رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محمد عثمان.. رائد تلحين الأدوار

19-12-2024 | 17:17


الملحن محمد عثمان

همت مصطفى

اشتهر بتلحين الأدوار في القرن التاسع عشر، وهو صاحب الفضل تطوير قالب الدور وإضافة الكثير إليه، لكن دوره لم يقتصر على هذا، فقد وضع أساليب جديدة في التلحين أحدثت نقلة كبيرة في الموسيقى العربية، واتجهت بها من الرتابة إلى الحركة ومن الثبات إلى التنويع إنه  أحد رواد الموسيقى المصرية  والعربية والملقب بأبو الموسيقى المصرية  الفنان محمد عثمان.

 

 الميلاد والنشأة

ولد الموسيقي والملحن  محمد عثمان في  14 أغسطس 1854 بالقاهرة، وكان والده الشيخ عثمان حسن مدرسا فى جامع السلطان أبى العلاء لتحفيظ القرآن الكريم وقد شغف عثمان الإبن بالموسيقى منذ نُعومة أظافره إذ راح يقلد المغنين ومنشدي الأذكار وما إن اكتشف والده هذه الموهبة حتى ضمه إلى تخت « قصطندي منسي» فدرس على يده العود و الغناء.

بعد وفاة والده انضم إلى تخت «علي الرشيدي الكبير» إلى أن تعمق فى فن الغناء وأصبح له لون خاص فى التلحين فكون تختًا خاصًا به بلغ من الشهرة ما قارب شهرة عبده الحامولي.

تمتع محمد عثمان بصوت عذب، لذا غنى أدواره التى يلحنها بنفسه،  وتميز عثمان علاوة على عذوبة صوته بقوة نَبرته ذات الأوكتاف العالى الى جانب جودة الأداء.

وأصيب محمد عثمان  فيما بعد بمرض بحنجرته أثر فى أحباله الصوتية وأفقده حلاوة صوته فاتجه بعد ذلك إلى التلحين فقط وتفرغ له فقدم ألحانًا تعد من بدائع الألحان الغنائية.

ويعد محمن عثمان من أوائل الذين حاولوا تطوير الأغانى العربية باستخدام الأسلوب العلمي وأضاف الغناء الجماعي «الكورس»  وابتكر تبادل المقاطع بين التخت والمغني والكورس «الهنك والرنك

سافر إلى الأستانة حيث تعرف على بعض جوانب صناعة الموسيقى فى تركيا واستفاد كثيرًا ثُم عاد إلى مصر و بدأ يلحن إبداعاته وأدخل إلى مصر مقاماً جديداً هو مقام "الشوق أفزا».

علم محمد عثمان  في سنة 1894 أن اختراعًا حقيقيًا ظهر في أوربا وأمريكا اسمه «الفونوغراف» وأن هذا الاختراع قادر أن يلتقط صوت المطرب ويعيد استماعه مره أخري، فكر محمد عثمان الذي ضاع صوته، كيف يسجل أدواره العظيمة وينقلها إلي المستمعين علي وجهها الفني الصحيح، ويحفظها من الضياع لذلك استدعي تلميذه المطرب الكبير عبد الحي حلمي وقال له:«أوصيك إذا جاء اختراع ال«الفونوغراف» إلي مصر أن تسجل دورين علي الأقل من أدواري هما: «أدك أمير الغصن، وقد ما احبك» وجاءت شركة الأسطوانات بعد موته بأربع سنوات فنهض عبد الحي حلمي للوفاء بالوعد الذي قطعه لأستاذه، وسجل أغلب أدوار الفنان القدير محمد عثمان.

 

تعاون محمد عثمان مع كبار شعراء عصره

تعاون محمد عثمان مع  الشاعر الشيخ محمد الدرويش وقدم الأخير الكثير من أعماله لصديقه عثمان ومن أهم أدواره: «ياللى معاك روح الأمل ، على روحي أنا الجاني، طول ياليل، حظ الحياه، بدع الحبيب».

قدم  الشاعر إسماعيل صبرى العديد من قصائده  للملحن محمد عثمان ليقدم موسيقاها ومنها..«لسان الدمع، الحب أصله فين، حبيت جميل، أشق الخالص لحبك، لسان الدمع افصح، حظ الحياة، كادنى الهوى، يا ما انت واحشنى، اصل الغرام نظرة، جددى يا نفس حظك، فى البعد يا ما، غنت لطلعته البلابل، انا أعشق فى زماني، عشنا و شفنا سنين، قد ما أحبك زعلان منك، اتانى زماني، كللى يا سحب، هات يا أيها الساقي».

تغنى بألحان محمد عثمان الكثير من الأصوات الغنائية ومنها: «ماري جبران، سيد درويش، محمد السبع، الشيخ أحمد إدريس، إسماعيل شبانة، إبراهيم حموده، داود حسنى، فتحيه أحمد، أجفان الأمير»، وغيرهم، ، ومعظم ألحانه غناها نجم الطرب التاريخي عبده الحامولي، الذي ساهم كثيرا في تقديم ألحان محمد عثمان.

 

أشهر أدوار وموشحات محمد عثمان

أشهر أدوار محمد عثمان أصل الغرام نظرة - مقام راست»، آنست يا نور العيون - مقام هزام»، عشنا وشفنا - «مقام راست»، قد ما احبك - «مقام صبا»، كادني الهوى - «مقام نهاوند»، ياما انت واحشني - «مقام حجازكار». 

ومن أشهر موشحاته.. موشح ملا الكاسات - «مقام راست»، وجهك مشرق - «مقام هزام»

ورحل  المبدع  وصاحب لقلب أبو الموسيقى المصرية  الفنان محمد عثمان فى مثل هذا اليوم  19 ديسمبر عام 1900 عن عمر يناهز الـ 46 عامًا.

 

ألحان محمد عثمان من جديد

وفي عام 1967م قدمت الفرقة العربية بقيادة عبد الحليم نويرة عروضًا للتراث بقاعة سيد درويش بالقاهرة تصدرتها ألحان محمد عثمان،  أقبلت الأجيال الجديدة على تلك الألحان بشكل كبير ونجحت العروض نجاحا هائلا استمر لسنوات عديدة، ثم ثم طبعت شركة صوت القاهرة أدواره وموشحاته على اسطوانات جديدة، وبلغ من نجاح تلك العروض أن ظهرت فرق أخرى عديدة في كافة أنحاء مصر تقدم ألحان محمد عثمان بعد رحيله بعقود طويلة، وانتشرت ألحانه بين الشباب على عكس ما كان متوقعًا، السر بالطبع كان ما أبدعه ذلك الملحن الفذ الذي عرف كيف يتدرج بالمستمع من النغمات البسيطة إلى أشدها تعقيدا لكنها أكثرها طربًا.