في اليوم العالمي للغة العربية| قصائد تدهش العقول.. أغرب ما كتب الشعراء العرب
في رحاب لغة الضاد العظيمة، نحتفي اليوم باليوم العالمي للغة العربية، هذا اليوم الذي نتأمل فيه جماليات وتفرد لغتنا الرائعة، وسط هذا الزخم الأدبي والثقافي، تقف القصائد العربية كمرايا تعكس ثقافة الشعوب وعواطفهم، لكن، بين طيات هذا الشعر نجد أحيانًا ما يفاجئنا ويثير دهشتنا، وهي تلك القصائد الغريبة في مضمونها وأسلوبها.
أبدع الشعراء في تطويع اللغة من خلال نظم قصائد غريبة وفريدة، تُظهر براعتهم وإبداعهم، كيف استطاع هؤلاء الشعراء كتابة هذه الأبيات العجيبة؟ سنستعرض بعضًا منها اليوم احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية، لنتعرف على هؤلاء الشعراء الذين استبحروا في أمواج القصيدة وخلقوا العجب في بحر الشعر العربي.
ألوم صديقي وهذا محال
على سبيل المثال، نظم الإمام علي بن أبي طالب بعض الأبيات الغريبة في تركيبها وتكوينها:
ألوم صديقي وهذا محال
صديقي أحبــه كلام يقال
وهذا كـــلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيـال
الغريب في هذه الأبيات أنك تستطيـع قراءتها أفقيًّا ورأسيًّا، على النحو التالي:
ألوم
صديقي
وهذا
محال
حلموا فما ساءَت لهم شيم
ومن الأمثلة الأخرى، تلك الأبيات التي تبدو مادحة ولكنها تتحول إلى ذم عند قراءتها بالعكس:
حلموا فما ساءَت لهم شيم.. سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلموا فلا زلّت لهم قــــدمُ.. رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ
لكن بمجرد قراءتها بالعكس، تتحوّل إلى:
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا.. شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا.. قدمٌ لهم زلّت فلا سلمــــوا
أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ
كما تُعتبر هذه الأبيات مثالا آخر لاستخدام نفس الجذر اللغوي بمعانٍ متعددة:
أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِ**** إِنْ أنَّ آنٌّ آنَ آنُ أَوَانِهِ
ويقصد بها الشاعر أن ألمًا قد أصابه لم يعرف سببه، فإذا تألّم المريض حان وقت شفائه.
إذا أتيت نوفل بن دارم
ومن طرائف الشعر أيضًا، قصيدة نوفل بن دارم، التي تنقلب رأسًا على عقب إذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت:
قصيدة المدح:
إذا أتيت نوفل بن دارم.. أمير مخزوم وسيف هاشم
وجدته أظلم كل ظالم.. على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعاجم.. بعـرضه وســره المكاتم
لا يستحي مـن لوم كل لائـم.. إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم.. في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن الندم.. إذا لم يكن من قدم بقادم
قصيدة الذم:
إذا أتيت نوفل بـن دارم وجدته أظلـم كل ظالم
وأبخل الأعراب والأعاجم.. لا يستحي من لوم كل لائم
ولا يراعي جانب المكارم.. يقرع من يأتيه سن النادم