الأناني، لأنه لا علاج لأنانيّته».. إذا لم يجد الأشخاص متعة في قراءة الروايات فهم مغفّلون حتمًا، «إن مخيّلة المرأة سريعة للغاية، فهي تنقلها من الإعجاب إلى الحب ومن الحب إلى الزواج في غمضة عين».
إنجازات جاين أوستن
بدأت جاين أوستن في التسعينيات من القرن الثامن عشر، بكتابة أولى رواياتها فكتبت رواية «Love and Freindship» وهي رواية رومانسية خيالية ساخرة تضمنت سلسلة من رسائل الحب تسخر فيها الكاتبة جاين من الروايات العاطفية وهي السمة التي ميزت غالب أعمال جاين اللاحقة.
وفي العام التالي كتبت«أوستن» كتاب «The History of England«، وهو كتاب مُكوّن من 34 صفحة تناولت فيه «جاين» التاريخ الإنجليزي بطريقة تهكُّميّة، وحوى الكتاب رسومات توضيحيّة كانت قد رسمتها كاساندرا شقيقة «جاين».
وتضمنّت كتابات «أوستن» الأخرى في هذه الفترة، قصصًا قصيرة وقصائد ومسرحيات وتمّ جمعها بما يُسمّى اليوم «Juvenilia» أي أعمال الصبا.
أمضت «أوستن» جُلّ أوقات صباها في منزل عائلتها، وكانت تعزف على البيانو، وتحضر اجتماعات الكنيسة، وتتشارك الأنشطة الاجتماعية مع جيرانها كالحفلات والسهرات التي من خلالها أصبحت جاين مولّعة بالرقص، وفي العديد من هذه السهرات كانت جاين تقرأ الروايات للحضور.
استمرت«أوستن» في الكتابة وكان أسلوبها في الكتابة يتطور شيئًا فشيئًا فكتبت لاحقًا كتاب Lady Susan وهي قصة رسائلية ، و تتكون القصة من مراسلات بين عدة أطراف، تَحكي الليدي سوزان عن امرأة لعوب تستخدم الإغواء والدهاء للتلاعب بالآخرين.
مؤلفات جاين أستن المهمة
و بعد ذلك قامت «أوستن» بكتابة مؤلفاتها الرئيسية مثل «إلينور ومارين»، وهي قصة تُروى عبر سلسلة من الرسائل وتم نشرها باسم العقل والعاطفة، ولاحقًا بدأت «أوستن» بكتابة رواية الانطباعات الأولى والتي حملت عند نشرها اسم Pride and Prejudice، كما أنها قامت بكتابة رواية Susan » حيث نشرها هنري شقيق جاين بعد وفاتها تحت اسم Northanger Abbey.»
تنقلات عائلية
انتقلت «أوستن» مع أسرتها في عام 1801 إلى «باث» إحدى أهم المدن السياحيةغرب بريطانيا، وفي عام 1805 تُوفّي والدها بعد أن كان مريضًا لفترة، ونتيجةً لوفاة «جورج» مرّت العائلة بظروف مالية صعبة أدّت لانتقال «جاين» وأمها وأختها من مكانٍ لآخر وذلك حتى عام 1809حين مكثن في تشاوتون في كوخ ل«هنري» شقيق «جاين».
و استقرت «أوستن» في قرية تشاوتون» في منطقة شرق «هامبشاير» وبدأت بنشر رواياتها دون الإفصاح عن اسمها ككاتبة لتلك الروايات، ففي الفترة ما بين 1811م إلى 1816م نشرت رواية «Sense and Sensibility» ثمّ رواية «Pride and Prejudice وMansfield Park و«Emma».
رحيل جاين أوستن
بلغت «أوستن» الحادي والأربعين من عمرها، بحلول عام 1816م وحينها أُصيبت بمرض أديسون الذي يحدث نتيجة لتلف قشرة الغدة الكظرية، وبالرغم من مرضها إلا أنها ثابرت العمل على كتاباتها فقد كانت «أوستن» تعمل على تنقيح كتاباتها القديمة وبدأت أيضًا بكتابة رواية أسمتها « الأخوة» والتي صار اسمها حين نُشِرت بعد موتها «سانديتون».
رحيل عقلية خارقة
وساءت حالة «أوستن» الصحية وأخذت بالتداعي إلى أن أعاقها مرضها عن الكتابة، بحلول منتصف أبريل كانت أوستن طريحة الفراش. في الشهر التالي أخذها أخويها «هنري وكاساندرا» إلى وينشستر ونشستر للعلاج، لكنها توفيت هناك في 18 يوليو 1817 عن عمر واحد وأربعين عامًا، من خلال اتصالاته بالكهنة رتب هنري لدفن أخته في الممر الشمالي من بهو «كاتدرائية وينشستر»، كتب شقيقها جيمس النقش على الضريح ومدح فيه صفاتها الشخصية بما فيها «مواهبها العقلية الخارقة»، وعبر عن أمله في خلاصها الديني، لكنه لم يذكر شيئًا عن إنجازاتها ككاتبة.