رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أم كلثوم.. سيدة الشمس والألف ليلة

30-12-2024 | 18:19


أم كلثوم

فاطمة الزهراء حمدي

في قلب التاريخ العربي، وقفت كوكب الشرق بصوتها الخالد متجاوزة حدود الزمان والمكان، لتصيغ معاني الحب والفقد والانتصار في أوتار الموسيقى، وشكلت أسطورة حيه في وجدان الشعوب العربية أجمع، وساهمت صاحبة الحنجرة الذهبية بالكثير من المعاني الشجية في أوقات عصيبة مرت بها مصُرنا الغالية، حين تبرعت بمقابل حفلاتها في أثناء الحرب لصالح جيشنا العظيم، وقدمت رسالتها الفنية علي أكمل وجه مدافعه عن معاني فنها بكل قوة، وتزخر مسيرتها بالكثير من الأغاني والأعمال الوطنية، التي تركت بصمةً فنيًا واجتماعيًا، وقــف الخلــق ينظـرون جميعــا... كيف أبني قواعد المجد وحدي" إحدى كلمات أغانيها التي شدت بها، وصدحت في سماء الوطن العربي، فأطربت آذاننا وغذت أرواحنا، وبنت مجد السيدة المصرية العظيمة الست أم كلثوم.

أم كلثوم

سطع في مثل هذا اليوم ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم في 31 ديسمبر 1898م بمحافظة الدقهلية بالخديوية المصرية وحسب السجلات المدنية في 4 مايو 1908م، بقرية طماي الزهايرة، مركز السنبلاوين، محافظة الدقهلية، واسمها الحقيقي فاطمة ابنه الشيخ ابراهيم السيد البلتاجي، الذي كان مؤذن القرية، عمل والدها في الإنشاد الديني.

تعلمت أم كلثوم بكتاب القرية وحفظت القرآن الكريم، وتمكنت من حفظ القصائد والتواشيح، وذلك في أثناء استماعها لوالدها وهو يلقنها على أخيها حتى حفظتها ورددتها بصوتها العذب فاستمع إليها والدها وانبهر بها فجعلها تغني في حفل حضر به 15 فردًا وحصلت على طبق مهلبية كأول أجر لها.

قدمت أم كلثوم العديد من الحفلات، وبدأت في كسب آجرها المادي، وتساعد والديها حتى جاءت إلى مدينة القاهرة وغنت أمام عز الدين يكن باشا وفاتن حمامة وأعجبا بها بشدة وأعطتها فاتن خاتما ذهبيا وثلاث جنيهات أجراً لها، ونالت تفاعلًا كبيرًا من قبل الجمهور وقتها.

جاءت أم كلثوم إلى القاهرة مرة أخرى، بناء على نصيحة الشيخ أبو العلا محمد، ثم قدمها إلى أحمد رامي وغنت إحدى قصائده، فآمن بموهبتها وتولى تعليمها من حيث أصول اللغة والشعر، حتى تطور مستواها، تولى القصبجي تعليمها المقامات الموسيقية والعود ولحن لها مجموعة من الأغاني، وبعدما غنت طقطوقة "قال إيه حلف ما يكلمنيش" والتي كانت من الحان محمد القصبجي.

كون القصبجي لأم كلثوم، أول فرقة موسيقية وأول تخت موسيقي، حتى غنت أول مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الآسية"، وحققت الأسطوانة أعلى مبيعات وقتها لتكون تلك بداية الشهرة، وزادت أكثر بعد بدء إرسالها إلى الإذاعة المصرية عام 1934.

غنت أم كلثوم حوالي 700 أغنية ومنها: انت عمري، ألف ليلة وليلة، أنساك، سيرة الحب، أمل حياتي، وغيرهم، كما لحن لها أشهر ملحني عصرها أمثال: أبو العلا محمد وزكريا أحمد، رياض السنباطي، محمد القبصجي، محمد عبد الوهاب، محمد الموجي، بليغ حمدي، كمال الطويل وغيرهم.

أطلق على أم كلثوم، العديد من الألقاب ومنها: ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب.

ومن المتعارف عليه، تقديم أم كلثوم الكثير لمصر، حيث دافعت عنها بصوتها، حيث قدمت العديد من الحفلات الفنية في الدول العربية والأوروبية، حتى أصبحت سفيرة الفن العربي في أوروبا، فغنت "مصر التي في خاطري وفي فمي.. أحبها من كل روحي ودمى" والتي كانت من كلمات أحمد رامي، ولها من الشعر القديم لحافظ ابراهيم "وقف الخلق ينظرون جميعاً.. كيف أبني قواعد المجد وحدي".

قدمت أم كلثوم حوالي 6 أفلام مثل: فيلم وداد وقد حقق هذا الفيلم نجاحاً كبيرا، نشيد الأمل، دنانير، سلامة، وفاطمة.

نالت أم كلثوم العديد من التكريمات ومنها: وسام الرافدين من قِبل الحكومة العراقية في 1946 وهو أعلى وسام يمنح في العراق، ووسام النهضة من ملك الأردن عام 1955، فضلا عن ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس هاشم الأتاسي، وسام الجمهورية من رئيس تونس بورقيبة عام 1968، في عام 1959 وسام الأرز برتبة كوماندوز من رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي.

رحلت صاحبة الحنجرة الذهبية أم كلثوم في 3 فبراير 1975 بعد صراع مع المرض وتركت إرثًا غنائيًا كبيرًا.