غزة تُباد.. أكثر من 45 ألف شهيد ومليون فلسطيني يواجهون البرد القارس
تتفاقم الأزمات الإنسانية في قطاع غزة مع استقبال فصل الشتاء، حيث يواجه نحو مليون فلسطيني البرد القارس دون مأوى مناسب، وذلك مع استمرار معاناتهم في الخيام التي لا توفر الحماية من الأمطار، في واقع إنساني خطير يُمعن جيش الاحتلال الإسرائيلي في إحداثه.
العدوان على غزة
في اليوم الـ437 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 7 مجازر، وصل منها للمستشفيات 52 شهيدًا، إلى جانب 203 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 45.028 شهيدًا، فضلًا عن 106.962 مصابًا، بحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
واستهدفت، أمس الاثنين، طائرات مسيرة إسرائيلية بشكل مباشر المولدات الكهربائية في مستشفى "كمال عدوان" في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي ووقوع أضرار في قسم العناية المركزة، بحسب تقارير إعلامية.
وفي شأن الاستهداف المتكرر لمشفى "كمال عدوان"، أفاد مديره، حسام أبو صفية، بأن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف المشفى ومحيطه بطائرات مسيرة، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين والكوادر الطبية، فضلًا عن التسبب بأضرار في مولدات الكهرباء وخزانات المياه ومحطة الأكسجين.
وأضاف "أبو صفية"، الأحد، أن المشفى يعاني من انقطاع الكهرباء والماء، مع وجود أكثر من 50 مصابًا يرقدون في المستشفى، بينهم حالات في العناية المركزة تحتاج إلى أكسجين وماء.
إنسانيًا، قال المجلس النرويجي للاجئين، إن نحو مليون فلسطيني في قطاع غزة يواجهون الشتاء القاسي بلا مأوى مناسب، مع تزايد معاناتهم في الخيام التي لا توفر الحماية من البرد والأمطار.
وقد تسببت الأمطار الغزيرة في غزة، التي هطلت في الـ24 من نوفمبر الماضي، في فيضانات في عدة مواقع يقيم بها النازحون في خان يونس جنوبًا ومدينة غزة شمالًا، كما أتلفت الأمطار خيام الناس ومتعلقاتهم.
وفي تلك الأثناء، أعلن مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن نحو 10 آلاف خيمة تؤوي نازحين تعرضت للتلف، وجرفتها أمواج البحر خلال اليومين الماضيين جراء منخفض جوي.
وكشف أن جيش الاحتلال منع إدخال 250 ألف خيمة وكرفان إلى القطاع في ظل واقع إنساني خطير.
قصف مراكز الإيواء
وفي غضون ذلك، استنكرت الأمم المتحدة، الاثنين، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدرسة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، مشيرة إلى أنها كانت تؤوي نازحين.
واستشهد 12 شخصًا، مساء الأحد، جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة "الشيخ جميل" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" غربي مدينة خان يونس، وفق تقارير إعلامية.
وكشفت الأمم المتحدة أنها تقدمت بطلب للقيام بـ3 عمليات إنسانية لجلب الغذاء والمياه إلى شمال غزة، إلا أن إسرائيل رفضت جميع الطلبات.
حركة حماس من جانبها، وصفت الاستهداف الإسرائيلي للمدرسة بالمجزرة البشعة التي ارتكبها "العدو الصهيوني المجرم" بحق نازحين أبرياء داخل المدرسة، على حد تعبيرها.
واعتبرت حماس القصف إمعانًا في حرب الإبادة الوحشية في قطاع غزة، واستهدافًا ممنهجًا للمدارس ومراكز إيواء النازحين، وارتكاب أبشع المجازر فيها، دون اكتراث من حكومة مجرمي الحرب الصهاينة لعواقب أفعالها.
وفي الإطار نفسه، وصفت حماس تعامل المجتمع الدولي مع جرائم الاحتلال، بأنه يجسد صورة غير مسبوقة من صور العجز والاختلال في المنظومة الدولية، مما يُنذر بانهيارها، مع كافة القيم والأسس التي قامت عليها.
جاء ذلك تنديدًا باستهداف جيش الاحتلال بشكل ممنهج، أمام سمع وبصر العالم، المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف، وقتل واعتقل الأطباء وأعضاء الطواقم الطبية، فضلًا عن منع الوصول إلى الجرحى وجثامين الشهداء، حتى تكدست بها الشوارع في مدينة غزة وشمالها، دون أي قدرة على انتشالها بسبب القصف الكثيف، وفق الحركة.