شهد القمر، منذ تشكله قبل أكثر من 4.4 مليار سنة، نشاطًا جيولوجيًا وبركانيًا مكثفًا أعاد تشكيل قشرته عدة مرات.
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Nature، فإن هذا النشاط البركاني، الناتج عن التفاعلات المدية بين الأرض والقمر، أدى إلى انصهار قشرته في مراحله الأولى.
تشكل القمر إثر اصطدام هائل بين الأرض البدائية وجسم بحجم المريخ، مما أنتج محيطًا من الصخور المنصهرة التي تجمدت لاحقًا، وفي ذلك الوقت، كان القمر أقرب بكثير إلى الأرض، مما عزز تأثير قوى المد والجزر التي ساهمت في توليد حرارة داخلية غذت النشاط البركاني.
أثَّر هذا النشاط على تأريخ الصخور القمرية، فالحرارة الناجمة عن البراكين أعادت ضبط النظائر المشعة في المعادن القمرية، مما أدى إلى محو الأدلة الجيولوجية الأصلية، ومع ذلك، حافظت بلورات الزركون على آثار تكوين القمر الأولي، ما ساهم في تفسير التناقضات بين تقديرات عمره المختلفة، كما أوضحت الدراسة أن تدفقات الحمم البركانية ملأت الأحواض الصدمية، مما أخفى معالمها.
ألقى البحث الضوء على اختلاف تركيب وشاح القمر عن وشاح الأرض، فالذوبان المتكرر داخل القمر أدى إلى هجرة بعض العناصر نحو نواته الحديدية، مما غيّر تركيب الوشاح، وتقدم هذه النتائج بدورها نموذجًا شاملًا لتكوين القمر وتطوره، وتعيد تشكيل فهمنا لتاريخه الجيولوجي، وذلك طبقا لما نقله موقع labrujulaverde