رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التهدئة في غزة.. جهود مصرية متواصلة لوقف إطلاق النار منذ بدء العدوان الإسرائيلي

14-1-2025 | 15:11


الحرب على غزة

أماني محمد

جهود مستمرة وحثيثة بذلتها الدولة المصرية، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، بهدف وقف إطلاق النار وحماية القضية الفلسطينية من التصفية ومنع تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بجانب الدعم الإنساني والإغاثي والمساعدات التي قدمتها للقطاع، ورعاية جهود المفاوضات وتقريب وجهات النظر في ظل تعنت إسرائيلي ساد الموقف وأدى لتعثر الاتفاق لأشهر طويلة.

وخلال الساعات الماضية، شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تقدما كبيرا، مع توقعات بقرب إعلان الاتفاق في خلال أيام وربما ساعات، حيث وصلت الوفود الإسرائيلية والفلسطينية إلى العاصمة القطرية لاستكمال الاتفاق، بمشاركة مصرية أمريكية قطرية، في ظل موقف مصري ثابت في هذا الملف يقوم على مرتكزات واضحة بضمان حقوق الشعب الفلسطيني والإفراج عن الأسرى وعودة أهالي غزة النازحين إلى أراضيهم، مع بدء عملية سلام شاملة لحل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وفقا لمقررات الشرعية الدولية.

 

الجهود المصرية لوقف إطلاق النار

وأكد مصدر مطلع أن الجهود المصرية القطرية تهدف لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت، موضحا أن جهود مكثفة من محادثات غزة مقررة في القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية من اتفاق غزة.

وتدعم مصر الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة للاجئين، فالمواقف السياسية المصرية أظهرت الثبات في مواجهة التصعيد الإسرائيلي على رأسها رفض أي عمليات عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، ورفض عملية التدمير والقتل الممنهج ورفض مساعي تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أو أي دولة أخرى.

كما ظهر الموقف المصري الدائم للأشقاء الفلسطينيين، خلال حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في عدة محافل عربية وعالمية، معلنا بشكل واضح أن تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء يمثل خط أحمر بالنسبة إلى مصر، وقد أكدت مصر منذ اللحظة الأولى أن هذا التصعيد يضر بالأمن الإقليمي للمنطقة ككل، وليس فقط بالداخل الفلسطيني. 

 

مصر ودورها المحوري في المفاوضات

ويؤكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر لعبت دورا حيويًا في المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مصر كانت دائمًا في طليعة الجهود التفاوضية منذ بداية الأزمة.

وأوضح بدر الدين، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن مصر اضطلعت بأدوار متعددة على المستويات السياسية والإنسانية والتفاوضية، بما في ذلك دور الوسيط الذي ساهم في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

وأشار إلى التعاون المصري-القطري في هذا الملف أسهم في تحقيق دفعة إيجابية في الأسابيع الماضية، ما أدى إلى التقدم في حل القضايا الخلافية، موضحا أن هناك أخبارًا عن لقاء يعقد اليوم في قطر لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق المتوقع، ما قد ينهي فترة الأزمة المستمرة منذ أكثر من خمسة عشر شهرًا.

وبيّن أن الاتفاق، في حال تنفيذه، سيشمل وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى بترتيبات محددة، ما سينعكس إيجابًا على الأمن الإقليمي وليس قطاع غزة أو الجانب الفلسطيني فقط، مشيرا إلى أن مصر كانت ولا تزال عنصرًا ثابتًا في السعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة والتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بناءً على عدة مرتكزات للموقف المصري وهو حماية الشعب الفلسطيني وحقه في إقامته دولته، وكذلك رفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، والتوصل لاتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.

وأضاف أن مصر شاركت في جهود الوساطة من خلال اجتماعات عقدت في عواصم مثل باريس وروما والدوحة، إلى جانب الاجتماعات التي استضافتها القاهرة، مؤكدا أن باعتبارها مفتاحًا للأمن والاستقرار، تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق التهدئة في المنطقة وتحقيق الاستقرار.

الجهود المصرية

ومن ناحيته، قال الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن الجهود التي تبذلها مصر مستمرة منذ بداية الأزمة وحتى الآن، وهذه الجهود تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار من جهة، وتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للمتضررين من سكان قطاع غزة من جهة أخرى، مؤكدا أن مصر تتبع مسارًا مزدوجًا في هذه الجهود، يشمل المسار الثنائي على المستوى الإقليمي والمسار الجماعي على المستوى الدولي.

وأوضح أن اللقاءات والمباحثات التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الماضية، بداية من مؤتمر القاهرة الذي عقد عقب اندلاع الأزمة في أكتوبر 2023، وغيرها من الجهود تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية ومقاومة محاولات إسرائيل لتفريغ هذه القضية من محتواها، والحد من محاولات الاستحواذ على قطاع غزة.

وأشار إلى أن مصر تسعى لتحقيق نتائج إيجابية على المستويين الإقليمي والدولي، رغم الدعم اللا محدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، مؤكدا أن مصر لا تزال تبذل جهودًا مضنية في التنسيق على المستويات الإقليمية والدولية لتحقيق نتائج فعّالة في مواجهة التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية، رغم التحديات الكبيرة التي تفرضها القوى الدولية المختلفة.