رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"أسوشيتيد برس": الهدنة الهشة بين حزب الله وإسرائيل "قائمة" رغم الخروقات

4-1-2025 | 15:11


لبنان

دار الهلال

رأت وكالة (أسوشيتيد برس) الأمريكية، اليوم السبت، أن الهدنة الهشة بين إسرائيل وحزب الله صمدت لأكثر من شهر، رغم أنه من غير المُرجح أن يتم الإيفاء ببنودها بحلول الموعد النهائي المُتفق عليه.

وأشارت الوكالة إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السابع والعشرين من نوفمبر الماضي لوقف الحرب نص على إلزام حزب الله بإلقاء سلاحه على الفور في جنوب لبنان ومنح إسرائيل مهلة ستين يومًا لسحب قواتها من هناك وتسليم السيطرة للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة . 

وحتى الآن، انسحبت إسرائيل من بلدتين فقط من عشرات البلدات التي سيطرت عليها في جنوب لبنان، وواصل جيشها ضرب ما قال إنها قواعد تابعة لحزب الله، الذي يتهمه بمحاولة إطلاق الصواريخ ونقل الأسلحة قبل مُصادرتها وتدميرها. 

وسلطت الوكالة الضوء على تهديد حزب الله، الذي تقلصت قوته بشكل كبير خلال ما يقرب من 14 شهرًا من الحرب، باستئناف القتال إذا لم تسحب إسرائيل قواتها بالكامل بحلول الموعد النهائي الذي يبلغ 60 يومًا . 

ومع ذلك، وعلى الرغم من الاتهامات من كلا الجانبين بشأن مئات الخروقات لوقف إطلاق النار، فمن المرجح أن تصمد الهدنة، كما يقول المحللون. واعتبرت الوكالة أن هذا خبر جيد لآلاف العائلات الإسرائيلية واللبنانية النازحة بسبب الحرب والتي لا تزال تنتظر العودة إلى ديارها. 

وقال فراس مقصد، بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن: "إن اتفاق وقف إطلاق النار غامض إلى حد ما ومفتوح للتأويل"، وأضاف أن هذه المرونة قد تمنحه فرصة أفضل للصمود في مواجهة الظروف المتغيرة، بما في ذلك الإطاحة ببشار الأسد، بعد أيام فقط من سريان وقف إطلاق النار. 

وأعادت الوكالة الأذهان إلى أن حزب الله بدأ في إطلاق الصواريخ على إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، في اليوم التالي لشن حماس هجوم "طوفان الأقصى" على إسرائيل، والذي أشعل حرب إسرائيل المستمرة على قطاع غزة منذ ذلك الحين. وقتلت الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية أكثر من 4000 شخص في لبنان، بما في ذلك مئات المدنيين، وفي ذروة الحرب، نزح أكثر من مليون لبناني. 

وأجبرت صواريخ حزب الله نحو 60 ألف شخص على النزوح من منازلهم في شمال إسرائيل، وأسفرت عن مقتل 76 شخصًا في إسرائيل، بما في ذلك 31 جنديًا. كما قُتل ما يقرب من 50 جنديًا إسرائيليًا خلال التوغل داخل لبنان. 

وأعادت الوكالة التذكير ببنود الاتفاق، وقالت إنه نص على وقف حزب الله وإسرائيل العمليات العسكرية "الهجومية"، مع حرية كل منهما على التصرف دفاعًا عن النفس، رغم أنه ليس من الواضح تمامًا كيف يمكن تفسير هذا المصطلح. 

وكلف الاتفاق الجيش اللبناني بمنع حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى من شن هجمات على إسرائيل، وطالبه بتفكيك منشآت حزب الله وأسلحته في جنوب لبنان، مع إمكانية التوسع في تنفيذ ذلك في بقية لبنان في نهاية المطاف، رغم أن هذا الأمر ليس صريحا في اتفاق وقف إطلاق النار. 

وتتولى الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ولبنان وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، والمعروفة باسم اليونيفيل، مسؤولية الإشراف على تنفيذ الاتفاق. 

وقال المحلل مقصد إن "السؤال الرئيسي ليس ما إذا كان الاتفاق سيصمد، بل ما هي النسخة التي سيتم تنفيذها منه". 

وتساءلت الوكالة عما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار يتم تنفيذه فعلا، وقالت إن حزب الله أوقف إلى حد كبير إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، وتوقفت إسرائيل عن مهاجمة حزب الله في معظم مناطق لبنان، وإن كانت تشن غارات جوية منتظمة على ما تقول إنها مواقع لمسلحين في جنوب لبنان وفي وادي البقاع. 

