رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نص كلمة السيسى فى المؤتمر الصحفى مع "ميركل"

2-3-2017 | 18:21


أ ش أ:

 ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة، فى مستهل المؤتمر الصحفى المشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الخميس، عقب مشاركتهما فى افتتاح 3 محطات كهرباء أقامتها شركة "سيمنز" الألمانية بالتعاون مع شركتى "السويدي" و"أوراسكوم" المصريتين.

وأعرب الرئيس السيسى عن ترحيبه بالمستشارة الألمانية ومشاركتها فى افتتاح محطات الكهرباء الثلاث، واستعرض ما دار فى جلسة المشاورات التى عقدها مع المستشارة الألمانية.

وفيما يلى نص كلمة السيد الرئيس خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع المستشارة الألمانية:
"السيدة المستشارة الدكتورة أنجيلا ميركل،
السيدات والسادة أعضاء الوفد الألماني،
السيدات والسادة الحضور،
"يُسعدنى بداية أن أرحب بالسيدة المستشارة "أنجيلا ميركل" فى القاهرة، حيث تحل اليوم ضيفة عزيزة على الشعب المصري، الذى طالما حمل مشاعر التقدير والإعجاب للشعب الألمانى الصديق وللشخصية الألمانية التى تتميز بالجدية والالتزام وتقديس قيمة العمل. وأود هنا أن أشيد بصفة خاصة بإسهامات ألمانيا الممتدة فى مسيرة مصر التنموية والاقتصادية، والتعاون العميق القائم بين البلدين فى مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية".
"إن زيارة المستشارة "ميركل" تأتى اليوم بعد تحولات وأحداث كبيرة شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، وما عكسته من عزم الشعب المصرى على إنفاذ إرادته، والحفاظ على هويته ومقدراته، وتحقيق أهداف أجياله الشابة فى اللحاق بركب التقدم والتنمية. ولقد بدأت مصر بالفعل مسيرة جادة نحو بناء مستقبل مشرق لأبنائها، وهى مسيرة نتطلع فيها لدعم قوى من شركائنا التقليديين، وفى مقدمتهم ألمانيا".
"لقد عقدت اليوم مع السيدة المستشارة جلسة مشاورات بناءة ومثمرة، تطرقنا فيها لمختلف ملفات التعاون الثنائى والشراكة الاقتصادية القائمة بين بلدينا، حيث اتفقنا على تعزيزها وتطويرها فى مجالات مختلفة. ويُسعدنى فى هذا الإطار أن أشيد بما تشهده العلاقات المصرية-الألمانية من طفرة فى مختلف القطاعات، فضلاً عن قيام العديد من الشركات الألمانية بالمساهمة فى المشروعات القومية الكبرى التى تنفذها مصر حالياً، بالإضافة إلى التنسيق المستمر بين الجانبين على مختلف المستويات، سواء من خلال اللقاءات التى جمعت بيننا على مدى الفترة الأخيرة أو الزيارات المتبادلة والمتنوعة على المستوى الوزارى والتنفيذي، وهو ما يعكس قوة علاقات الصداقة التاريخية التى تجمع بين البلدين والمبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر".
"قد اطلعت السيدة المستشارة أيضاً خلال مباحثاتنا على الخطوات التى اتخذتها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية على صعيد تحقيق الاستقرار السياسى والتنمية الاقتصادية، فعلى الصعيد السياسي، أشرت إلى ما أنجزه الشعب المصرى خلال فترة وجيزة فى سبيل ترسيخ دعائم الدولة المدنية الحديثة، وإقراره لدستور متطور يحمى الحريات بشكل غير مسبوق ويحفظ لمصر هويتها، وكذا انتخاب برلمان متنوع يمثل جميع فئات المجتمع، بما يؤكد عزم مصر وحرصها على إعلاء سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وذلك بالتوازى مع جهود الحفاظ على أمن واستقرار البلاد والتصدى لتداعيات الوضع الإقليمى المتأزم. وعلى الصعيد الاقتصادي، استعرضت الخطوات والقرارات الجادة والشجاعة التى اتخذتها الحكومة فى إطار برنامج الإصلاح الاقتصادى الجارى تنفيذه، وكذا الاتفاق الذى تم التوصل إليه مع صندوق النقد الدولى من أجل دعم هذا البرنامج، فضلاً عن المشروعات التنموية العديدة التى يتم تنفيذها سعياً لتطوير البنية التحتية وتوفير فرص العمل والنهوض بالاقتصاد. وأود هنا أن أعرب عن تقديرى لدعم ألمانيا لبرنامج مصر للإصلاح الاقتصادى والاتفاق الذى توصلت إليه مع صندوق النقد الدولي، وهو ما يؤكد متانة وقوة العلاقات الممتدة التى تربط بين البلدين".
"تطرقت مباحثاتنا كذلك إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسُبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة، ولا يخفى عليكم أن الظروف الإقليمية الحالية بالشرق الأوسط تلقى بظلالها على أمن واستقرار أوروبا والعالم بأسره، وهو ما يؤكد أهمية تعزيز التشاور بين البلدين وتنسيق الجهود من أجل المساهمة فى التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالشرق الأوسط وإعادة الاستقرار إليه".
و"فى نفس السياق، فقد ناقشنا أيضاً سبل الارتقاء بأطر التعاون بين البلدين من أجل التعامل مع أزمة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، بالإضافة إلى التصدى لقوى الظلام والإرهاب والتطرف، والتى تُمثل تهديداً مشتركاً، وتسعى إلى عرقلة مسيرة التنمية ونشر الكراهية والعنف والنيل من نسيجنا الوطني. وأود هنا أن أؤكد على أن مصر، بتلاحم شعبها ووعيه، تخوض معركة حاسمة ضد الإرهاب والتطرف، وتقف على خط الدفاع الأول فى مواجهة هذا الخطر المشترك الذى لا يعرف وطناً أو ديناً. ونتطلع إلى تطوير التعاون والتنسيق مع أصدقائنا الألمان فى هذا المجال الهام".
"إننى إذ أكرر الترحيب بكم اليوم فى القاهرة، فإننى أتطلع لأن تكون هذه الزيارة بمثابة انطلاقة جديدة لعملنا المشترك من أجل تطوير الشراكة المصرية الألمانية والارتقاء بها نحو آفاق أرحب من التعاون الذى يلبى تطلعات الشعبين المصرى والألمانى الصديقين".