هل يستمر الذهب كوعاء ادخاري آمن في 2025؟.. رؤية شعبة الذهب وتوقعات المحللين
مع بداية عام 2025، يتصدر الذهب المشهد الاقتصادي كأحد أهم الأوعية الادخارية التي يعتمد عليها الأفراد والمؤسسات في مواجهة التقلبات الاقتصادية، وبفضل مرونته كأداة استثمارية وسجلّه التاريخي كملاذ آمن، يستمر الذهب في جذب الانتباه كمخزن للقيمة ووسيلة للتنوع الاستثماري، لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون: هل يستمر الذهب في أداء دوره كوعاء ادخاري آمن؟.
الذهب.. استثمار مرن وسهل التسييل
أوضح المهندس هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الذهب يتميز عن باقي الأصول الاستثمارية بمرونته وسهولة الدخول إليه، متابعا "يمكن لأي مستثمر شراء الذهب بأي قيمة، مهما كانت صغيرة، دون الحاجة إلى رأس مال ضخم، كما أن تحويله إلى سيولة نقدية يتم بسهولة، ما يجعله خيارًا مثاليًا للأفراد الذين يبحثون عن استثمارات غير معقدة".
وأضاف ميلاد خلال حديثه لبوابة "دار الهلال"، أن الذهب يظل ملاذًا آمنًا في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة، حيث يمكنه حفظ القيمة على المدى الطويل، مشيرا إلى أن العقارات، على الرغم من أهميتها، تتطلب التزامات مالية أكبر ولا تتمتع بنفس المرونة التي يوفرها الذهب.
قرار الشراء أو البيع.. يعتمد على احتياجات المستثمر
وفيما يتعلق بتوقيت البيع أو الشراء، أكد ميلاد أن هذا القرار يعتمد بالدرجة الأولى على أهداف المستثمر واحتياجاته، مضيفا "الذهب استثمار طويل الأجل، والاحتفاظ به، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية الحالية، يعتبر الخيار الأمثل للأفراد الذين يرغبون في حماية مدخراتهم من تأثير التضخم وتقلبات السوق".
دور شعبة الذهب في تعزيز الشفافية وحماية المستهلكين
أكد ميلاد أن شعبة الذهب تلعب دورًا حيويًا في دعم السوق، سواء من خلال تقديم المشورة للتجار أو توعية المستهلكين، موضحا أن الشعبة تسعى دائمًا إلى تعزيز الشفافية في السوق عبر إعلان الأسعار بشكل مستمر وتنبيه الجمهور إلى أي تغيرات قد تطرأ.
وأضاف أن الشعبة تعمل على توفير بيئة استثمارية عادلة توازن بين مصلحة التجار والمستهلكين، مشيرًا إلى أن تحسين مستوى الخدمة في محلات الذهب هو أحد أولوياتها الأساسية.
استقرار السوق المحلي رغم التحديات
من جانبه، أكد ناجي فرج، مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية، أن أسعار الذهب في السوق المحلي تشهد استقرارًا نسبيًا رغم تقلبات سعر الدولار، مشيرا إلى أن الذهب يُعتبر استثمارًا ناجحًا حتى في الفترات التي تشهد انخفاضًا مؤقتًا في الأسعار، حيث يعود سريعًا إلى مستويات أعلى، مما يعزز من جاذبيته كأداة استثمارية.
الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية في تزايد
وفي السياق ذاته، أوضح وصفي أمين، رئيس شعبة الذهب الأسبق، أن الإقبال على السبائك والجنيهات الذهبية قد شهد زيادة كبيرة خلال السنوات الأخيرة،"المواطنون باتوا أكثر وعيًا بأهمية الذهب كأداة استثمارية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة"، بحسب وصفي.
وأشار أمين إلى أن هناك توجّهًا لشراء الذهب الخفيف ومنخفض الوزن لتلبية احتياجات مختلف شرائح المستهلكين، بما في ذلك المقبلين على الزواج.
توقعات 2025: ارتفاع أسعار الذهب عالميًا
على الصعيد العالمي، يتوقع محللون أن تصل أسعار الذهب إلى 3,000 دولار للأوقية خلال النصف الثاني من العام المقبل، وأرجعوا هذه التوقعات إلى استمرار الطلب المرتفع من البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة، إلى جانب دور الذهب كأداة تحوط ضد التضخم.
وقالت شانتيل شيفن، رئيسة قسم الأبحاث في "كابيتالايت للأبحاث"، إن السوق في حالة "ترقب وانتظار"، حيث يحاول المستثمرون موازنة تأثيرات التضخم مع المخاطر الجيوسياسية، مؤكدة أن الذهب سيظل محتفظًا بجاذبيته الاستثمارية بفضل استقراره النسبي مقارنة بالأصول الأخرى.
أهمية المعارض والفعاليات لدعم السوق المحلي
تؤكد شعبة الذهب أهمية المعارض كوسيلة لتعزيز التجارة ودعم الصناعة المحلية، حيث وأشار ميلاد إلى أن هذه المعارض لا تقتصر على عرض المنتجات فقط، بل تُعد منصة لتبادل الخبرات وبناء علاقات تجارية قوية بين التجار، مما يساهم في تطوير قطاع الذهب بشكل مستدام.
الذهب.. الخيار الآمن للمستقبل
في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية، يظل الذهب أداة استثمارية أساسية، تتميز بالمرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات. ومع دخول عام 2025، يُجمع الخبراء على أن المعدن الأصفر سيستمر في تقديم قيمة مضافة للمستثمرين، سواء كانوا يبحثون عن الأمان أو العائد طويل الأجل.
موجها نصيحة للمستهلكين"ابدأ استثمارك في الذهب الآن، فالوقت المثالي للشراء دائمًا هو الحاضر".