بهاء طاهر.. راهب الرواية العربية
أديب استثنائي، في تاريخ الأدب المصري والعربي الحديث، امتدت رحلته الإبداعية لأكثر من نصف قرن، من قاعات الإذاعة إلى منصات التكريم، ومن شوارع القاهرة إلى أروقة جنيف، وفي منفاه الاختياري، استطاع أن يروي حكايات مصرية بأسلوب شديد الرقة والعذوبة، فقد جول همومه الشخصية وتجاربه القاسية إلى روايات خالدة تُرجمت إلى لغات عديدة تعبر عن هموم إنسانية، وقضاا مصرية وعربية، وهموم شعب وأمة، وهوأحد أعلام جيل مفكري ومثقفي جيل الستينيات، الذي خلق من حياته في المنفى إبداعًا متفردًا، فأصبح من كبار مبدعي الرواية القصة في مصر، إنه الأديب الذي لا ينسى وراهب الرواية العربية بهاء طاهر.
الميلاد والنشأة
ولد بهاء طاهر في 13 يناير 1956م، محافظة الجيزة، عمل مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956م و 1957م، وعمل مخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975م حيث منع من الكتابة ثمانية سنوات 1983، كنوع من التضييق على الكتاب الذين يخالفون النهج السائد.
بعد منع بهاء طاهر من الكتابة ترك مصر وسافر في أفريقيا وآسيا و عمل مترجما هناك، وعاش في جنيف بين عامي 1981 م و1995م حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة عاد بعدها إلى مصر ولازمها إلى أن توفي بها.
مؤلفات بهاء طاهر
من مؤلفات بهاء طاهر في رحلة الأدب العربي: المجموعات القصصية «الخطوبة»، صدرت عام 1972، «بالأمس حلمت بك» 1984، «أنا الملك جئت»، رواية «شرق النخيل» 1985،ورواية «قالت ضحى» 1985، المجموعة القصصية «ذهبت إلى شلال »، رواية «خالتي صفية والدير» و تم تحويلها إلى مسلسل تليفزيوني، رواية «الحب في المنفى» 1995.
10 مسرحيات مصرية، عرض ونقد، منها «أبناء رفاعة» ،«الثقافة والحرية»، «ساحر الصحراء»، وقدم ترجمة لرواية «الخيميائي» لباولو كويلو، «لم أعرف أن الطواويس تطير» مجموعة قصصية، ورواية «نقطة النور» ورواية «واحة الغروب» والتي تحولت أيضا إلى مسلسل تلفزيوني.
جوائز وتكريمات
حصل بهاء طاهر على العديد من الجوائز والتكريمات منها.. على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1998، و على جائزة «جوزيبي اكيربي» الإيطالية سنة 2000 عن رواية «خالتي صفية والدير»، وجائزة آلزياتور Alziator» الإيطالية لعام 2008 عن رواية «الحب في المنفى»، تعديل خالد خيري، وحصل على الجائزة العالمية للرواية العربية عن رواية «واحة الغروب».
ورد بهاء طاهر جائزة مبارك للآداب التي حصل عليها عام 2009 في العام 2011 أثناء الاحتجاجات التي شهدتها مصر.
تم تكريم الكاتب الكبير بهاء طاهر بافتتاح وزير الثقافة الدكتور صابر عرب ومحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين لقصر ثقافة بهاء طاهر بالأقصر.. والقصر تحفة معمارية.
ولقصر ثقافة بهاء طاهر قصة فقد تبرع الكاتب الكبير بقطعة أرض يمتلكها عن أهله بالأُقصر للدولة من أجل إقامة هذا القصر خدمة لقضايا الثقافة والمثقفين في الأقصر.
لم ينسَ بهاء طاهر صاحب خالتي صفية والدير والحب في المنفي وأبناء رفاعة وواحة الغروب والعديد من المجموعات القصصية مسقط رأسه الأقصر، فقرر أن يتيح لأبناء عاصمة مصر القديمة الفرصة للاطلاع على أحدث ما يبدعه العقل الإنساني، لم ينسَ الكاتب الكبير مسقط رأسه ولا قضايا أمته وهو في المنفي يعمل ما بين قارتي إفريقيا وآسيا بعد منعه من الكتابة في مصر والاستقرار في جنيف، حيث عمل مترجما بالمقر الأوروبي للأمم المتحدة ثم العودة مرة أخرى إلى الوطن والإنخراط في الكتابة حيث كتب عمله القصصي الكبير الحب في المنفي الذي قال عنه د كتور علي الراعي بالأهرام رواية كاملة الأوصاف وعلاء الديب الصدق هو النبرة الأولى التي تصافحك في سطوره.
رحيل البهاء .. طاهر
بعد معاناته مع المرض رحل بهاء طاهر مساء 27 أكتوبر 2022 عن عمر ناهز 87 عامًا بعد أن ترك لمصر مجموعات مميزة من مؤلفاته وترك أيضا قصر الثقافة الذي يحمل اسمه في الأقصر.