رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حرائق كاليفورنيا.. العوامل الطبيعية توسع انتشار النيران

12-1-2025 | 11:26


حرائق كاليفورنيا

محمود غانم

ما تزال السلطات الأمريكية تقف عاجزة أمام توسع حرائق مدينة "لوس أنجلوس" في ظل تضافر العوامل الطبيعية التي تساهم في انتشار النيران بشكل متسار للغاية، منذ الثلاثاء الماضي.

 ارتفاع الخسائر

ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق مدينة "لوس أنجلوس" التابعة لولاية "كاليفورنيا" الأمريكية المستمرة منذ الثلاثاء الماضي إلى 16 شخصًا، وذلك بحسب بيان صادر عن مكتب الطب الشرعي في المدينة.

وفي غضون الساعات الـ24 الماضية أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى، والتهمت المزيد من المنازل، وذلك رغم تراجع الرياح القوية التي ساعدت على انتشارها بشكل سريع للغاية منذ اندلاعها الثلاثاء الماضي، قبل أن تعود مرة أخرى إلى قوتها ليلة السبت.

واعتبرت هذه الحرائق أسوأ حرائق غابات في تاريخ "لوس أنجلوس"، حيث تشير التقديرات إلى أنها دمرت أكثر من 12 ألف مبنى و15 ألف هكتار من الأراضي.

وحتى الآن، ما زال حريق منطقة "باليساديس"، هو الأكبر من بين الحرائق الأربعة الكبرى التي تجتاح المدينة الأمريكية، وما تم للآن السيطرة عليه هو ما نسبته 11 بالمائة فقط، ويمتد على مساحة 22660 فدانًا، بحسب "كالفاير".

وفيما يلي نوضح آخر الأخبار عن حجم الحرائق الكبرى ونسبة احتوائها، طبقًا لما أورده إعلام أمريكي:

• حريق باليساديس: احترق 23654 فدانًا وتم احتواء 11% منه.

• حريق إيتون: احترق 14,117 فدانًا وتم احتواء 15% منه.

• حريق كينيث: حرق 1052 فدانًا واحتواء 80% منه.

• حريق هيرست: احترق 799 فدانًا وتم احتواء 76% منه.

وأفاد موقع "باور اوتيجز"، الذي يتتبع انقطاع التيار الكهربائي في الولايات المتحدة، بأن ما لا يقل عن 60 ألف منزل وشركة بدون كهرباء في لوس أنجلوس.

 العجز في التعامل

تضافرت العديد من العوال الطبيعية التي أدت في الأخير إلى خروج الصورة بالشكل الراهن، حيث أن الجمع بين الرياح القوية والظروف الجافة غير الموسمية والحرائق المتعددة التي اندلعت الواحدة تلو الأخرى في نفس المنطقة الجغرافية جعل الدمار واسع النطاق أمرًا لا مفر منه، بحسب ما أوردته شبكة "CNN" الأمريكية عن خبراء.

ووفقًا للمصدر ذاته، وصف مسؤولو مدينة ومقاطعة لوس أنجلوس الحرائق بأنها حدث "عاصفة متكاملة" حيث منعتهم قوة الإعصار التي تصل سرعتها إلى 100 ميل في الساعة من نشر طائرات مهمة كان من الممكن أن تسقط المياه ومثبطات الحرائق على الأحياء التي اجتاحها الجفاف

وقال خبراء لشبكة "CNN" الأمريكية، إن حتى الصنابير التي تعمل بكامل طاقتها لم تكن كافية لمكافحة حرائق بحجم تلك التي اندلعت هذا الأسبوع، خاصة عندما توقفت الموارد الجوية، مثل المروحيات والطائرات ذات الأجنحة الثابتة عن التحليق بسبب الرياح.

فيما قال خبير الموارد المائية في جامعة كاليفورنيا، غريج بيرس: "لا أعرف نظام مياه في العالم مجهز لهذا النوع من الأحداث"، طبقًا للشبكة الأمريكية.

ومن جانبها، قالت هيئة الأرصاد الجوية، إن الحرائق الضخمة التي شهدتها ولاية "كاليفورنيا" كانت حتمية الحدوث منذ سنوات، حيث أن جنوب "كاليفورنيا" تُعد منطقة خارج نطاق الأمطار.

وخلال فصل الصيف يغطي الضغط الجوي المرتفع معظم أجزاء منطقة جنوبي "كاليفورنيا"، مما يجعلها أكثر جفافًا عن المناطق المحيطة بها، كما قالت الأرصاد، أما فى فصل الشتاء يتراجع الضغط الجوي المرتفع عن هذه المنطقة بشكل مؤقت مما يسمح لها باستقبال أمطارها السنوية خلال فترة زمنية قصيرة جدًا.

وأوضحت أنه في عام ٢٠٢٤ شهدت المنطقة فصل صيف جاف بشكل غير طبيعى، ما أدى إلى تراكم العديد من الشجيرات القابلة للاشتعال على السطح ومع وجود رياح "سانت آنا" شديدة القوة توفرت بذلك جميع العناصر اللازمة لاندلاع الحرائق الضخمة.