رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عبدالقادر شهيب يكتب.. نتنياهو يخذل بايدن

12-1-2025 | 16:21


الكاتب الصحفي عبد القادر شهيب

بقلم: عبدالقادر شهيب
رفض نتنياهو نصيحة بايدن بعدم الرد على ايران والاكتفاء بملاحقة حزب الله في لبنان. مقابل تقديم حزمة مساعدات أمريكية ضخمة لإسرائيل تفوق كل ما حصلت عليه في حربها ضد أهل غزة، التي تقدر بما يفوق ثلاثة أرباع تكلفة هذه الحرب حتى الآن، وهو ما ساعد إسرائيل على الاستمرار في الحرب حتى حلول العام الثاني لها.... ولذلك اضطرت الإدارة الأمريكية للقبول بالرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية الإيرانية، وركزت جل اهتمامها على اقناع إسرائيل بأن يتفادي هذا الرد المنشآت النووية والنفطية، وذلك حتى لا تنشب حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران بتدحرج الرد على الود واتساع المواجهة، لدرجة فقدان كل من إسرائيل وإيران القدرة على أن تظل مواجهة محدودة، وهو ما قد يورط أمريكا في هذه المواجهة لأنها تلزم نفسها بالدفاع عن إسرائيل، ويود بايدن آن تجرى الانتخابات الرئاسية بعد نحو ثلاثة أسابيع في هدوء، ومن دون أن تتأثر هاريس سلبا بحرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران. ولكن حتى الآن لم تنجح أمريكا في إقناع إسرائيل بتجنب استهداف المنشآت النفطية في إيران، رغم أن ذلك سيكون له تأثيره المباشر على سعر النفط عالميا وبالتالي داخل أمريكا وسيعاني منه الأمريكيون، وبالتالي سوف يكون له تأثيره على تصويتهم في الانتخابات سلبا على هاريس مما يفقدها أصواتا، هي في أشد الحاجة إليها في هذه الانتخابات الآن، في ظل المنافسة المحتدمة مع ترامب على أصوات ناخبي الولايات المتأرجحة.. وعندما سئل وزير الدفاع الإسرائيلي بعد لقائه مع وزير الدفاع الأمريكي عن الرد الإسرائيلي، قال إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك الخيار النووى والخيار النفطي أيضا. لذلك يعول بايدن على إقناع نتنياهو في حديثه التليفوني - اليوم الأربعاء بتجنب المنشآت النووية والنفطية في إيران وأن يستهدف الرد الإسرائيلى منشآت عسكرية ومخابراتية إيرانية فقط حتى تظل المواجهة بين إسرائيل وإيران ملحومة لا تنفلت إلى مواجهة مفتوحة وشاملة وتكون في المنطقة حرب إقليمية تتورط فيها أمريكا على غير رغبة منها. لكن بايدن الذي أجل اتصاله التليفوني مع نتنياهو حتى اليوم لضيقه من عدم إنصاته لنصائحه سوف يجد صعوبة كبيرة في إقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بما يرغب ويريد.. فإن نتنياهو يرى أن ما تبقى من أيام على إجراء الانتخابات الأمريكية يعد فرصة يجب أن يستغلها إلى أقصى حد ممكن فيما يريد، خاصة ما يتعلق بما رآه تغييرا للشرق الأوسط للتخلص أو الحد من القدرات العسكرية الإيرانية.. وقد زادت رغبته هذه كثيرا بعد الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له إسرائيل الأسبوع الماضي، الذي يبدو أنه أزعج نتنياهو نظرا لأنها هي وأمريكا وبريطانيا لم تستطع التصدى إلا لنسبة غير كبيرة من الصواريخ الإيرانية، لذلك أصاب عدد من الصواريخ الإيرانية قاعدتين عسكريتين فى إسرائيل لم تعترف بإصابتهما إسرائيل إلا متأخرا وبعد الإعلان الإيراني، وهو ما عدل في توازن الرعب بين إيران وإسرائيل، بعد أن كان نتنياهو يتصور بعد اغتيال أمين عام حزب الله أن هذا التوازن تم التخلص منه وأنه بدأ فعلا بالهجوم على لبنان صياغة شرق أوسط جديد لا خطر فيه للقدرات العسكرية الإيرانية على إسرائيل. والأغلب أن نتنياهو في مكالمته التليفونية مع بايدن سوف يتمسك ليس فقط بحق إسرائيل في الرد على الهجوم الصاروخى الإيرانى، وإنما بحق إسرائيل وحدها كي تختار ما تستهدفه إيرانيا في هذا الرد.. فإن نتنياهو الذي وصم ماكرون بالعار لأنه طالب بحجب السلاح عن إسرائيل لن ينصت لنصائح الرئيس الأمريكي العجوز والذي يقضى آخر أيامه في البيت الأبيض.. كما لن يسيل لعاب نتنياهو لإغراءات بايدن بزيادة ضخمة في المساعدات الأمريكية لإسرائيل، وسوف يتمسك نتنياهو الذي لديه منذ سنوات خبرات متراكمة في التعامل مع الأمريكان بحق إسرائيل فى اختيار ما تستهدفه من منشآت إيرانية عسكرية ومدنية في ردها.. باختصار سيقول نتنياهو لبايدن مع الاحترام لشخصكم والتقدير لدعمكم: إننا نملك قرارنا وسنحدد بأنفسنا ردنا على إيران.. أي سيخذل نتنياهو بایدن