عُقدت قمة الدول الثمانية النامية (D-8) في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، بمشاركة رؤساء وقادة الدول الأعضاء التي تضم دولًا ذات تأثير كبير في العالم الإسلامي، مما يعكس الثقل الاستراتيجي للمجموعة من حيث القوة الاقتصادية والعسكرية. ويُقدر عدد سكان الدول الأعضاء بنحو مليار نسمة، بإجمالي ناتج محلي يصل إلى حوالي 5 تريليون دولار.

قمة الدول الثمانية النامية

قال محمد محمود عبد الرحيم، الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن استضافة مصر لهذه القمة في العاصمة الإدارية تحمل رسالة قوية تعكس التركيز على البناء والتنمية الاقتصادية، مع التأكيد على أهمية التفاعل بين الدول الأعضاء لتحقيق مصالح مشتركة.

وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن القمة مثلت فرصة لمناقشة وجهة النظر المصرية بشأن القضايا العالمية والأزمات الإقليمية، خصوصًا في الشرق الأوسط، موضحا أن القمة شهدت تركيزًا خاصًا على تطورات الأوضاع في غزة، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث نُوقشت سبل تحقيق وقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار، كما تطرقت القمة إلى جهود دعم سوريا والتنسيق مع الأطراف الإقليمية مثل إيران وتركيا للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات الحالية.

وأكد أنه باستضافتها للقمة، تُظهر مصر عزمها على مواصلة جهود البناء والتنمية، وتؤكد على مكانتها كدولة محورية تسعى لتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي بين الدول الإسلامية، بما يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة عن إطلاق عدد من المبادرات الهامة، منها إنشاء شبكة تجمع المعاهد الدبلوماسية في الدول الأعضاء لتعزيز التعاون الدبلوماسي، وإطلاق مسابقة علمية للطلاب في مجالات العلوم والتكنولوجيا بهدف دعم الابتكار، كما تم تدشين شبكة للتعاون الاقتصادي لمعالجة تحديات التنمية بين الدول الأعضاء.

من جهة أخرى، تم التطرق إلى اتفاقية التجارة التفضيلية التي وُقعت عام 2006 في إندونيسيا، حيث دعا القادة إلى ضرورة تفعيلها لتحقيق تعاون اقتصادي فعّال بين الدول الأعضاء، أكدت القمة أن مصر تسعى لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، حيث يُتوقع أن تكون الاجتماعات الثنائية التي عُقدت خلال القمة فرصة لفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين مصر وباقي الدول الأعضاء.