مقهى النوفرة بدمشق.. تاريخ يمتد لأكثر من 500 عام
تظل المقاهي المصرية والعربية بمثابة ملتقى لأبرز الشخصيات الثقافية والفكرية في مختلف المجالات، من الأدب والفن إلى السياسة والاقتصاد، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي، حيث يمثل المقهى أكثر من مجرد مكان للتسلية أو الاسترخاء، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة.
ونستعرض أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي مما لهم من تاريخ وأثر.. مقهى النوفرة بدمشق
يُعد مقهى النوفرة بدمشق من أقدم المقاهي في العاصمة السورية، حيث يتجاوز عمره الـ 500 عام، يقع المقهى في حي النوفرة، الذي كان يُعتبر من أجمل أحياء دمشق في العصور الوسطى.
يتكون المقهى من صالة داخلية بمساحة 60 مترًا مربعًا، تتسع لـ 24 طاولة، يجلس على كل منها 4 أشخاص، كما يتضمن صالة خارجية بمساحة 30 مترًا مربعًا، تتسع لـ 12 طاولة، يجلس على كل منها شخص واحد.
ما يميز المقهى هو جمال عمارته العريقة وساحته المرصوفة بأحجار البازلت السوداء، بالإضافة إلى موقعه الفريد الذي يطل على الجهة الخلفية الجنوبية للجامع الأموي، كما تتميز جميع حارات دمشق القديمة بتفرعها من عند هذا المقهى.
يقع بجوار المقهى دار تُسمى "دار النوفرة"، التي كانت تُدار فيها أمور الحكم الأموي، ويوجد في الدار غرفة نقشت عليها عبارة "هنا أقام الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز"، الدار حاليًا مقفلة.
سُمّي المقهى بالنوفرة نسبةً للنافورة التي كانت تتدفق بارتفاع 4 إلى 5 أمتار في بحيرة مجاورة للمكان، توقفت النافورة عن التدفق بعد توقف نهر "يزيد" الذي كان يغذيها عن الجريان منذ 50 عامًا. فيما مضى، كان يُطلق على المقهى اسم "نادي الكورسال" لفناني السينما.