طه حسين والشعر الجاهلي.. رؤية نقدية للمستشرق السويسري ويدمار
نشرت مجلة الهلال في عددها الصادر بتاريخ 1 مايو 1931 لقاءً جمع بين محمود تيمور، أحد أبرز رواد الأدب الحديث، اشتهر بتفوقه وبراعته في كتابة القصة القصيرة، وصديقه السويسري المستشرق ج. ويدمار، جاء اللقاء تحت عنوان "مستشرق يعشق اللغة العربية ويفضلها على جميع اللغات بلا استثناء".
أعرب ويدمار خلال اللقاء عن رأيه في عميد الأدب العربي، طه حسين، قائلاً: "أحبه جدًّا، وقد قرأت الكثير من الشعر الجاهلي"، ومع ذلك، أبدى اعتراضه على كتاب "في الشعر الجاهلي" موضحًا: "مع احترامي لفكرة الدكتور طه حسين، لا أوافقه عليها، وأرى أن كثيرًا من الشعر الجاهلي أصيل جدًّا، إلا أنني أعترف بأنه لا يوجد فيه شيء زائف، يتيسر للمتضلع في اللغة والأدب تمييزه عن الحقيقي".
وأشار إلى الفرق الشاسع بين الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي من حيث الصياغة والتخيل، وانتقاء الجمل والعبارات، والتعبير عن البيئة وما شابه ذلك، وأضاف أن نظرية الشك مفيدة، لكنه يرى أن الدكتور طه حسين بالغ في تطبيقها على الشعر الجاهلي.
وعن رأيه إجمالاً في عميد الأدب العربي طه حسين، قال ويدمار: "قرأت له كتاب "في ذكرى أبي العلاء" وأعجبت به، يتضح لي أن الدكتور واسع الاطلاع وبحاثة كبير، وأسلوبه مستملح ولطيف، وقد قام بمجهود كبير ودراسة عميقة في سبيل تأليف هذا الكتاب".