رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"واشنطن بوست": عالم مختلف وأكثر خطورة ينتظر الرئيس المنتخب ترامب

5-1-2025 | 14:41


ترامب

دار الهلال

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الأحد أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ينتظره عالم مختلف وأكثر خطورة وأن الحرب في أوكرانيا تفرض تحديات فورية على الرئيس القادم،مع مشاكل أخرى تلوح في الأفق في الشرق الأوسط والصين.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب سيبدأ ولايته الثانية أقوى وأكثر هيمنة كلاعب على الساحة العالمية مما كان عليه عندما أدى اليمين الدستورية قبل ثمانية أعوام ، ومع ذلك، فإن العالم الذي ينتظره الآن مختلف تماما — وأكثر خطورة — مما كان عليه عندما غادر البيت الأبيض قبل أربع سنوات.

وأوضحت أنه في ولايته الثانية يزعم ترامب أن تركيزه سيكون بشكل أساسي على الجبهة الداخلية، وأن ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين يعتبر أحد أبرز وعود حملته الانتخابية، كما أن التعامل مع الاقتصاد المحلي من خلال خفض الضرائب والإنفاق وتعديلات اللوائح هو وعد آخر رئيسي .

ومع ذلك، قد يجد ترامب نفسه سريعا منخرطا في تحديات السياسة الخارجية، حيث سيواجه عالما مليئا بالفوضى والصراعات: حرب مطولة في أوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما لا يزال الشرق الأوسط في حالة اضطراب بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب، وإيران التي أصبحت أضعف، وسوريا التي تفتقد إلى بشار الأسد، وإسرائيل التي أصبحت أقوى عسكريا لكنها تعرضت لانتقادات دولية بسبب سلوكها في الحرب في غزة، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصين تفرض تحديات أخرى لترامب، الذي هدد بفرض تعريفة جمركية جديدة على دولة تعاني من مشاكل اقتصادية وطموحات عسكرية متزايدة. وكإشارة على نواياه، يخطط ترامب لملء إدارته القادمة بعدد من الصقور المناهضين للصين.

وقال دانيال بنجامين، رئيس الأكاديمية الأمريكية في برلين، إن أحد أكبر التغييرات منذ آخر مرة كان فيها ترامب في منصبه هو ما أسماه "محور المقاومة"، الذي يشمل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية. وأضاف "هذه الآن حقيقة واقعة".

كما قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين السابقين الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: ما يحدث "ليس مثل الحرب الباردة القديمة، ولكن يمكنك رؤية نمط عالمي من التزاحم والتوتر".

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب في أوكرانيا قد تصبح اختبارا أوليا لترامب، بالنظر إلى الوضع في ساحة المعركة هناك، وإرهاق القوات الأوكرانية المستنزفة، وتراجع الدعم في الولايات المتحدة، خصوصا بين الجمهوريين، للمساعدة المستمرة لكييف.

وقال ترامب خلال حملته إنه يمكنه إبرام صفقة لإنهاء الحرب في يوم واحد، وهو نوع من المبالغة التي اشتهر بها. لكن الواقع مختلف. فالقلق بين المحللين الأوروبيين هو أن بوتين سيكون لديه مطالب مفرطة وأن ترامب، الذي يسعى لإبرام اتفاق، قد يقدم تنازلات كثيرة، بحسب الصحيفة .

كما ذكرت أنه سيكون لدى ترامب الفرصة للمساعدة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط، لكن هناك على الأقل سؤالان كبيران. أولا، إلى أي مدى سيطلق يد إسرائيل بطرق لم يفعلها بايدن؟ ثانيا، ما هو موقفه تجاه إيران؟ هل سيرى فرصة للتفاوض أم سيتخذ نهجا متشددا؟ لقد تم تفسير اختياره لسفيره لدى إسرائيل، الحاكم السابق لأركنساس مايك هاكابي، الذي يعد مؤيدا قويا لإسرائيل، على أنه إشارة إلى أنه سيقدم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر مما قدمه بايدن.

ولفتت إلى أنه ترامب سيبدأ ولايته وبعض حلفاء الولايات المتحدة ضعفاء ويعانون من مشاكل داخلية. فقد تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لسلسلة من الهزائم السياسية في الأشهر الأخيرة. وفي ألمانيا، انهارت الحكومة الائتلافية للمستشار أولاف شولتس، مع اقتراب الانتخابات الجديدة. كما أن الحكومة في كوريا الجنوبية في حالة اضطراب بعد الاجراءات المتخذة ضد الرئيس يون سيوك يول. كما شهد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو استقالة نائبه احتجاجا.

ووفقا للصحيفة، سوف ينظر الأوروبيون إلى ترامب اليوم بشكل مختلف عما كانوا ينظرون إليه في بداية ولايته السابقة. فقد جاء فوزه الثاني بمثابة مفاجأة لكثير من المحللين الأوروبيين، والآن أصبحت أجندته تؤخذ على محمل الجد أكثر من أي وقت مضى.