حقا.. إنه شرف عظيم
دائما ما يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعزيز الوعي العام وحمايته من أي معكرات قد تؤثر على استقرار المجتمع وتماسكه فمن خلال خطاباته المتكررة يؤكد أهمية بناء وعي وطني متزن قادر على فهم التحديات المحيطة والتعامل مع الأحداث بعقلانية ووعي كما يعكس هذا الحرص توجيهاته نحو تطوير المناهج التعليمية وتكثيف الجهود الإعلامية لتوعية المواطنين فضلا عن تعزيز الشفافية في مواجهة الأزمات والقضايا الحساسة ويهدف الرئيس من ذلك إلى ترسيخ الثقة بين الدولة والشعب وضمان بقاء الوعي العام سدا منيعا في وجه محاولات التشويه أو التضليل التي تسعى للنيل من استقرار الوطن وأمنه.
وعكس حوار الرئيس في الأكاديمية العسكرية مجموعة مهمة من القيم والرسائل التي تتجلى في التأكيد على أهمية المسئولية الوطنية ودور القوات المسلحة كدرع تحمي الوطن وأن حماية الوطن هي أشرف مهمة يمكن للإنسان أن يتولاها فهي تتجاوز المصالح الشخصية لتصل إلى مستوى الواجب الوطني والديني وأن الانخراط في صفوف القوات المسلحة هو مقام رفيع يهدف إلى حماية البلاد وسكانها ويعد ذلك أعظم رسالة يمكن أن يؤديها الفرد لتحقيق مرضاة الله وحماية الأرض.
ولعل البرامج التعليمية المطبقة في الأكاديمية العسكرية والتي تعتمد على أسس علمية مستمدة من دراسات علم الاجتماع وعلم النفس تستهدف إعداد ضباط متوازنين نفسيا واجتماعيا ما يعكس اهتمام الدولة بالعنصر البشري كعامل رئيسي في بناء كفاءة القوات المسلحة بل وجميع مؤسسات الدولة وهذا التوجه يعكس رؤية متقدمة تستثمر في بناء الكوادر بشكل شامل لضمان تأهيل جيل قادر على تحمل مسئولية أمن الوطن بوعي وإدراك عميق.
ولا ينقطع حديث الرئيس عن التحديات الكبرى التي تواجه مصر في المنطقة من أجل التأكيد على أهمية الاستعداد والوعي الكامل لمواجهتها فالتطورات الإقليمية والدولية مثل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية تضع الدولة أمام اختبار مستمر يتطلب يقظة دائمة وكفاءات مؤهلة وهنا يبرز دور الأكاديمية العسكرية والتي باتت منصة أساسية لإعداد شباب قادر على فهم هذه التحديات والتعامل معها بفعالية.
إن الرئيس السيسي يعول كثيرا على شباب مصر وكان هذا جليا حين عبر عن ثقته الكبيرة فيهم وأنه يفخر بوجود جيل قوي ومؤهل لتحمل المسئولية الوطنية وهذه الثقة لا شك ستعزز من إحساس الشباب بدورهم المحوري في حماية الدولة واستقرارها مذكرا الكل بأن الجهود المبذولة في تطوير التعليم والتدريب العسكري حتى في ظل أزمات عالمية مثل جائحة كورونا والحرب الروسية-الأوكرانية تظهر قدرة مصر على تجاوز الأزمات وتحقيق الإنجازات.
لقد كان حديث الرئيس مفعما بالأمل واليقين في غد أفضل وفاحت من كلماته نبرة تفاؤلية رغم الإشارة إلى التحديات حيث يطمئن الرئيس المواطنين بأن الدولة تسير في الاتجاه الصحيح وأن الجهود المبذولة لمواجهة الصعوبات تؤتي ثمارها وكان نقاشه مع طلاب الأكاديمية ومن خلفهم المصريين رسائل تحفيزية تهدف إلى بث الروح الإيجابية وتعزيز الثقة بين المواطنين والشباب خصوصا الرسائل الوطنية والتي تتشابك مع القيم الدينية ما يمنح التوجيه بعدا أخلاقيا يعزز من أهميته وتأثيره ليعبر لقاء الرئيس وتحاوره مع طلاب الأكاديمية عن رؤية شاملة لقيادة مصرية تعمل على إعداد جيل جديد من المؤهلين القادرين على حماية الوطن واستقراره في مواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية ويعكس اللقاء أيضا إيمانا عميقا بالشباب ودورهم المحوري في بناء المستقبل والرسالة كانت شديدة الوضوح وهي أن حماية الوطن ليست مجرد واجب بل هي شرف عظيم يستحق التفاني والإخلاص وهي مسئولية تتطلب العلم والوعي والاستعداد الكامل لتجاوز كل العقبات.