وزير الإسكان العماني: نسعى لتعميق الشراكات مع المستثمرين والمطورين العقاريين المصريين
أكد وزير الإسكان والتخطيط العمراني العماني الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، أن السلطنة تسعى لتوطيد أواصر التعاون والشراكات مع المستثمرين والمطورين العقاريين في مصر الذين اكتسبوا خبرات تؤهلهم لاختراق الأسواق الإقليمية والدولية نظرا لمشاركتهم في المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة المصرية في مجال الإسكان.
جاء ذلك خلال لقاء عقده وزير الإسكان والتخطيط العمراني العماني مع عدد من الإعلاميين المصريين و العرب والأجانب على هامش الزيارة التي نظمتها وزارة الإعلام العمانية تزامناً مع الذكرى الخامسة لتولى السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في السلطنة.
وقال وزير الإسكان والتخطيط العمراني العماني إن مصر تمتلك تجربة مميزة وملهمة في مجال الإسكان والتخطيط الحضري والعمراني، لافتا إلى سلطنة عمان تسعى للاستفادة من تلك التجربة التي تتسم بالسرعة والجدية في التنفيذ.
وأشاد بالمشروعات التي تنفذها الدولة المصرية في مجال الإسكان والتخطيط العمراني حيث ستنعكس آثار تلك المشروعات على المواطن بما يعود بالخير والمنفعة على الجميع.
وأبرز أن هناك اتفاقية للتعاون المباشر بين مصر وسلطنة عمان في مجال الإسكان، فضلا عن وجود زيارات متبادلة لوفود من الجانبين، مشيرا إلى أن السلطنة مهتمة بتعزيز الشراكة مع السوق المصرية بمجال الإسكان والتخطيط العمراني باعتباره سوقا ناضجة متكاملة وملهمة بهذا المجال.
وذكر أن فلسفة التخطيط في سلطنة عمان تقوم على أساس "الحاجة إلى التغيير والتطوير" لتحقيق الاستدامة في كل المجالات التعليمية والثقافية والمجتمعية والعمرانية.
وأشار إلى ضرورة إشراك الشباب لخلق مستقبل حضري أفضل" كشعار لنسخته الرابعة تأكيدا على أهمية تمكين الشباب وإشراكهم في عملية التخطيط الحضري؛ مما يعزز دورهم كمساهمين في بناء مدن مستدامة وعصرية، فضلا عن التأكيد على دور الشباب في الإسهام في تطوير بيئات حضرية متكاملة بأفكار إبداعية ومبتكرة، الأمر الذي يعزز شعور الشباب بالانتماء والمسئولية تجاه مجتمعاتهم.
وتطرق للحديث عن مدينة السلطان هيثم، والتي وصفها بأنها أيقونة عمرانية وإرث للمستقبل وهدية مستدامة للأجيال القادمة ولجميع شرائح المجتمع.
وأضاف أن مدينة السلطان هيثم تأتي تتويجا لرحلة التحول الشامل التي تنتهجها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نحو تنمية عمرانية مستدامة لمجتمعات مزدهرة، من خلال تنفيذ المشروعات الاستراتيجية الوطنية بالتوافق مع "رؤية عمان 2040"، وتمثل مدينة السلطان هيثم أهمية خاصة باعتبارها اللبنة الأولى ونموذجا جديدا لبناء مدن مستدامة تحاكي الحياة العصرية وتطلعات الشباب في سلطنة عمان.
ولفت إلى أن المدينة خططت على مساحة 14 مليونا و800 ألف متر مربع، تخطيطا عمرانيا مستداما يرتكز على استغلال المساحات الخضراء التي توزعت على مساحة مليونين و900 ألف متر مربع، وتسع المدينة 100 ألف نسمة، وتضم 20 ألف وحدة سكنية تنوعت بين فلل منفصلة، وفلل شبه متصلة، وتاون هاوس، وشقق. وتتوزع الوحدات السكنية على 19 حيا متكاملا بمختلف المرافق والخدمات التي تلبي حاجات القاطنين، حيث تضم 23 مسجدا وجامعا كبيرا.
وذكر أن المدينة تحتوي على شبكة داخلية للتنقل، تراعي توزيع شبكة الطرق والمرافق المجتمعية والخدمات ضمن مسافات متقاربة، تحقق إمكانية الوصول إلى أكبر عدد من المرافق المتنوعة، وتستوعب مختلف أنواع أساليب التنقل للربط بين جميع أحياء المدينة ومركزها ومرافقها المختلفة، معززة بأساليب الراحة والأمان، كما تنتشر المساحات والمسطحات الخضراء والمسارات المظللة، إذ صممت بطريقة تسمح بمرور النسمات اللطيفة بين أروقتها وممراتها؛ لتحسين الجو العام داخلها.
وتابع أن المدينة مزودة بمسارات للمشاة والدراجات تشجيعا لأساليب التنقل الصحي، كما تراعي استدامة البيئة من خلال استخدام الطاقة المتجددة والتدابير الخاصة بحفظ المياه ومعايير البناء المحافظة على البيئة، إضافة إلى طابعها الاجتماعي المعزز للتفاعل والاتصال بين أطياف المجتمع من خلال المساحات المشتركة وتصاميم الأحياء السكنية.
ولفت الوزير العماني إلى أن مدينة السلطان هيثم تشتمل على مرافق مجتمعية متطورة، ذات مواقع استراتيجية اختيرت بدقة فائقة كي تتيح للسكان إمكانية الوصول إليها بسهولة تامة، ويقوم تصميمها على مفهوم مبتكر يتبنى استراتيجية "التجمع"، حيث تجتمع الأماكن والوجهات التي تقدم خدمات متشابهة في مكان واحد، كما تتيح الاستخدام المشترك للمرافق العامة مثل مواقف السيارات والملاعب والمتنزهات، وتسهم في تحقيق الاستخدام الأمثل للمساحات، وبناء مراكز مجتمعية في قلب المجتمعات السكنية وتوفر للسكان تجربة تواصل فاعلة.
وتابع أن هذه المدينة تتجاوز مفهوم الحياة الحضرية المعتاد، وتحوي مجتمعا متمدنا ومتحضرا يبني الحاضر ويرسم مستقبلا أكثر نماء وإشراقا، مجتمعا يؤمن بأن الحياة رحلة دائمة ومستمرة يجب استثمار حاضرها من أجل الغد.