مأساة حريق شقة المنيل.. تفاصيل تضحية نهير السباعي من أجل عائلتها
شهدت منطقة المنيل بالقاهرة مأساة إنسانية بعد اندلاع حريق هائل بشقة سكنية في الطابق الحادي عشر.
الحادث أدى إلى وفاة السيدة نهير السباعي، زوجها طارق، ووالدتها القعيدة، فيما نجا ابنها أحمد بأعجوبة.
تفاصيل الحريق
الحريق بدأ نتيجة ماس كهربائي في الثلاجة، حيث تسببت شرارة كهربائية في اشتعال النيران خلفها.
حاول الابن أحمد التدخل سريعًا بإحضار طفاية حريق من الجيران، لكنه لم يتمكن من العودة بسبب سرعة انتشار النيران والدخان الكثيف.
في غضون لحظات، وقع انفجار كبير بسبب تسرب غاز الفريون من الثلاجة، مما أدى إلى تمدد النيران بسرعة عبر الشقة، مستعينة بالمواد القابلة للاشتعال كالسجاد والستائر.
ومع اشتعال الغاز، انتشرت النيران خارج الشرفة، مما صعّب السيطرة على الحريق.
محاولات إنقاذ العائلة
رغم جهود الجيران والاستغاثة بفرق الحماية المدنية، كانت النيران أسرع من محاولات الإنقاذ.
وصلت فرق الإطفاء بعد فترة، وتمكنت من إخماد الحريق، لكن الأضرار كانت قد وقعت بالفعل، حيث فارقت نهير السباعي وزوجها ووالدتها الحياة داخل الشقة.
نهير السباعي: رمز للعطاء والتضحية
السيدة نهير السباعي، 53 عامًا، كانت مدرسة ثانوية ومعروفة بنشاطاتها في مجال حقوق الحيوان.
كرست وقتها لمساعدة الحيوانات المشردة، وشاركت في فعاليات جمعيات الرفق بالحيوان، كما كانت مدافعة قوية عن حقوق الحيوان في القضايا العامة.
كانت نهير مثالاً للأم الحنون، حيث أولت والدتها القعيدة رعاية خاصة، وقضت حياتها تقدم الدعم لعائلتها ومجتمعها.
التحقيقات تكشف الأسباب
أظهرت تحقيقات أجهزة أمن القاهرة أن الحريق نجم عن ماس كهربائي في الثلاجة.
ومع انتشار النيران، وصل الحريق إلى ماسورة الغاز، مما أدى إلى الانفجار الكبير الذي سرّع من الكارثة.
تظل حادثة حريق شقة المنيل شهادة على قوة التضحية التي قدمتها نهير وزوجها من أجل أسرتهما.
ورغم الخسائر المأساوية، تبقى قصة أحمد، الابن الناجي، دليلاً على قدرة الحياة على منح الفرص، رغم المآسي.
هذه الحادثة المؤلمة تذكرنا بأهمية مراجعة إجراءات السلامة المنزلية لتجنب الكوارث المشابهة، وضرورة تعزيز ثقافة الأمان في المنازل.