مالاكوف.. أقدم مقاهي الجزائر ومنبر الموسيقى الشعبية
تظل المقاهي المصرية والعربية بمثابة ملتقى لأبرز الشخصيات الثقافية والفكرية في مختلف المجالات، من الأدب والفن إلى السياسة والاقتصاد، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي، حيث يمثل المقهى أكثر من مجرد مكان للتسلية أو الاسترخاء، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة.
ونستعرض أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي مما لهم من تاريخ وأثر.. مقهى «مالاكوف» أقدم مقاهي الجزائر.
يعد مقهى "مالاكوف" في العاصمة الجزائرية أحد أقدم المقاهي الشعبية، محتفظًا بتاريخ يمتد لما يقارب قرنًا من الزمن.
يجسد المقهى، ببساطته، عبق التاريخ وكأنك تعود بآلة الزمن إلى أزمنة غابرة لم تعشها.
يقع المقهى أسفل فندق يحمل نفس الاسم، نسبة إلى إيمابل جان جاك بليسييه أول، دوق مالاكوف، الذي كان مارشال فرنسا وحاكم الجزائر بين 1860 و1864.
خلال حرب التحرير الجزائرية (1954-1962)، كان المقهى ملاذًا للمجاهدين، بعيدًا عن أعين السلطات الفرنسية، كما تحول إلى ما يشبه المتحف الصغير، محتويًا على صور نادرة لأهم الفنانين والموسيقيين الجزائريين.
في الأربعينيات، اشترى الفنان الحاج امحمد العنقى المقهى من مالكه الحاج مريزق، وأضفى عليه بُعدًا شعبيًا من خلال الحفلات شبه اليومية، مما جعله مقصدًا لهواة الموسيقى الشعبية ومدرسة للشباب الراغبين في تعلم هذه الموسيقى من شيوخها الكبار.
اليوم، يتزين المقهى بصور عمالقة الفن الشعبي في الجزائر، ويعد بمثابة متحف صغير يحفظ صورًا نادرة، يتم إحياؤه بالفرق الموسيقية لتنشيط السهرات، خاصة خلال شهر رمضان.