وزير التعليم العالي: 2024 شهدت نقلة نوعية في البحث العلمي وتعزيز تأثيره المجتمعي والاقتصادي
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن منظومة البحث العلمي والتكنولوجيا في 2024 شهدت نقلة نوعية خاصة في تحسن معدلات أداء المراكز والهيئات البحثية والاستفادة من مخرجات البحث العلمي في تحقيق منتجات ذات تأثير مجتمعي واقتصادي.
وأشار وزير التعليم العالي ، في بيان أصدره اليوم ، إلى نجاح إستراتيجية الوزارة في توجيه الجهود البحثية لتوفير متطلبات المجتمع وتطوير الحلول التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال عام 2024 ، بالإضافة إلى دعم جهود الابتكار وريادة الأعمال والبحث العلمي وتوجيه الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع ومواجهة التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أهمية البحث العلمي والابتكار في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع، مُشيرًا إلى الدور المحوري للوزارة في دعم البحث العلمي والابتكار في مصر من خلال التمويل التنافسي لمشروعات البحث العلمي، وتعزيز التعاون الدولي.
ونوه إلى دعم الوزارة للباحثين المصريين، وعمل الشراكات المحلية والدولية بأقاليم مصر السبعة، فضلًا عن تشجيع التعاون بين الباحثين المصريين والباحثين والخبراء الأجانب في العديد من الدول؛ لتطوير مجال البحث العلمي وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال وربط المنتج البحثي بالصناعة، وتوجيه الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع، ومواجهة التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي، والذي يأتي ضمن أولويات الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.
ومن جانبه، استعرض الدكتور حسام عثمان نائب وزير التعليم العالي لشئون الابتكار والبحث العلمي جهود المراكز والمعاهد والهيئات البحثية في تحقيق العديد من الابتكارات العلمية خلال عام 2024، ومنها إعلان المركز القومي للبحوث، نجاح المركز في اكتشاف مُخصب حيوي يزيد من إنتاج المحاصيل الزراعية، والمُنتج مصري 100%، كما أنه سهل التحضير والتطبيق وعالي الكفاءة والمردود الإنتاجي والاقتصادي، فضلًا عن كونه أحد مُنتجات المركز القومي للبحوث التطبيقية، ويعمل على تثبيت النيتروجين في التربة ويساعد في رفع كفاءة وفعالية الكائنات الدقيقة، ويوفر 50% من الأسمدة غير العضوية في الزراعة، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى زيادة الإنتاج بنسبة تصل إلى 40%، كما يفيد النباتات في تسريع الإنبات والإزهار والنمو الثمري وتثبيت العقد.
وأشار إلى قيام فرع المعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية بتركيب عدد من محطات القياس والرصد اللحظي لمنسوب سطح البحر وقياس المد والجذر، بالإضافة إلى محطة للرصد الجوي لبيانات الطقس التي تم تثبيتها على الرصيف البحري للمعهد، كما تم تثبيت وتشغيل محطة رصد GNSS لاستقبال ومعالجة بيانات النظام العالمي لتحديد المواقع.
وفي مجال الفلك، أكد أنه تم الانتهاء من مرحلة تركيب أجهزة اختبارات المواقع لمشروع إنشاء المرصد الفلكي الجديد "سيناء"، الذي يُعد من المشروعات القومية التي تتبناها مصر خلال الفترة الحالية، والتي يقوم المعهد بالعمل على تنفيذه ليكون بديلًا عن مرصد القطامية الحالي والمستمر في عمله بما يتبعه من محطات رصد، ويعتمد المرصد الجديد على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في مجال علوم الفلك، وسيتم تزويده بمنظار فلكي بمرآة قطرها 6.5 متر ليكون هو الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، مما يُعزز من قدرات مصر في الرصد الفلكي، والقيام بمزيد من الاكتشافات الفلكية.
وفي إطار التعاون المثمر مع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، أوضح أنه تم الإعلان عن فوز ٢٨ مشروعًا ضمن مُبادرة التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار، حيث شاركت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مُبادرة التحالفات العربية للبحث والتطوير والابتكار.
ولفت إلى مشاركة الهيئة القومية للاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء، في المؤتمر الدولي لشبكات البحث العلمي والتعليم eAGE24 بتونس، وفي اجتماع المائدة المستديرة الثاني للمنتدى الإفريقي لوكالات حماية البيئة، كما استضافت المؤتمر الدولي الإفريقي الثالث للزراعة الدقيقة، والذي عُقد بالتوازي في 10 دولة إفريقية (مصر، كينيا، زمبابوي، غانا، المغرب، نيجيريا، إثيوبيا، بنين، كوت ديفوار، جنوب إفريقيا)، وكذلك شاركت الهيئة في المُلتقى الأول لنظم المعلومات الجغرافية بالجامعة المصرية الصينية، فضلًا عن قيام الهيئة بتدريب 3 آلاف طالب وطالبة في مجالات العلوم المختلفة.
ونوه الى حصول شركة Vertechx المدعومة بحاضنة أعمال الاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء، والمُمولة من البرنامج القومي للحاضنات التكنولوجية "انطلاق" بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا على المركز الثاني، وجائزة مالية في مسابقة Climate Launchpad لعام 2024، حيث تُعد هذه المسابقة الدولية الأكبر في العالم التي تُركز على الابتكارات الخضراء؛ بهدف دعم الأفكار التي تُسهم في مواجهة التغير المناخي من خلال حلول مُبتكرة ومُستدامة منذ انطلاقها في عام 2014، وشهدت المسابقة مشاركة أكثر من 50 دولة، مما يجعلها المنصة الأكبر عالميًا للأفكار البيئية الريادية.
