الحرب الروسية الأوكرانية.. هل ستكون 2025 نهاية الصراع أم بداية لمرحلة أشد تعقيدًا؟
فيما تتجه أنظار العالم نحو عام 2025، يترقب الجميع تطورات الحرب الروسية الأوكرانية التي أعادت تشكيل معالم السياسة الدولية.
مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة وتوليه المنصب في يناير المقبل، يُطرح سؤال أساسي: هل سيكون العام الجديد نهاية للصراع أم بداية لمرحلة أشد تعقيدًا؟
جو بايدن، الذي يغادر البيت الأبيض قريبًا، ترك بصمة جريئة على الحرب بقراراته الأخيرة، أبرزها السماح لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي باستخدام أسلحة أميركية.
خطوة كهذه قد تضع الإدارة الأميركية القادمة أمام معادلة أكثر تعقيدًا.
ترامب: وعود كبيرة في مواجهة واقع معقد
وبخصوص حرب أوكرانيا، كان ترامب قد أكد أكثر من مرة أنه لو كان في الحكم لما اندلعت هذه الحرب ملقيا باللوم على إدارة الرئيس جو بايدن في التعامل مع هذه الأزمة، مشددا على أنه لا يخطط لبدء الحروب، بل لإنهائها.
ما الذي وعد به؟
يرى ترامب أن الحل الدبلوماسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع، معتبراً أن الإدارة الحالية فشلت في تحقيق السلام بسبب تصعيدها العسكري.
وفي مناظرة رئاسية في سبتمبر، تهرب ترامب من الإجابة على سؤال حول ما إذا كان يريد أن تنجح أوكرانيا في طرد الروس من أراضيها.
وبدلاً من ذلك، كرر خلال الحملة أن القتال يجب أن يتوقف، وأنه قادر على إنهاء الحرب "في يوم واحد" من خلال التوصل إلى تسوية.
وفي ديسمبر، ذهب ترامب إلى أبعد من ذلك وقال إن على أوكرانيا التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، متجاهلاً آمال الأوكرانيين في استعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
العقبات التي سيواجهها
قرارات بايدن الأخيرة، خاصة السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، قد تضع ترامب أمام تحدٍ مزدوج: إقناع الطرفين بوقف التصعيد والعمل على صياغة اتفاقية سلام دون الإضرار بمصالح أميركا وحلفائها.
تصريحات ترامب بقدرته على التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تساعده، لكنها أيضًا تثير الشكوك لدى حلفاء أميركا الأوروبيين الذين يخشون أن تكون سياسته تجاه موسكو مفرطة في التنازلات.
بايدن والعمق الروسي: إرث ثقيل
في أواخر ولايته، اتخذ بايدن قرارًا اعتُبر من أخطر الخطوات خلال الحرب، حيث سمح باستخدام الأسلحة الأميركية لاستهداف العمق الروسي.
لماذا الآن؟
يُنظر إلى هذا القرار على أنه محاولة لفرض ضغط أقصى على روسيا في نهاية ولاية بايدن، وربما خلق أمر واقع يصعب على ترامب تغييره.
النتائج
روسيا وصفت القرار بأنه "استفزاز خطير" قد يؤدي إلى حرب عالمية ، بينما استغلت أوكرانيا هذه الخطوة لتعزيز عملياتها العسكرية.
أبرز محطات الحرب في 2024: عام التصعيد
شهدت الحرب الروسية الأوكرانية خلال عام 2024 تطورات بارزة أثرت بشكل كبير على مسار الصراع.
فيما يلي أبرز المحطات:
1. تصعيد الهجمات الصاروخية: بدأ العام بزيادة ملحوظة في الهجمات الصاروخية الروسية على مدن أوكرانية، مما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية وسقوط العديد من الضحايا المدنيين.
2. استخدام أوكرانيا لصواريخ غربية بعيدة المدى: أفادت تقارير بأن أوكرانيا استخدمت صواريخ "ستورم شادو" البريطانية لضرب أهداف داخل روسيا، مما شكل تحولًا في تكتيكاتها العسكرية.
3. توغل أوكراني في منطقة كورسك الروسية: نفذت القوات الأوكرانية عملية توغل في منطقة كورسك الروسية، بهدف تشتيت القوات الروسية وتخفيف الضغط على الجبهات الأوكرانية.
4. استخدام صواريخ "أتاكمز" الأمريكية: أطلقت أوكرانيا صواريخ "أتاكمز" الأمريكية الصنع على منشآت عسكرية داخل روسيا، بعد وقت قصير من منح البيت الأبيض الإذن بذلك، مما أثار مخاوف من تصعيد الصراع.
5. هجوم صاروخي روسي واسع النطاق: في 13 ديسمبر، شنت روسيا هجومًا صاروخيًا مكثفًا على أوكرانيا، حيث أطلقت 93 صاروخًا باليستيًا وكروز، مما أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية ومزيد من الضحايا المدنيين.
ماذا يحمل عام 2025؟
السؤال الأبرز: هل يحمل عام 2025 نهاية للصراع أم أنه سيكون بداية لمرحلة جديدة من التصعيد؟
السيناريو الأول: إنهاء الحرب
إذا استطاع ترامب تحقيق تقدم دبلوماسي سريع، قد نشهد اتفاقًا يضع حدًا للحرب، لكن هذا يعتمد على تجاوب روسيا وأوكرانيا مع طروحاته.
السيناريو الثاني: تصعيد جديد
قرارات بايدن الأخيرة قد تُصعّب على ترامب تهدئة الأوضاع، مما يزيد احتمالات التصعيد الميداني.
العالم يترقب
بين وعود ترامب بالسلام وإرث بايدن الثقيل، يجد العالم نفسه أمام منعطف حاسم في الحرب الروسية الأوكرانية.
عام 2025 قد يكون عامًا للتغيير، لكن أي اتجاه سيسلكه هذا التغيير؟ الإجابة تحمل في طياتها مستقبل أوروبا والنظام الدولي بأكمله.