كشفت دراسة نشرت على موقع " Medical Xpress"أن العلاقات الأسرية المستقرة تساهم في بناء شخصية سعيدة، وخاصة الصحة العقلية للأفراد في مرحلة البلوغ، فعندما تكون العلاقات إيجابية، يشعر الأفراد بالدعم والقبول، مما يعزز الثقة بالنفس والإحساس بالأمان العاطفي.
كما أن العلاقات القريبة والمتفاهمة تقلل من مستويات التوتر والقلق، وتوفر بيئة داعمة تسمح للأفراد بالتعبير عن مشاعرهم ومشاكلهم بحرية، دون خوف من الانتقاد.
وتوصل الباحثون أن الأشخاص الذين نشأوا في بيئات أسرية دافئة وداعمة، قد يتمتعون بصحة عقلية ورفاهية أفضل في مرحلة البلوغ، مع تأثيرات إيجابية واضحة في جميع البلدان التي شملتها الدراسة، وأتضح أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية في البلدان النامية أو ذات الدخل المنخفض، مثل الفقر أو النزاعات الاجتماعية، تؤثر على هذه العلاقة وعلى رفاهية الأفراد بشكل عام.
كما أظهرت الدراسة أن العلاقات القوية توفر أيضًا نموذجًا إيجابيًا للأجيال القادمة، حيث يتعلم الأطفال والمراهقون كيفية التعامل مع المشاعر والصراعات بطرق صحية، والنموذج الإيجابي للعائلة المترابطة يعزز التواصل الجيد، مما يساعد في بناء شخصيات مستقرة وواثقة، لأنهم يمنحون فرصة لفتح قنوات التواصل المفتوحة، قضاء الوقت معًا، واحترام اختلافات الآخرين، هي من الطرق الفعّالة لتعزيز العلاقات.
ويرى الباحثون أن العلاقات بين أفراد الأسرة تتأثر بعدة عوامل وأهمها:
العوامل النفسية:
حيث تؤثر الحالة النفسية لكل فرد داخل الأسرة بشكل كبير على هذه العلاقات، والفروقات في الشخصيات تُلعب دورًا محوريًا، حيث يمكن أن تتسبب الشخصيات المتضاربة في نشوء صراعات داخل الأسرة.
العوامل الاجتماعية:
فالترابط الاجتماعي، العادات والتقاليد الأسرية، والأدوار المجتمعية تُؤثر بشكل مباشر على العلاقات، وقد يكون للأسرة الممتدة، كالجد والجدة، دور إيجابي أو سلبي في تعزيز أو توتير العلاقات.
العوامل الاقتصادية:
الوضع الاقتصادي للأسرة يُعتبر من أكبر المؤثرات على العلاقات بين أفرادها، فالضغوط المالية تزيد التوتر داخل الأسرة، على عكس استقرار الوضع المادي والذي يُساهم في خلق بيئة هادئة ومحفزة لتحسين العلاقات الأسرية.