رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الطبيعة تدافع عن نفسها.. حرائق "كاليفورنيا" تنذر بالأسوأ

11-1-2025 | 15:04


حرائق كاليفورنيا

محمود غانم

التغير المناخي يؤدي إلى الجفاف الذي يعد بيئة خصبة لانتشار الحرائق، هكذا فسر الخبراء سبب ضراوة حرائق "كاليفورنيا" التي حولت أحياء بأكملها إلى رماد، حيث تقدر الخسائر بنحو 150 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي يتعرض لها العالم بشكل عام، في واقع لا يمكن فصله عن تداعيات "التغير المناخي"، الذي لعله ينذر بقدوم الأسوأ.

التغير المناخي.. هل يتحمل اللوم؟

وأكد خبراء، في حديثهم لـ"دار الهلال"، على أن تصاعد حرائق غابات "كاليفورنيا" بهذا الشكل مرتبط بالتغيرات المناخية، التي جعلت من مثل هذه الكوارث الطبيعية أكثر تكرارًا وضراوة.

ورأى الخبراء أن حرائق غابات "كاليفورنيا" رغم عظم هولها، إلا أنها بمثابة جرس إنذار من الطبيعة يُنذر بأن القادم أسوأ، في حال إن لم يتم التعامل بشكل جاد مع تهديدات التغيرات المناخية.

وشدد الخبراء على ضرورة أن يتعامل المجتمع الدولي بشكل أكثر جدية مع تهديدات التغيرات المناخية، التي تصبح أكثر شدة مع مرور الزمن.

ولم يتوان الدكتور علاء سرحان، أستاذ اقتصاديات البيئة وعلوم المناخ، عن تأكيد ارتباط حرائق كاليفورنيا بالتغيرات المناخية، حيث أوضح أن "حرائق الغابات"، هي ظاهرة طبيعية موجودة منذ القدم، جراء العوامل الجوية المواتية لها، ولكن بسبب التغيرات المناخية والتغيرات الجوية "المتطرفة"، أصبحت هذا الحرائق أكثر تكرارًا وضراوة.

وأوضح "سرحان" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن التغيرات المناخية ينتج عنها ما يعرف بـ"التغيرات الجوية المتطرفة"، حيث تنتقل الأجواء من حرارة شديد وجفاف إلى أمطار وسيول، فهذه التغيرات المناخية الحاصلة تفاقم من حدة الكوارث الطبيعية.

"فالكوارت الطبيعية كحرائق الغابات كانت موجودة قبل خروج مصطلح التغيرات المناخية، لكن ما زاد الطين بلة، هو التغيرات المناخية، التي جعلت الظواهر الطبيعية، أكثر قسوة وضراوة"، وفقًا لما صرح به أستاذ اقتصاديات البيئة وعلوم المناخ، موضحًا أن الأدلة العلمية ستثبت بما يفيد بأن السبب وراء تلك الخسائر، هو التغيرات المناخي.

وفي تقديره أن تلك الحرائق تُنذر بأن القادم "أسوأ"، ما يؤكد على ضرورة التعامل الجاد مع أزمة التغيرات المناخية، موضحًا أن كل ذلك يحصل وما زال ارتفاع درجة الحرارة في حدود 1.4 درجة متوسطة عن الثورة الصناعية، فماذا سيحدث إن وصلنا إلى 2 درجة؟.

وأشار إلى أن الكارثة التي نتحدث عنها اليوم في دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمتلك القدرة المادية واللوجستية، ما يجعلها قادرة على التعامل مع تلك الأزمات، فماذا سيحصل إن ضربت هذه الكوارث دولة تمتلك إمكانيات محدودة؟.. على هذا النحو فإنها ستُمحا.

وهذا يؤكد على ضرورة تحقيق "العدالة المناخية"، بمعنى أن هناك من يتضرر، وليس له مسؤولية تاريخية، ما يوجب على المجتمع الدولي أن يكون له إجراءات حازمة تدعم هذا الإطار، بحسب "سرحان"، الذي أشار إلى أنه تم اتخاذ إجراءات بالفعل في هذا الصدد، حيث تم إيجاد صندوق "الخسائر والأضرار" في "COP27"، والذي فعل في "COP28".

الطبيعة تدافع عن نفسها

وفي موازة ذلك، يوضح الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، أن حرائق الغابات التي تضرب "كاليفورنيا" مرتبطة بنسبة 100 بالمائة بالتغيرات المناخية، حيث أن حركة الهواء الشديدة في الغابات الجافة تُحدث "شرار"، الذي يسفر عن الحرائق.

وأضاف "سمعان" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن كُلفة الحرائق المقدرة بـ150 مليار دولار معرضة للزيادة، في حال إن لم يتم السيطرة عن الحرائق، لكن هناك بادرة أمل نتيجة هدوء حركة الرياح، التي ساهمت في انتشار النيران بشكل متسارع للغاية.

وكشف أن التغيرات المناخية أصبحت في غضون السنوات الماضية عامل "مقلق" بشكل منزايد، خاصة أن تداعياتها تظهر بشكل أشد مع تقدم الزمن، مشيرًا إلى أن التغير المناخي لم يكن بهذه القسوة منذ سنوات، ولذلك فإن الطبيعة ترغمنا على احترامها مرة أخرى.

وقال أستاذ درسات البيئة والتغير المناخي، إن الدول غير قادرة على اتخاذ قرارت حازمة في هذا الصدد، وهذا قد يجعل الطبيعة تضطرنا إلى احترامها مرة أخرى، مشيرًا إلى أن أثار ذلك تظهر بشكل جلي في الولاية المتحدة الأمريكية، والتي كانت قد انسحب من بعد الاتفاقيات المتعلقة بالمناخ.

وتابع:"على الرغم من قمم المناخ المتعددة التي تعقد، إلا أن مخرجاته بشكل كبير لا تنفذ على أرض الواقع"، موضحًا أن أهمية تلك القمم تكمن في تنفيذ المخرجات.

وبحسب السلطات الأمريكية، فإن حرائق الغابات التي ضربت مدينة "لوس أنجلوس" التابعة لولاية "كاليفورنيا" أودت بحياة 11 شخصًا على الأقل، وألحقت أضرارًا كلية أو جزئية بأكثر من 10 آلاف مبنى.

وقُدرت الخسائر بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، ما ينبئ بصعوبة عملية التعافي وارتفاع تكاليف التأمين على أصحاب المنازل، وذلك وفقًا لشركة "أكيو ويذر" الأمريكية لخدمات التنبؤ بالطقس.

وتلك الأرقام حصيلة أولية فقط، بمعنى أنها معرضة للزيادة، حيث لا يزال هناك "خمس" حرائق رئيسية بالولاية الأمريكية خارج السيطرة، وذلك بالرغم من تراجع الرياح القوية التي ساعدت على انتشارها بشكل سريع للغاية منذ اندلاعها الثلاثاء الماضي.