أكد عدد من كبار الصحفيين وأساتذة الإعلام ضرورة مواكبة مناهج كليات الإعلام لتطورات سوق العمل، وما أحدثته الثورة الرقمية من تغييرات في الوسائط الإعلامية.
وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، إن مهنة الصحافة تتعرض لتحديات عديدة، ولذا وجب علينا إعداد طلاب كلية الإعلام لسوق العمل إعدادا جيدا من الناحيتين الثقافية والعلمية، مضيفة أن كلية الإعلام بجامعة القاهرة أدخلت بالفعل تغييرات جوهرية في المناهج وطرق التدريس والتقييم، حيث أصبح الطالب يدرس مقررات ثقافية عامة في العام الدراسي الأول بنسبة ٢٠ ٪ من المناهج، إضافة للاهتمام باللغات العربية والإنجليزية في مستويين (مستوى أول ، مستوى ثان) ، فيما يدرس الطالب ٧٠ ٪ من المقررات في صلب التخصص.
وطالبت "عبد المجيد" كليات الإعلام بضرورة متابعة ما يدرس في الجامعات بالخارج، ومواكبة التطورات التكنولوجية واحتياجات سوق العمل المتغير، حتى يتم إعداد خريج يمكنه المنافسة على المستوى الإقليمي وليس المحلي فقط، مشددة على ضرورة أن تتجاوز ساعات التدريب العملي ومشروعات التخرج العملية نسبة ٥٠ ٪ من المقررات التعليمية.
ولفتت إلى أن كليات الإعلام في إطار مواكبتها لمتطلبات سوق العمل، اهتمت بإدخال تخصصات جديدة، مثل الإعلام الرقمي والمنصات الرقمية والصحافة التليفزيونية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تأهيل الطلاب ببعض المهارات الأساسية مثل التدريب على مهارات التفكير النقدي وريادة الأعمال .
من جانبه، قال الكاتب الصحفي نبيل عمر، إنه في تاريخ الاتصال لم نرصد أن ألغت وسيلة إعلامية وسيلة آخرى طالما أنها تتطور وتتكيف مع الواقع، ولذلك كان لزاما على كليات الإعلام الاستعانة ببرامج دراسية جديدة، مثل الإعلام الرقمي والصحافة التليفزيونية، ومهارات البحث على الإنترنت، وانتاج تقارير الفيديو المصورة، وغرف الأخبار المدمجة.
وأضاف عمر أن الوسائط متعددة ولكن الأهم هو تدريب طلاب كليات الإعلام على إعداد محتوى إبداعي متكامل، فالوسيلة مجرد وسيط لما يصنعه الصحفي، والصحافة الإلكترونية وسيط يساعد الصحفي في تقديم المحتوى بشكل أوسع وأشمل من الصحافة الورقية.
وتابع أنه مع التطور التكنولوجي باتت هناك مفاهيم جديدة للصحافة، أولها ماذا أقدم للقارئ حتى أجبره على شراء المنتج الصحفي، ولذلك أصبح من الواجب على كليات الإعلام أن تؤهل طلابها لمواكبة التغيرات والتطورات التي تشهدها المهنة.
من ناحيته، قال الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الإذاعة والتلفزيون بجامعة القاهرة، إن كلمة الصحفي تنطبق على كل من يعمل في وسيلة إعلامية سواء صحيفة أو إذاعة أو قناة تلفزيونية، والمجتمع المصري له خصوصيته وتميزه عن المجتمعات الأخرى، ولذلك يجب تأهيل طلاب كليات الإعلام على كافة الفنون الصحفية لكون الثورة الرقمية أحدثت حالة من المزج والتماهي بين كافة الوسائل.
وأضاف مكاوي يجب على كليات ومعاهد وأقسام الإعلام أن تعمل على إتاحة محتوى دراسي وتدريبي وبحثي يواكب الجودة العالمية لإعداد خريج مؤهل معرفيا وسلوكيا ومهنيا لمتطلبات سوق العمل، وتوظيف التعلم النشط والافتراضي والتدريب والمزج بين الخبرات الأكاديمية والخبرات التطبيقية، ووضع معايير موضوعية لتقييم الطلاب والمحتوي التعليمي، وعقد شراكات بحثية وتدريبية مع الجهات المعنية، ومتابعة المناهج الجديدة في الجامعات والكليات على مستوى الدول.
وتابع مكاوي أن التوسع فى إنشاء كليات الإعلام لم يراع احتياجات السوق، حيث يوجد حاليا أكثر من 40 كلية حكومية وخاصة فى مجال الإعلام، دون النظر لحاجة السوق الفعلى والمواصفات الواجب توافرها بتلك الكليات.