صدر حديثاً كتاب "أدب الطفل في الإمارات" الذي يضم أبحاث ملتقى العويس لأدب الطفل في الإمارات والذي نظمته مؤسسة العويس في 15 نوفمبر 2023، وشارك فيه نخبة من المهتمين والعاملين في حقل أدب الطفل.
وتناولت أبحاث الكتاب جملة من القضايا التي تعني بأدب الطفل، ورصدت عالم الطفل أدبياً بعين فاحصة عارفة بالكنز العظيم الذي يختبئ في عالم الأطفال، وكيف استطاع الأدباء أن يصلوا إلى هذا المكان العذب في النفس البشرية منذ الصغر، والكتابة عنها بروح ذكية تراعي الفئة العمرية والفروقات الفردية لكل طفل تتوجه إليه الحكايات والقصص والأشعار.
شارك في الكتاب كل من الدكتور علي الحمادي والذي تحدث عن دور أدب الطفل في ترسيخ الهوية الوطنية، والكاتبة ري عبد العال وتحدثت عن "الخيال والرمز في كتب الأطفال"، والكاتبة ناديا النجار وتحدثت عن "وعي الذات في أدب الطفل في الإمارات"، والدكتورة وفاء الشامسي وتحدثت عن "الرمز والخيال في قصص الأطفال بين المقبول والمرفوض ـ قراءة تحليلية"، والباحثة أمل فرح وتحدثت عن "أقدم ذراع لأدب الطفل في الإعلام ـ المجلة أين؟ وإلى أين؟" والدكتور هيثم يحيى الخواجة وتحدث عن "أدب الطفل بين الحضور والتشتت"، ونشر الكتاب شهادتين لكل من الفنانة والكاتبة فاطمة العامري وتحدث عن "التفاعل ما بين النص والرسم في قصص الأطفال" وشهادة للدكتورة فاطمة المزروعي عن تجربتها في أدب الطفل.
حمل الكتاب الرقم 27 من سلسلة كتب الندوات التي توثق من خلالها مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية جميع الندوات التي تنظمها داخل وخارج الإمارات وتضمن ملحقاً لمعرض الصور الذي أقيم على هامش الملتقى وكذلك تضمن الكتاب أول قصة مصورة للأطفال في الإمارات بعنوان “الفأر المخترع” كتبها ورسمها وأخرجها عبد العزيز خليل المطوع عام 1969. والتي تعد وثيقة تأريخية لأول مجلة مصورة في الإمارات.
وجاء في مقدمة الكتاب "لقد أعطى أدب الطفل للساحة الإماراتية الكثير من الحكايات والقصص وقد حان الوقت للكتابة عنها، بشكل توثيقي وبأقلام عاصرت وعايشت صعود هذا الأدب إلى صدارة الكتابة الإبداعية، خاصة أنه بات هناك عشرات من الذين يكتبون أدب الطفل بشكل مؤثر وبات هناك رسامون وشعراء وغيرهم من العاملين في حقول قريبة من دنيا الطفل يعملون في هذه الصناعة الثقافية".
لذلك كان ملتقى "العويس لأدب الطفل في الإمارات" راصدا لهذه الظاهرة الجميلة والتي تم نشر أبحاثها في هذا الكتاب حيث التنوع والمهنية والتعددية والرأي الحصيف، ناهيك عن الأمثلة والشواهد والمراجع وغيرها من الشواهد التي دعمت النصوص وجعلتها مرجعا لكل من يريد الخوض في هذا المضمار.
ويعبر الكتاب عن واقع حقيقي تعيشه الساحة الإماراتية بالنسبة لأدب الطفل مما يرفعه إلى مصاف الكتب الأكاديمية الرصينة والتي لا غنى عنها في المؤسسات التعليمية والبحثية والمراجع الشخصية لكل باحث ومهتم.