وفي إطار تكثيف الاهتمام بالتعاون الدولي بين المؤسسات التعليمية والبحثية المصرية ونظيرتها الأجنبية، أكد نائب وزير التعليم العالي نجاح المراكز البحثية في تحقيق العديد من الإنجازات المتميزة من بينها مجال علوم البحار، حيث نظم المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، النسخة الأولى من المؤتمر الصيني الإفريقي الأول لعلوم البحار والتكنولوجيا.
كما نظم معهد "تيودور بلهارس للأبحاث"، بالتعاون مع كلية الطب جامعة القاهرة، ومستشفى بوجون الفرنسية، وجامعة باريس سيتيه، المؤتمر المصري الفرنسي الثاني عشر لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، كما حصل البنك الحيوي بقسم المناعة بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث على عضوية شبكة البنوك الحيوية التابعة للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، لدعم جهود البنك في تطوير الأدوية من خلال توفير عينات للاختبارات قبل السريرية، والمساهمة بدور فعّال في علم الصيدلة الجيني، وتصميم العلاجات بناءً على التركيب الجيني للفرد، بالإضافة إلى اعتماد ثلاثة أقسام طبية بمستشفى معهد تيودور بلهارس من قبل الزمالة المصرية وهي(قسم الجهاز الهضمي والكبد، وقسم الرعاية المركزة، وقسم الكلى).
وأشار الدكتور حسام عثمان إلى جهود مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، في مشروع أولمبياد الشركات الناشئة 2024، بدعم من صندوق رعاية المُبتكرين والنوابغ، وبالتنسيق مع مكتب نقل التكنولوجيا والابتكار، ونادي ريادة الأعمال، لتنفيذ البرنامج التدريبي نحو تعزيز قدرات الطلاب، والباحثين من المدينة.
وسلط الضوء على نجاح معهد بحوث الإلكترونيات في توطين منظومة تصوير بانورامي ثلاثي الأبعاد، وتصميم جولة افتراضية باستخدام تقنية الواقع الافتراضي عبر نظاراتMeta Quest 2 والتصوير البانورامي ثلاثي الأبعاد يُعد أداة قوية وفعالة في العصر الرقمي، حيث يستخدم لعرض إمكانيات المعهد والتسويق له بشكل مرئي وتفاعلي.
وأشار نائب وزير التعليم العالي إلى أن معهد بحوث الإلكترونيات قدم دعمًا شاملاً لرواد الأعمال والشركات الناشئة في 2024 ، حيث يضم المعهد أكثر من 230 خبيرًا و28 مختبرًا مجهزًا بأحدث التقنيات؛ بهدف تقديم خدمات متنوعة؛ ويهدف البرنامج الذي ينطلق من مقر مدينة الإلكترونيات التابعة للمعهد إلى دعم الشباب، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار، من خلال تقديم منح لدراسة مجالات (الخلايا الشمسية، الميكروإليكترونكس، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني)، فضلًا عن إطلاق مبادرة "ابدأ مشروعك الخاص لتأسيس شركتك" لدعم الأفكار الإبداعية والنماذج الأولية، والتي تهدف إلى تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع واقعية.
ولفت إلى تحقيق المعهد المركز الأول في نهائي الدوري المصري لريادة الأعمال، حيث أن المشروع الفائز يعمل على تطوير بطاريات ليثيوم أيون قابلة لإعادة الشحن، تستخدم مواد صديقة للبيئة، أطول عمرًا، تعمل بكفاءة في درجات الحرارة العالية، وأرخص سعرًا، ويعزز من أداء ومتانة البطاريات في الظروف المناخية الصعبة.
ونوه الدكتور حسام عثمان إلى تحقيق معهد بحوث الإلكترونيات إنجاز جديد يسجل للمرة الأولى بحصوله على شهادة اعتماد الجودة ISO/IEC 17025:2017 لثلاثة معامل مركزية من المجلس الوطني للاعتماد إيجاك من بين 28 معملٔا بالمعهد، كما حصل المعهد مؤخرًا على شهادة الأيزو 14001:2015 لمعايير نظام إدارة البيئة، وكذلك شهادة الأيزو 45001:2018 لإدارة السلامة والصحة المهنية، وحصل المعهد على اعتماد مركز التدريب التابع له، ليصبح مركز تدريب حكومي معتمد على المستوى القومي من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بالإضافة إلى قيام لجنة الجودة بالمعهد بتطوير نظام الجودة.
وبدوره، أكد الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الفترة الماضية شهدت تطوراً كبيرًا في تحول مخرجات البحث العلمى إلي منتجات ذات تأثير مجتمعي واقتصادي، وتعد هذه المنتجات ركيزة أساسية للتقدم والتنمية، بما يتماشى مع إستراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وأهداف التنمية المُستدامة ورؤية مصر 2030، لافتًا إلى نجاح منظومة البحث العلمي خلال عام 2024 في تحقيق العديد من الإنجازات المتميزة، مما يسهم في دعم عجلة التنمية من خلال تلبية الاحتياجات البحثية والمشروعات الوطنية والعمل علي زيادة الصادرات والحد من الاستيراد.