رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عبد العزيز فهمي.. الشاعر الذي وضع مشروع الدستور المصري سنة 1920

23-12-2024 | 08:39


عبد العزيز فهمي

همت مصطفى

واحدٌ مِن أَبرَزِ رِجالِ الفِكْرِ والسِّياسةِ في القَرنِ العِشرِين؛ قاضٍ ومُحامٍ وشاعِرٌ مِصْري، وهو أَوَّلَ مَن وَضَعَ مَشْروعَ الدُّسْتورِ المِصْريِّ عامَ 1920م، أَثْناءَ وُجودِهِ في باريس، وصاحب دَور جَلِيّ في مَسِيرةِ الحَرَكةِ الوَطنيةِ المِصْرية. إنه السياسي والمفكر والكاتب عبد العزيز فهمي.  

الميلاد والنشأة  
وُلِدَ عبد العزيز فهمي حجازي عمر في كفر المصيلحة بمَرْكزِ شبين الكوم، بمُحافَظةِ المُنوفيةِ عامَ 1870م، وتَلَقّى مراحل تَعْليمَهُ الأَوَّلِى في قَريَتِه.  
بَعدَ أَنْ حَفِظَ القُرآنَ الكَرِيمَ أَرسَلَهُ وَالِدُهُ إلى جامِعِ السَّيِّدِ البَدَوِيِّ بطنطا لِيَتَعَلَّمَ التَّجوِيد.  
بَعدَها انتَقَلَ إِلى الأَزهَر؛ حَيثُ تَعَلَّمَ على يدِ كِبارِ مَشَايخِه، وتَرَكَه والتَحَقَ بِمَدْرسةِ الجماليةِ الِابْتِدائيةِ بالقاهِرة، ثُمَّ حوَّل إلى مَدْرسةِ طنطا الِابْتِدائية، ثمَّ الثانَوِية.  
عَقِبَ ذلِكَ سافَر إلَى القاهِرة؛ والتَحَقَ بالمَدْرسةِ الخِديويَّة، ثمَّ بكُليةِ الحُقوقِ وتَخَرَّجَ فِيها عامَ 1890م.  

مناصب تقلدها  
عمل وهو في السنة الثانية بمدرسة الحقوق مترجمًا بنظارة الأشغال، ثم عمل عقب تخرجه معاوناً للإدارة بالدقهلية بمرتب 12 جنيها، لكنه سرعان ما طلب نقله على إثر المشكلات التي وقعت بينه وبين أعيان المنطقة، فذهب كاتبا محكمة طنطا، ثم ترقى في المناصب حتى عمل بنيابة بني سويف وهناك التقى صديقه أحمد لطفي السيد الذي كان عضوا بنيابتها.  

شَغَل عبد العزيز فهمي العَديدَ مِنَ المَناصِب القَضائيةِ والسِّياسِية؛ فعَمِلَ مُترجِمًا في نِظَارَةِ الأَشْغال، ومُعاوِنًا لِلإِدارةِ بالدَّقهلِية، وبَعدَها كاتِبًا بمَحْكمةِ طنطا، ثم بِنِيابةِ بني سويف.  
وفي عامِ 1897م عُيِّنَ وَكِيلًا للمُسْتشارِ القَضائيِّ للأَوْقاف، لكِنَّهُ استقالَ مِنْها عامَ 1903م وَفَتَحَ مَكتَبًا لِلمُحامَاة.  
وفي عامِ 1926م تَوَلى رِئاسةَ مَحْكَمةِ الِاسْتِئناف وكان رئيس الاسئناف حينذاك يلقب بـ «شيخ القضاة»، لكِنَّهُ اسْتَقالَ مِنْها بعْدَ أَرْبعِ سَنَوات، كما انْتُخِبَ نائِبا عن دائِرةِ «قويسنا» بالمنوفية، عَقِبَ صُدورِ قانُونِ إِنْشاءِ الجَمْعيةِ التَّشْريعيةِ في يوليو 1913م.  
وكانَ عُضْوًا في حِزْبِ الوَفْد، وتَوَلَّى كَذلِكَ رِئاسةَ حِزْبِ الأَحْرارِ الدُّسْتورِيِّين، ثُمَّ تَوَلَّى وِزارةَ الحَقَّانِيَّةِ (العَدْلِ) في وِزارةِ «زيوار باشا»، ولكِنَّهُ ما لَبِثَ أنِ اسْتَقالَ مِنْها وتَفَرَّغَ لِلمُحامَاة.  
وانْتُخِبَ عُضوًا في مَجْمعِ اللُّغةِ العَرَبيةِ عامَ 1940م، وهو ثاني نقيب للمحامين، وكان أصغر من تولى هذا المنصب.  

عبدالعزيز فهمي مؤلفًا وشاعرًا  
كان عبدالعزيز فهمي من محبي الأدب، وانتخب عضوًا بمجمع اللغة العربية سنة 1940.  
تقدم للمجمع بمشروع لإصلاح الحروف العربية، وكان يقضي وقته في قراءة ما يختار من الكتب القانونية والأدبية، حيث كان من هواه قراءة الشعر ونظمه.  

ومن إنتاج عبدالعزيز فهمي الشعري:  
- مساجلة شعرية مع العوضي الوكيل نشرت بصحيفة الأهرام القاهرية يوم 6 مارس 1950م.  
- دالية مطولة من 336 بيتًا نشرتها لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة سنة 1952م.  
- مساجلة شعرية مع محمد المفتي باشا.  

تَنَوَّعَت إبدعات ومُؤلَّفات عبد العزيز فهمي بَينَ التَّأليفِ والتَّرجَمة؛ حيثُ تَرجَمَ «مُدوَّنة جوستنيان فِي القانُونِ الرُّومانِي» 1946.  
كَمَا أَلَّفَ كِتابَ «هذِهِ حَياتي» (سيرة ذاتية).  

الأوسمة والتكريم  
حصل عبدالعزيز فهمي على العَدِيدَ مِنَ الجَوَائزِ والأَوْسِمة، مِنْها الوِشاحُ الأَكْبَرُ من «نِيشانِ محمد علي».  
أُطلِقَ اسمُهُ عَلَى أَحدِ شَوَارِعِ مِصرَ الجَدِيدةِ، ونُسب إليه خط من خطوط مترو مصر الجديدة.  
رَحلَ عن عالمنا في القاهرة عام 1951م.