وانسحبت القوات الإسرائيلية حتى الآن من بلدتين في جنوب لبنان - الخيام وشمع، لكنها لا تزال منتشرة في حوالي 60 بلدة أخرى، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، ولا يزال هناك حوالي 160 ألف لبناني نازحين. 

اتهم لبنان إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مرارًا وتكرارًا، وفي الأسبوع الماضي قدم شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تقول إن إسرائيل شنت حوالي 816 "هجومًا بريًا وجويًا" بين بداية وقف إطلاق النار وحتى الـ 22 ديسمبر 2023. 

وجاء في الشكوى أن الهجمات أعاقت جهود الجيش اللبناني للانتشار في الجنوب والالتزام بجانبه من اتفاق وقف إطلاق النار. 

ومن جانبها قالت إسرائيل إن حزب الله انتهك وقف إطلاق النار مئات المرات، وتقدمت هي الأخرى بشكوى إلى مجلس الأمن. واتهمت مقاتلي حزب الله بنقل الذخيرة، ومحاولة مهاجمة جنود إسرائيليين، وإعداد وإطلاق الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، من بين أمور أخرى. 

وحتى يتسنى لها تسليم السيطرة على المزيد من البلدات للجيش اللبناني، فإن القوات الإسرائيلية تعمل على تدمير البنية الأساسية لحزب الله، بما في ذلك مخازن الأسلحة والأنفاق تحت الأرض. لكن السلطات اللبنانية تقول إن إسرائيل دمرت أيضًا منازل المدنيين والبنية الأساسية. 

وتساءلت الوكالة عما يمكن أن يحدث بعد انقضاء مدة الستين يوما، وقالت إن إسرائيل تقول إن انسحاب جيشها من المدن اللبنانية أبطأ مما كان متوقعًا بسبب نقص قوات الجيش اللبناني المستعدة لتولي المسؤولية، بينما يرفض لبنان هذا، ويقول إنه ينتظر انسحاب إسرائيل قبل دخول المدن. 

ونقلت الوكالة عن اللفتنانت كولونيل ناداف شوشاني وهو متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن إسرائيل راضية عن سيطرة الجيش اللبناني على المناطق التي انسحبت منها بالفعل، وإنها في حين تفضل انتقالاً أسرع للسلطة، لكن الأمن هو هدفها الأكثر أهمية. 

وقال هاريل شوريف، الخبير في العلاقات الإسرائيلية اللبنانية في جامعة تل أبيب، إن إسرائيل لا تعتبر الجدول الزمني المحدد بستين يومًا للانسحاب "مُقدسًا"، ويقدر أن لبنان سوف يحتاج إلى تجنيد ونشر آلاف الجنود الإضافيين قبل أن تكون إسرائيل مستعدة لتسليم السيطرة. 

وقال مسؤولون في حزب الله إنه إذا بقيت القوات الإسرائيلية في لبنان لمدة 60 يومًا بعد بدء وقف إطلاق النار، فقد تعود الجماعة المسلحة إلى مهاجمتها. لكن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال يوم الأربعاء إن الجماعة تنتظر الآن لإعطاء الدولة اللبنانية فرصة "لتحمل المسؤولية" عن فرض الاتفاق. 

وخلال الشهرين الأخيرين من الحرب، عانى حزب الله من ضربات كبيرة لقيادته وأسلحته وقواته من وابل من الغارات الجوية الإسرائيلية، وغزو بري أدى إلى معارك ضارية في جنوب لبنان. وكان سقوط الأسد نكسة كبيرة أخرى. 

وقال المُحلل مقصد: "إن اختلال التوازن في القوة يشير إلى أن إسرائيل قد ترغب في ضمان قدر أكبر من حرية العمل بعد فترة الستين يومًا". وأضاف أن حزب الله، في موقفه الضعيف، لديه الآن "مصلحة قوية" في التأكد من عدم انهيار الاتفاق تماما "على الرغم من الانتهاكات الإسرائيلية". 

وفي حين أن حزب الله قد لا يكون في وضع يسمح له بالعودة إلى الحرب المفتوحة مع إسرائيل، فإن حزب الله أو مجموعات أخرى قد تشن هجمات حرب باستخدام أسلحة خفيفة إذا بقيت القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حسب الجنرال السابق في الجيش اللبناني حسن جوني، والذي قال إنه حتى إذا سحبت إسرائيل كل قواتها البرية، فإن الجيش الإسرائيلي قد يستمر في تنفيذ غارات جوية متقطعة في لبنان، تمامًا كما فعل في سوريا لسنوات.