اليوم العالمي للغة العربية.. احتفال أممي يليق بلغة القرآن
لغة حملت في طياتها عبق التاريخ، ورونقة الحاضر، ونبض المستقبل، كما عكس الامتداد الثقافي ثراء اللغة وقدرتها على مد جسور التواصل بين الحضارات، فهي اللغة العربية التي تمتاز بالتنوع الثقافي الممتد عبر الزمان والمكان؛ وتجمع الفن والأدب والثقافة في لوحة مرسومة تسلب قلوب محبيها.
كما مثلت اللغة العربية حافزًا في إنتاج المعارف ونشرها وتميزها دون عن غيرها، ورغم مرورها بالعديد من العواصف التي كانت ستطيحبها إلا انها أبت أن تتزعزع وظلت راسخة متشبثة بجذورها حتى الأن، حيث تُعد اللغة العربية من بين أكثر اللغات انتشارًا في العالم، إذ يتجاوز عدد الناطقين بها 450 مليون شخص، كما أنها لغة رسمية في 25 دولة، وتمثل نافذة للثقافة والتاريخ.
وساعدت اللغة على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما عملت على تعزيز الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية.
ويُحتفل باليوم العالمي للغة العربية في مثل هذا اليوم 18 ديسمبر في كل عام منذ اعتمادها بين لغات العمل في الأمم المتحدة عام 2011م، وصنفت بلومبيرغ بيزنس ويك اللغة العربية في المرتبة الرابعة من حيث اللغات الأكثر فائدة في الأعمال التجارية على مستوى العالم.
كما نشر المجلس الثقافي البريطاني في 2013 تقريرًا مفصلاً عن اللغات الأكثر طلباً في المملكة المتحدة تحت عنوان "لغات المستقبل" وأن العربية تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم وفي عام 2017 احتلت المرتبة الرابعة، فيما يخص اللغات الأكثر جنيًا للأرباح في بريطانيا تأتي العربية في المرتبة الثانية وفقًا للمنظمة.
اللغة العربية
اللغة العربية هي من اللغات السامية، وعرفت بلغة الضاد أو الأم، وواحدة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، حيث يتحدث العربية حوالي 370 مليون شخص كلغتهم الأساسية أو لغتهم الثانية في 22 دولة عربية.
وللغة العربية عدة ألقاب تبرز مكانتها وتفردها، منها "لغة القرآن" لأنها اللغة التي نزل بها كتاب الله الكريم، و"لغة الضاد" لكونها اللغة الوحيدة التي تحتوي على هذا الحرف الفريد الذي يصعب نطقه على غير الناطقين بالعربية، واللغة الأم باعتبارها اللغة الأساسية في التواصل بين الشعوب.
نشأت اللغة العربية في شبه الجزيرة العربية وتُعد من أقدم اللغات في العالم، حيث تعود أقدم النصوص المكتوبة بها إلى القرن الثالث الميلادي، وزادت أهميتها اكثر عند دخول الإسلام فهي لغة القرآ الكريم.
وتتكون اللغة العربية من قسمين هما الفصحى، التي تستخدم في الكتابة الرسمية والأدب والشعائر الدينية، والعامية، التي تختلف لهجاتها من منطقة إلى أخرى مثل المصرية والشامية والخليجية، كما تتميز اللغة بأبجديتها المكونة من 28 حرفًا، والتي تكتب من اليمين إلى اليسار، وتُعرف بجمال تصميمها الذي أسهم في ظهور فن الخط العربي.
وتمتاز اللغة العربية بغناها بالمفردات اللغوية وقوة البيان ورصانة ومتانة اللغة، لما تحنويه على نظامها النحوي والصرفي الدقيق والمعقد، مما يمنحها قدرة تعبيرية عالية، كما تحتوي على ملايين الكلمات.
كما ظلت اللغة العربية ذات أهمية ومكانة حيث استخدمت كلغة للسياسة، والعلم، والأدب، وامتد تأثيرها ليشمل لغات عديدة مثل التركية، والفارسية، والكردية، والأوردية، والماليزية، والإندونيسية، والإسبانية، والبرتغالية، وغيرها.
ورغم التحديات التي تواجه اللغة العربية في الماضي حتى الأن، مثل تأثير العولمة وانتشار اللغات الأجنبية، إلا أنها ما زالت لغة حية وقادرة على التطور لمواكبة العصر، رغم ما يحدث في ذلك العصر من تطور في التكنولوجيا وتنوع في اللغات والثقافات.