عُثر على حديقة جنائزية مدهشة في إندينجن آم كايزرسشتول بألمانيا، أثناء أعمال التنقيب الإنقاذية، وهي تعود إلى العصر الكلتي المبكر.
يعد هذا الاكتشاف غير مسبوق في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية، حيث لا يوجد هيكل جنائزي مشابه في هذه المنطقة، فالحديقة الجنائزية كانت محاطة بخندق مربع مساحته 15 × 15 مترًا، وداخلها تم العثور على 18 مدفنًا موزعة على 17 قبرًا.
يُلاحظ أن المقابر منظمة بشكل مميز حول مقبرة مركزية تحتوي على مدفن مزدوج، علاوة على ذلك، حيث عثر على قبرين خارج محيط الحديقة: أحدهما يقع خارج الخندق والآخر في قاعدة الخندق المحيط.
تشمل الرفات المكتشفة بقايا ثمانية بالغين على الأقل، بالإضافة إلى شباب وأطفال، من اللافت أن التنقيب أظهر وجود تقسيم داخل الحديقة، حيث تم تخصيص مناطق معينة للبالغين والأطفال والشباب.
كانت حالة حفظ الرفات كانت جيدة للغاية، مما يتيح إجراء تحليلات دقيقة حول العمر والجنس، والصحة، والنظام الغذائي، والعلاقات الأسرية للأفراد المدفونين.
وعثر أيضا على مجموعة من القطع الجنائزية التي تكشف عن تفاصيل ثقافية هامة، رغم أن أكثر من 60% من المقابر قد تم نهبها، ومن بين القطع التي تم اكتشافها شظايا وأساور برونزية، خاتم فضي، وسوار مصنوع من مادة عضوية نادرة، التي تعود جميعها إلى العصر الحديدي الأول، وبالتحديد إلى ثقافة لاتين (450-250 قبل الميلاد)، ساعدت هذه القطع في تحديد تاريخ الموقع وحالة الدفن بشكل دقيق.
وبمقارنة هذا الاكتشاف بالاكتشافات الأخرى في المنطقة، مثل حديقة جنائزية معاصرة في منطقة الألزاس والتي تحتوي على مقبرتين فقط، فإن حديقة إندينجن تتميز بحجمها الكبير وتعقيد تصميمها، مما يجعلها اكتشافًا ذا أهمية استثنائية لفهم تاريخ وثقافة الكلت في تلك الفترة، وذلك طبقا لما نقله موقع labrujulaverde.