رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
«الإمام والبابا » رسائل التسامح
صورة أرشيفية
تقرير يكتبه: وليد عبد الرحمن
«الإمام والبابا» رسائل التسامح
"رسائل المحبة" هي عنوان لقاءات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على مدار سنوات. وتتكرر هذه الرسائل خاصة في الأعياد سواء للمسلمين أو المسيحيين. فالتهاني بين الجانبين وتبادل الزيارات تعكس المحبة والمودة. وتؤكد على عمق العلاقات التي تجمع المصريين مسلمين ومسيحيين. وتماسكهم في نسيج وطني موحد، كما أنها تجدد الأمل في الأخوة فيما بين المسيحيين والمسلمين، وتبعث بالفرح لدى كل فئات الشعب المصرى.
واعتاد أن يزور وفد من قيادات الأزهر برئاسة الدكتور «الطيب» خلال السنوات الماضية مقر الكاتدرائية المرقسية الكبرى لتقديم التهنئة بالأعياد إلى البابا تواضروس الثاني، كما اعتاد البابا تواضروس» زيارة مشيخة الأزهر على رأس وقد كنسى لتقديم التهنئة لـ «الطيب» بمناسبة الأعياد. وهنا نتذكر عبارة البابا تواضروس الشيخ الأزهر عند زيارته الكاتدرائية «فرحتنا تكتمل بتهنئتكم. وهذه المحبة هي صمام أمان قوى ورسالة لكل العالم وللشعب المصرى على الروح الطيبة وعمق العلاقة بيننا، والمستمرة عبر قرون طويلة».
جميع لقاءات القامتين الدينيتين جسدت العلاقة بين الأزهر والكنيسة وروح الوحدة الوطنية، وكانت ترسيذا لتلاحم الشعب المصرى، فالأعياد بمثابة الجسور التي تربط ما بين المسلمين والمسيحيين كأحياء يعيشون على أرض واحدة، ولهم تاريخ مشترك
كما أن العلاقات القوية بين الأزهر والكنيسة تعد نموذجا فريدا في التعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد والأعياد التي تمر على مصر هي مناسبة طيبة يتلاحم فيها جميع المصريين. وتعبر عن مدى ترابط الشعب المصرى.
وزار «الطيب» يرافقه وقد رفيع المستوى البابا تواضروس الثاني للتهنئة بأعياد الميلاد، داعيا المولى عز وجل أن يعيد المناسبات السعيدة على مصرنا الحبيبة مسلميها ومسيحييها. وأن يرزقها الأمن والأمان وأن يوفر لها كل سبل التقدم والرخاء. ورافق شيخ الأزهر الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف والدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر.
وقال شيخ الأزهر: جتنا هنا لتجدد حبل المودة والصداقة والتألف والتعارف والتعبر عما في قلوبنا من مودة وإخوة، جلنا مدفوعين بما تعلمناه في القرآن الكريم ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم من تكريم للتوراة والإنجيل وللمسيح عيسى ابن مريم، قال تعالى أوقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة . وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين)، وما تربينا عليه في الأزهر وتأسس في وجداننا من ثناء ال القرآن الكريم ورسول الإنسانية والسلام بإخواننا المسيحيين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، قالوا يا رسول الله كيف؟ قال الأنبياء إخوة من عائلات وأمهات شتى ودينهم واحد)، مشيرا فضيلته إلى أن القرآن الكريم لا توجد فيه كلمة الأديان وإنما هو دين واحد متعدد الرسالات التي يبعث بها الأنبياء
كما أكد شيخ الأزهر ضرورة تسخير هذه المناسبات للمطالبة بوقف المأساة والعدوان الذي يتعرض له إخواننا الأبرياء في غزة منذ أكثر ما يزيد على خمسة عشر شهرا، مضيفا: «لا يمكن أن تفرح وإخواننا لا يطعمون الطعام والشراب، وإنما يطعمون الموت ويتذوقون مرارة الفقد ويعانون إبادة جماعية وتطهير عرقيا في ظل صمت وخزى لم يسبق لهما مثيل»، مشيرا فضيلته إلى أن منع وصول المساعدات الإنسانية في ظل المطر الشديد والظروف المناخية الصعبة هو سلوك معاد للإنسانية متسائلاً فضيلته: لماذا هذه القسوة المدعومة بهيئات عالمية صورت نفسها بأنها وجدت لحفظ السلام وحقن دماء الأبرياء، ولكن الواقع كشف عن ضعف هذه الهيئات وعدم قدرتها على اتخاذ موقف جاد لوقف شلالات دماء الأبرياء من الأطفال والنساء الذين لم يقترفوا ذنبا إلا أنهم حاولوا التشبث بأرضهم والبقاء فيها...
من جانبه رحب البابا تواضروس بشيخ الأزهر والوفد المرافق له مؤكدا أن هذه الزيارة تعكس الروح الأخوية التي تجمع المصريين مسيحيين ومسلمين، متمنيا أن تأتي الأعوام القادمة على العالم أجمع بالخير والسلام والاستقرار، مضيفا: «أشعر بمقدار الود والمحبة والمشاعر الطيبة التي تربطني بشيخ الأزهر، ونتبادل الأحاديث والنقاشات حول مختلف القضايا، وهو ما يكشف قدر الوحدة والأخوة الموجودة على أرض مصر، دعواتنا دائمة من أجل استمرار هذه اللحمة الوطنية القوية ونموها».
وأشار البابا تواضروس إلى أنه لا يمكن صناعة السلام والقلوب معلوءة بخطايا والشر، وفى ظل غياب والإخلاص والأمانة مؤكدا أن عملية صناعة السلام هي صناعة ثقيلة، ونحن مأمورون يها من قبل التعاليم الدينية، مؤكدا دور علماء الدين ورجالاته في حفظ إنسانية الإنسان وسعادته، وفقا للتعاليم الدينية، وتوجيه سلوكه ليكون فاعلاً أساسيا في صناعة هذا الكون وتسخيره فيما ارتضاه الخالق، ومجابهة الاتجاه السائد لإنكار الخالق، وارتفاع تبرات الإلحاد والقتل والصراعات، وما نعانيه من شر ينزع إنسانية الإنسان، وهو ما أدى إلى زيادة حدة الصراعات والعنف في العالم.
وبحسب الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تعد العلاقة بين فضيلة الدكتور الطيب، وقداسة البابا تواضروس نموذجا مشرقا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الأديان في مصر والعالم، هذه العلاقة التي تجمع بين أعلى سلطتين دينيتين في مصر، تلعب دورا حيويا في تعزيز الوحدة الوطنية ونشر قيم التسامح والمحبة بين جميع المصريين وتتبلور تلك العلاقة الفريدة في العديد من الشواهد منها التعاون المثمر بشكل مستمر في العديد من المبادرات الوطنية المشتركة التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين
الأديان، ونبذ خطاب الكراهية والتطرف. البيومي يرى أنه على المستوى الشخصي والإنساني