صاحب واقعة «القط الشهيرة».. أُثر تطبيق الشريعة الإسلامية في التربية الأخلاقية
بقرية نجريج، في محافظة طنطا، حيث يقطن الشاب محمود نجاح أبو زينة البالغ من العمر 21 عاما، والذي اعتاد الاهتمام بالحيوانات الأليفة من قطط أو طيور مثل الحمام أو غير ذلك، بطيبة قلبه وتصرفاته العشوائية، مرضت إحدى القطط أمامه مرضا خبيثا، وذلك دفعه إلى أن يتجه من محافظته طنطا ليقطع ما يقارب من 100 كليومتر لمدة 14 يوما بحثا عن علاج لها.
وظل محمود نجاح يتجول بالقط من عيادات مستشفى القصر العيني، إلى شتى العيادات البيطرية، لكي يجد للقط ما يخفف عن آلامه، وقد انتشرت صورة على مواقع التواصل الإجتماعي بكثافة في الفترة السابقة، ليكون مثالا على نادرا في هذا الزمان على الإنسان الرحيم بالمخلوقات.
وقد تحدث والده عن أن محمود من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو لا يستطيع أن يجد حيوانا يتألم إلا وقد حاول أن يخفف من معاناته، وأوضح أن تلك القطه ليس ملكه على الإطلاق، مما زاد حير المتابعين لقصة ابنه.
وأكمل: أن ابنه البالغ من العمر 21 والذي ظهر في العديد من صور مواقع التواصل الإجتماعي بالزي الأزهري، أنه قد تعلم في الأزهر الشريف حتى انهى المرحلة الإعدادية، ثم توجه بعد ذلك إلى مدرسة تجارية، حتى حصل على مؤهل "دبلوم تجارى" ولكنه مايزال محتفظ بزي الأزهر الشريف لحبه الشديد وتعلقه به.
وفي الدين الإسلامي، يعتبر رحمة الإنسان بالحيوان وتوفير الرعاية له من القيم النبيلة التي تشجع عليها الشريعة، وإذا كان شخص ما يحمل قطته كمحمود ويقطع مسافات كبيرة لعلاجها، فإنه يمكن تفسيره من منظور ديني على أنه عمل من أعمال الرحمة والتعاطف، وهي من الصفات المحمودة في الإسلام.
وورد في الحديث الشريف، النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "في كل كبد رطبة أجر"، مما يعني أن العناية بالحيوانات وتوفير احتياجاتها يعكس إيمان الفرد وعطفه، وكذلك، فإن الشريعة تدعو إلى المعاملة الحسنة مع جميع الكائنات الحية، سواء كانت إنسانًا أو حيوانًا.
وأيضا يوجد دلالات من الدين المسيحي على أهمية رعاية الحيوان واللطف بهم، ففي سفر الأمثال 12:10، يقول الكتاب المقدس: "الصديق يرحم نفس بهيمته"، وهذا يشير إلى أن الصالحين هم الذين يعاملون الحيوانات برفق ورحمة، وفي رسائل بولس الرسول، خصوصًا في غلاطية 5:22-23، يُذكر أن الرحمة هي من ثمار الروح القدس.
وتقديرا لما فعله الشاب محمود نجاح، استقبله وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، اليوم الأربعاء، هو وأسرته في مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، في لقاء يحمل أسمى معاني الإنسانية والتقدير.
وأشاد الوزير بالموقف الإنساني الذي جسّده الشاب محمود رغم كونه من ذوي القدرات الخاصة، حين سافر من مركز بسيون إلى القاهرة لعلاج قطته المصابة، متحملًا مشقة السفر.
وأثنى الوزير على هذا التصرف النبيل، مشيرًا إلى أن محمود يمثل نموذجًا مُشرِّفًا للشباب المصري المتحلي بالقيم الراقية، وأضاف الوزير مازحًا: "نحن نتشارك في حب القطط".
وقد تكفل الوزير بالعلاج الكامل لمحمود في مستشفى الدعاة، بما يشمل جميع العمليات الجراحية التي قد يحتاجها، دعمًا له ولإبراز موقفه المشرف، كما قدّم له دعمًا ماليًا قدره 20 ألف جنيه من باب البر، بهدف إدخال السرور إلى قلبه.
واختتم الدكتور أسامة الأزهري اللقاء بتوجيه التحية إلى أسرة محمود لدورها في غرس القيم الإنسانية الرفيعة في نفوس أبنائها، مؤكدًا أن الرحمة بالحيوان والإنسان على حد سواء هي من أسمى القيم التي يدعو إليها الإسلام.