في يوم ميلاد سمير صبري.. فنان بدرجة إنسان ومتعدد المواهب
تظل ذكرى ميلاد الفنان القدير سمير صبري حاضرة بقوة في وجدان محبيه، فهو رمز فني متكامل جمع بين التمثيل، الغناء، وتقديم البرامج بأسلوب استثنائي يصعب تكراره.
ومع حلول هذا الشهر، نستعيد ذكرى ميلاد هذا النجم الذي أضاء سماء الفن المصري لعقود طويلة وخلّف إرثًا فنيًا خالدًا.
ولد سمير صبري في 27 ديسمبر 1936 بمدينة الإسكندرية، التي أثّرت بوضوح على شخصيته المرحة وذوقه الرفيع، نشأ في أسرة متوسطة الحال وفّرت له مقومات النجاح، لتنمو داخله بذرة الشغف بالفن منذ الصغر.
كان حلمه منذ البداية أن يكون من صناع البهجة في مصر، وهو حلم تحقق بأسلوب فريد على مرّ السنين.
في شبابه، انتقل إلى القاهرة حيث تعرّف على أجواء الفن الراقية في حقبتي الخمسينيات والستينيات، موهبته الثقافية والفنية ازدهرت بفضل التحاقه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، التي ساعدته على تطوير شخصيته ومهاراته، خاصةً إتقانه للغتين الإنجليزية والفرنسية، وهي قدرات وظّفها لاحقًا ببراعة خلال مسيرته.
لم يكن سمير صبري فنانًا عاديًا بل تجسيدًا للفنان المتعدد المواهب، انطلق مشواره من عالم تقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، حيث تألق بفضل صوته المميز وثقافته الموسوعية.
و يُعد برنامجه الشهير "النادي الدولي" علامة فارقة في حياته المهنية؛ فقد استطاع عبره تقديم العديد من الوجوه الشابة للجمهور المصري.
أما في السينما، فقد صنعت أدواره المتنوعة بين الكوميديا، الدراما والرومانسية محطة خاصة لدى الأجيال المختلفة، شارك بأكثر من 150 فيلمًا، وكان من أشهر أعماله "البحث عن فضيحة"، "حب وكبرياء"، و"جحيم تحت الماء".
ولم يقتصر إبداعه على السينما فحسب، بل ترك بصمة واضحة أيضًا في المسرح والتلفزيون بأعمال أثرت في الجمهور لسنوات.
إلى جانب التمثيل، برزت جوانب أخرى من موهبة سمير صبري، حيث كان مطربًا مميزًا أضفى أجواء من البهجة على أعماله الفنية، أغاني مثل "سكر حلوة الدنيا سكر" أصبحت معروفة بشخصيته المرحة والعفوية، وعكست جانبًا مبهجًا من حياته الفريدة.
سمير صبري لم يكن مجرد فنان؛ كان حالة استثنائية جمعت بين التنوع والإبداع، تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا وفنيًا محفورًا في ذاكرة الفن المصري