أتاح ظهور منصات التواصل الاجتماعي للأفراد فرصة استعراض مواهبهم والوصول إلى الشهرة في فترة زمنية قصيرة نسبيًا.

ومن بين هذه المنصات التي لاقت رواجًا كبيرًا في مصر تأتي TikTok، بفضل واجهته البسيطة وسرعة انتشاره،  أصبح التطبيق وجهة مفضلة للعديد من الفنانين والمشاهير الذين استخدموه كنافذة جديدة للتواصل مع جمهورهم، ومنهم أمثال مها أحمد، وريكو، ومروة عبد المنعم.

بعد أن ابتعدوا عن الشاشة نتيجة تراجع الفرص في الأعمال الفنية وإغلاق الدراما أبوابها أمامهم، لجأ هؤلاء الفنانون إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة بديلة، بأدوات بسيطة مثل كاميرا هاتف محمول وإضاءة منزلية، بدأوا تصوير مقاطع تعكس مواهبهم سواء كانت تمثيلية أو ذات طابع يومي واقعي، وكان الهدف واضحًا: الاستمرار في الظهور أمام الجمهور للحفاظ على شعبيتهم وتاريخهم الفني، مع تحقيق دخل يساعدهم على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة التي تواجههم بعيدًا عن الأضواء.

برزت مها أحمد، التي يطلق عليها البعض "ملكة التيك توك"، كواحدة من أبرز النجوم على المنصة. محققة نجاحًا ملحوظًا من خلال محتواها الكوميدي الذي جذب أكثر من 10 ملايين متابع.

وكانت هذه الخطوة نقطة تحول كبيرة في حياتها، إذ لم تكتف بجذب الجمهور عبر الإنترنت، بل استطاعت أيضًا العودة للأضواء عبر استضافتها في برامج تلفزيونية بارزة، مما فتح لها أبوابًا جديدة في مجال الترفيه.

أما الشاب الموهوب ريكو، فقد استطاع استغلال TikTok لبناء قاعدة جماهيرية واسعة بفضل أدائه الغنائي المميز وشخصيته الجذابة،  نجاحه على هذه المنصة جعله ملفتًا لأنظار كبار صناع الموسيقى في مصر، مما مهد له الطريق نحو تحقيق حلمه بأن يصبح مغنيًا محترفًا.

ولم يقتصر استخدامه للمنصة على عرض موهبته فقط، بل استغل شعبيته للمشاركة في إعلانات تجارية لعلامات بارزة، معززًا مكانته في المشهد الإعلامي.

من جهة أخرى، اختارت الفنانة مروة عبد المنعم أيضًا الانضمام إلى TikTok لتقدم مقاطع قصيرة تعوض بها غيابها عن الساحة الفنية.

ورغم تحفظها عند التحدث عن أسباب ذلك، عبّرت عن أملها في العودة قريبًا بمشروع فني جيد دون الخوض في تفاصيل حياتها الشخصية أو إثارة أي جدل.

على نفس الخطى، اتجه الفنان الشاب فادي خفاجة إلى المنصة ذاتها ليعبر عن أزمته النفسية الناتجة عن قلة الفرص الفنية المعروضة عليه. في فيديو أثار تعاطف الجمهور بشكل واسع، تحدث عن شعوره بالإحباط ولجوئه إلى TikTok كوسيلة لاستعادة التواصل مع متابعيه ورسم طريق جديد للتعبير عن ذاته، وبعد ذلك لجأ إلى الظهور في فيديوهات التيك توك حتى لا ينسا جمهوره 

TikTok لم يكن مجرد مساحة لإظهار المواهب أو تقديم المحتوى الترفيهي، بل بات بمثابة طاقة أمل وفرصة ثانية لمن غابوا عن الأضواء؛ منصة تعيد إحياء العلاقة بين الفنانين وجمهورهم في عصر تغيرت فيه قواعد اللعبة الإعلامية