رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


د. رامي عطا الله: أيقونة "الجمهورية الجديدة"

11-1-2025 | 22:42


د. رامي عطا الله

حوار: سناء الطاهر

في قلب الحضارة المصرية، حيث تتشابك خيوط التاريخ والدين مع تطلعات المستقبل. تبرز الكنيسة الأرثوذكسية كواحدة من أعمدة الهوية الوطنية الراسخة على مر العصور، لم تكن الكنيسة مجرد مؤسسة روحية، بل شاركت بفاعلية في صياغة ملامح المجتمع المصرى. متحولة إلى جسر يصل بين الماضي العريق وتحديات الحاضر. د. رامى عطا الله صديق. الباحث والمحلل في الشئون الاجتماعية والكنسية، يكشف في حواره لـ «المصور» النقاب عن رؤية الكنيسة لدورها في بناء الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية. يسلط الضوء على جهود الكنيسة في دعم المبادرات الوطنية ومواجهة الأزمات الاجتماعية، مما يجعلها شريكاً أساسيا في مسيرة الجمهورية الجديدة. حدثنا عن دور الكنيسة الأرثوذكسية في الوقت الحالي؟ الكنيسة الأرثوذكسية في مصر تلعب دورا كبيرا في الحياة الاجتماعية والسياسية، وليس فقط كمنبر ديني في السنوات الأخيرة، ومع تولى البابا تواضروس الثانى البابوية في نوفمبر 2012 شهدت الكنيسة تحولاً ملحوظاً في اهتماماتها، فالبابا تواضروس مثل سابقيه مهتم بالإدارة والتنظيم بشكل كبير، ويظهر ذلك في تقوية المؤسسات الكنسية وتحسين أدائها في مختلف المجالات. وتركز الكنيسة أيضاً على دعم القضايا الوطنية، ومواكبة تطورات المجتمع المصري في شتى المجالات. كيف يمكن تقييم التوازن الذي يسعى البابا تواضروس لتحقيقه بين الحفاظ على تراث الكنيسة من جهة والمشاركة في القضايا الوطنية من جهة أخرى؟ البابا تواضروس دائما ما يوازن بين الحفاظ على تراث الكنيسة وبين مساهمتها في قضايا الوطن. فعلى الرغم من أن الكنيسة الأرثوذكسية تحمل تراثا طويلا وعميقا، إلا أن البابا تواضروس يعكف على تطوير وتنظيم العمل داخل الكنيسة بما يواكب تطورات العصر. وهذا التوازن يظهر فى اهتمامه بالمبادرات الوطنية مثل حياة كريمة» و«بداية»، التي تساهم فيها الكنيسة بشكل فعال، كما يهتم البابا تواضروس بالحفاظ على الهوية الروحية للكنيسة. تساهم الكنيسة في المبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي.. حدثنا عنها؟ الكنيسة الأرثوذكسية، تحت قيادة البابا تواضروس شاركت بشكل فعال في العديد من المبادرات الوطنية. على سبيل المثال حياة كريمة التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين في القرى والمناطق الأكثر احتياجا، يشهد على ذلك الدور الكبير الذي تلعبه الكنيسة في توفير الدعم للمواطنين. والكنيسة أيضا تشارك في مبادرة «بداية». التي تهدف إلى دعم الشباب والمساهمة في التنمية البشرية وأيضا تقوم الكنيسة بتنفيذ العديد من الأنشطة الاجتماعية مثل توفير الخدمات الطبية والصحية من خلال المراكز الطبية التي تقدم خدماتها للمواطنين المسلمين والمسيحيين على حد سواء. هذا التعاون بين الكنيسة والمؤسسات الحكومية يعكس التكاتف بين مختلف أطياف المجتمع المصرى فى مواجهة التحديات. هل يمكن أن تسلط الضوء على بعض المبادرات التي تعمل عليها الكنيسة في الفترة الأخيرة؟ الكنيسة الأرثوذكسية لديها العديد من المبادرات الاجتماعية التي تقدمها للمجتمع، مثل المراكز الطبية التى تعمل على الكشف الصحى وتقديم العلاج، إضافة إلى المساهمة في محو الأمية وتدريب الشباب على الحرف التي تساعدهم في الحصول على فرص عمل. كما تقوم الكنيسة بتأسيس حضانات للأطفال في المناطق الريفية والعشوائية، وهى خطوة مهمة لرفع مستوى التعليم وتنمية المهارات. هناك أيضا المبادرات التي تركز على الصحة العامة مثل حملات التوعية الصحية، ومكافحة ختان الإناث والعنف ضد المرأة. كما تساهم الكنيسة فى تحسين الظروف الاقتصادية عبر توفير الدعم للمشروعات الصغيرة وتحفيز الشباب على العمل. البابا تواضروس يتحدث عن أعمدة الدولة الجديدة».. ما المقصود بهذا المصطلح وكيف يعكس دور الكنيسة في هذه الأعمدة؟ مصطلح أعمدة الدولة الجديدة» الذي ذكره البابا تواضروس في أكثر من مناسبة يعكس العلاقة بين الكنيسة ومؤسسات الدولة الأخرى في بناء الجمهورية الجديدة البابا يرى أن الدولة لا تتكون فقط من الحكومة، بل هي مجموعة من المؤسسات مثل الجيش الشرطة، وزارة الثقافة والتعليم فضلا عن الكنيسة. فالكنيسة الأرثوذكسية جزء أساسي من هذه الأعمدة، وهي تساهم في تقديم حلول للمشاكل التي يعاني منها المواطنون في مصر. كما أن الكنيسة تعمل جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة الأخرى في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، بما يعكس فكرة العيش المشترك بين جميع المصريين. في ضوء ما تحدثت عنه.. كيف ترى مستقبل الكنيسة ودورها في القضايا الوطنية؟ مستقبل الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر مشرق، حيث إن البابا تواضروس يسعى إلى تعزيز دور الكنيسة في القضايا الوطنية. الكنيسة تستمر فى تقديم الدعم للمواطنين من خلال المبادرات الاجتماعية والخدمية، وهى جزء من الجهود الوطنية لتطوير المجتمع المصرى الكنيسة تسهم بشكل فعال في تعزيز الوحدة الوطنية حيث أن الأقباط والمسلمين يعيشون جنبا إلى جنب، ويدعمون معا جهود الدولة فى بناء مستقبل أفضل. كما أن الكنيسة تركز على تعزيز القيم الوطنية مثل التسامح، والتعاون والاحترام المتبادل بين جميع المصريين. وما أبرز التحديات التي تواجه الكنيسة في الفترة الحالية؟ الكنيسة تواجه عدة تحديات فى الفترة الحالية، منها تحدى الوعى، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. هناك أيضا تحديات تتعلق بالضغط الاجتماعي مثل التفكير في الهجرة لدى بعض الشباب، والذين يبحثون عن فرص أفضل في الخارج. إضافة إلى ذلك، هناك تحديات تتعلق بمواجهة الفكر المتشدد والعنف خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي. كما أن الكنيسة تواصل جهودها في مواجهة قضايا مثل الفقر والأمية، التي تعتبر من أبرز التحديات التي يعاني منها المجتمع المصرى. في الختام.. ما رسالتك للشعب المصري في ظل هذه التحديات؟ رسالتي للمواطنين المصريين هي ضرورة تعزيز منظومة القيم الإيجابية مثل التعاون التسامح الاتحاد، والعمل المشترك. هذه القيم تشكل الأساس لبناء مجتمع قوى وموحد. يجب أن تركز على بناء الإنسان المصرى من خلال نشر الوعى الاهتمام بالثقافة والقراءة، وتعزيز الانتماء الوطني. كما أن مواجهة خطاب الكراهية والتأكيد على التعددية وقبول الآخر يعد من الأمور المهمة في هذه المرحلة. وفى النهاية، يجب أن يكون الجميع، سواء مسلما أو مسيحيا، جزءا من بناء الجمهورية الجديدة والعمل على تحسين أوضاع وطننا الحبيب.