حسرة عليها.. يا حسرة عليها!
كانت الراقصة السمراء الجميلة تتمايل على إيقاع الطبلة والرق وتباهى بجمالها وخفتها وهى لا تدرى أن السفاحتين ريا وسكينة تعدان لها أدوات الموت والفوط المبللة لخنقها وهم يغنون لها حسرة عليها.. يا حسرة عليها، وتذكرت هذا المشهد من فيلم «ريا وسكينة» وأنا أتابع أخبار انتخابات مجلس النواب المقبل وتسألنى.. ما هو وجه التطابق؟.. أقول لك..
• وجه التطابق من وجهة نظرى أننى تصورت أن مصر هى تلك البنت السمراء الجميلة، التى تتمايل برشاقة على نغمات الموسيقى وهى لا تعرف مصيرها!!
أيضًا - من وجهة نظرى هى الضحية المرتقبة؟ كيف؟
وإليك الأسباب، من كوارث القدر أو لا أدرى من المتسبب بالضبط فى تلك الكارثة، وهى السماح بنزول أحمد عز الانتخابات!! يا نهار أسود هل سيحدث أن نفتح التليفزيون - مثلا -لنشاهد جلسات مجلس النواب الجديد فنجد السيد أحمد عز (يزغر) أى ينظر شزرا لنائب ما فيسكت النائب أو يشير لآخر بالكلام فيتكلم، كما كان هو يفعل فى المجالس المزيفة السابقة؟ وكان الشعب كله يعرف تماما أن المجلس يسير بنظرة أو إشارة من أحمد عز!!
• هل يعود ذلك المشهد فى مجلس نواب مصر الجديدة؟ طب وليه؟ ومن الذى لا يعرف أن أحمد عز قام بتزوير انتخابات ٢٠١٠ علنا وعلى رءوس الأشهاد وكان السبب الأول فيما جرى للرئيس الأسبق حسنى مبارك؟
• كنا نقول .. يا ناس افتكروا حاجة كويسة للرئيس الأسبق.. يردون قائلين: كفاية علينا أحمد عز وعمايله!!
• هل نسى الناس أنه انقض على شركة حديد الدخيلة واغتصبها وكتبها باسمه ولم يدفع فيها مليما واحدا من جيبه، تلك الشركة التى بناها وشيدها اليابانيون حبًا فى شعب مصر وفى الرئيس الراحل أنور السادات بعد أن رفض الروس - أيامها - تجديد شركة الحديد والصلب فى حلوان وكانت معداتها قد استهلكت تمامًا ووجب تحديثها وأيامها فرح الرئيس السادات فرحًا شديدًا، واعتبر حديد الدخيلة من منجزاته المحترمة .
• بالسيد عز ينقض على الشركة وإذا ويسميها باسمه ولازالت باسمه حتى اليوم وعاوزين إيه كمان؟
• ويقول الناس.. إذا كان النواب الجدد على شاكلة أحمد عز يبقى الجواب باين من عنوانه؟ يبقى رجال الأعمال رجعوا تانى مثل زمان وأراضى مصر سوف يعاد تقسيمها بينهم من تانى ولن يكون لهم كبير ولا أحد يخافون منه أو يعملون حسابه كما كانوا سابقًا والعوض على الله و حسرة عليها ياحسرة عليكى يا مصر!!
• من الذى وافق على عودة أحمد عز؟ القانون؟ أقولها بالفم المليان.. قانون إيه ده الذى لا يعرف أن عز مزور وأنه هو الذى ودى حكم مبارك فى داهية كما يعرف كل الناس؟ واللا هو استعباط لأسباب يعرفها الشعب أصبح على وشك فقدان الثقة فى كل شيء؟
• ويا حسرة عليها المرأة المصرية؟ فلم يتقدم للترشح سوى عدد لايذكر أمام أكثر من خمسة آلاف مرشح رجل يقولون مائتى امرأة أو أقل قليلا.. يادى الفضيحة؟
• لم أنس أن للمرأة نسبة فى القوائم، ولكن يعنى حتبقى نسبتها كام فى النهاية أو عدد النساء فى البرلمان كام؟
• خمسة فى المائة؟ عشرة فى المائة؟ برضه فضيحة .. حسرة عليها يا حسرة عليها!، وبعدين يا جماعة؟ فين المصريين المحترمين؟ الأسماء النزيهة التى كنا نتمنى أن يكون من بينهم رئيس مجلس النواب مثل المستشار عدلى منصور الذى يعرف الأصول والقواعد فى إدارة المجلس التشريعى الأوحد فى البلاد!!
• وبعدين .. إيه الخناقات الخايبة دى لا أعرف هل هذا وقتها؟ مثلا - صحوة مصر ينسحب، حب مصر فيه انقسامات، نداء مصر ليس فيه أى اسم لامع أو معروف إيه الحكاية؟ وليه كده؟
بقيت المصيبة الكبيرة التى ينطبق عليها شعار «حسرة عليها» هى حزب النور السلفى الذى يقول لا أنا مش دينى ولا أتطلع لتشكيل حكومة أو أتطلع للحكم؟ ياااااراجل.. تراهني. يا سيد يونس مخيون إنك سوف تلحس هذا الكلام إذا حصلت على أغلبية فى البرلمان؟
• أخاف أن أقع أنا شخصيا فى دائرة الإحباط واليأس بعد كل تلك الرؤى ولا أعرف إلا أن أدعو الله أن ينتقم ممن وضعوا ذلك الدستور الذى وافقنا عليه من أجل حبنا لعبد الفتاح السيسى فقط، وهذه حقيقة!
• كان يجب على واضعى الدستور، ما داموا أعطوا كل هذه الحقوق للمجلس التشريعى أن يعطوا لرئيس البلاد حق الفيتو مثل أمريكا، ولكننى أقول حسبنا الله ونعم الوكيل!!! وأسلم أمرى إلى الله.
كتبت : سكينة السادات